بسام الشماع: «اللوفر» لم يعد مكانا آمانا للآثار المصرية (خاص)
طالب المؤرخ المصري بسام الشماع باسترداد الآثار المصرية من متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس "قبل وقوع كارثة ضخمة".
جاء ذلك عقب التقارير التي كشفت عن تسرب مياه ملوثة داخل قسم الآثار المصرية بالمتحف، ما أدى إلى إتلاف نحو 400 كتاب ووثيقة نادرة، في حادثة اعتبرها الشماع دليلا إضافيا على أن اللوفر "لم يعد بيئة آمنة لحفظ التراث المصري".

وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "أجدد مطالبتي العاجلة بضرورة استرداد ما لا يقل عن 50 ألف قطعة أثرية مصرية محفوظة داخل متحف اللوفر، بعد توالي المؤشرات التي تؤكد أن المتحف يواجه مخاطر بنيوية وأمنية حقيقية قد تهدد سلامة الآثار".
وأضاف أن هذه التحذيرات ليست جديدة، موضحا أن وسائل إعلام فرنسية نشرت قبل ستة أشهر خطابا رسميا سريا أرسلته مديرة المتحف "لورنس كارس" إلى وزيرة الثقافة الفرنسية آنذاك، رشيدة داتي، عبرت فيه عن "قلق شديد إزاء تسربات مائية غير خاضعة للسيطرة"، بما يشكل خطرا مباشرا على الأعمال الفنية ويؤثر على قدرة المتحف على استقبال الملايين من الزوار سنويا.
وأشار الشماع إلى أن صحيفة "لوموند" الفرنسية أكدت حينها أن مباني اللوفر "وصلت إلى مستوى مقلق من التصدعات التي قد تؤدي إلى انهيارات"، لافتا إلى أن أمطار يناير الماضي تسببت في تسرب مياه غزيرة إلى قاعة الجراند جاليري، وهو ما اضطر العاملين إلى نقل بعض القطع الفنية من أماكنها لحمايتها من التلف.
وتابع الشماع: "هذه ليست حوادث فردية، بل سلسلة من الأزمات المتتابعة. ففي نوفمبر 2023 انفجر أنبوب مياه داخل المتحف، ما أدى إلى إلغاء معرض كلود جيلو، وفي أكتوبر 2024 تسبب هطول الأمطار في فيضان كبير امتلأ على إثره الخندق المائي المحيط بالمتحف. وحتى الهرم الزجاجي الشهير يعاني من اختلالات الحرارة التي تؤذي الزوار والموظفين على حد سواء".

كما أكد أن أقسام نابليون الثالث التي رُممت مؤخرا "تفتقر إلى أنظمة التبريد"، مما أدى إلى إغلاقها خلال موجات الحر المتكررة، إلى جانب سرقة مقتنيات من المتحف الشهر الماضي، وأخيرا الكارثة التي تم الإعلان عنها والمتمثلة في غرق مئات الكتب والوثائق بقسم الآثار المصرية نتيجة تسرب المياه الملوثة.
وختم الشماع تصريحاته قائلاً إن "ما يحدث في اللوفر اليوم يمثل ناقوس خطر حقيقي، فهل سننتظر حتى ينهار سقف أو تغرق قاعة كاملة لنفقد آثارنا النادرة، لقد سبق أن خسر العالم 700 قطعة أثرية ثمينة في حريق متحف ريو دي جانيرو عام 2018، وواجبي كمؤرخ أن أواصل التحذير والمطالبة باسترداد آثارنا قبل فوات الأوان".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg4IA== جزيرة ام اند امز