قبعة جندي بمتحف بريطاني تفتح ملف الآثار المصرية بالخارج (خاص)

عرض متحف بولتون البريطاني قبعة رومانية نادرة عمرها ألفي عام، ما أعاد الجدل حول مصير الآثار المصرية في المتاحف الأجنبية.
القبعة، التي تُعد أحد ثلاثة أمثلة معروفة فقط في العالم، صُنعت على الأرجح لأحد جنود الجيش الروماني عقب غزو مصر ووفاة الملكة كليوباترا عام 30 قبل الميلاد. ويُعتقد أن تصميمها جرى تعديله ليتلاءم مع الظروف المناخية القاسية، مثل حرارة الشمس الشديدة والعواصف الرملية.
وظلت هذه القطعة مخزنة في مستودعات المتحف أكثر من 100 عام منذ أن تبرع بها عالم الآثار الشهير فليندرز بيتري عام 1911، قبل أن تُرمم مؤخراً بتمويل من شركة محلية وتُعرض للجمهور لأول مرة.
ويصف المؤرخ وكاتب علم المصريات بسام الشماع هذه القطعة بأنها "أثر مهم للغاية من عدة نواحٍ، فهو يرتبط بفصل عسكري من التاريخ المصري، ويكشف عن شدة الحرارة في فترة الغزو الروماني، الأمر الذي دفع الجنود لابتكار قبعات للحماية من الطقس، كما يجسد أسلوباً في الموضة كان هدفه الوظيفة قبل المظهر".
وأضاف الشماع: "هذا الأثر نادر للغاية ولم أرَ له مثيلاً في مصر والسؤال: كيف خرج من مصر؟ فالآثار التي غادرت بشكل قانوني كانت عادة ضمن اتفاقات تسمح بإهداء بعض القطع لفرق الاستكشاف الأجنبية إذا كان هناك فائض منها، فكيف خرجت قطعة بهذه الندرة؟"
وأشار إلى أن هذه القطعة، التي أُخرجت من المخازن بعد قرن من تخزينها، تثير عدة أسئلة، منها: لماذا ظلت حبيسة المستودعات طوال هذه الفترة؟ وهل لم يكن هناك مرممون قادرون على التعامل معها؟ وكم من الآثار المصرية النادرة ما يزال في مخازن المتاحف الدولية ولم يُعرض حتى اليوم؟
ومن المقرر أن تظل القبعة معروضة عند مدخل قاعات مصر القديمة في متحف بولتون حتى سبتمبر 2025، قبل أن تُنقل إلى موقعها الدائم داخل المتحف.
ويُعتقد أن هذه القبعة، المصنوعة من صوف لبّد بطريقة متقنة، كانت جزءاً من الزي العسكري للجنود الرومان الذين خدموا في مصر عقب سقوطها تحت الحكم الروماني، وهي تشبه في شكلها أغطية الرأس الرومانية التي ظهرت نحو عام 200 ميلادية، لكن مع تعديلات خاصة تناسب المناخ المصري القاسي.
وتعد نسخة متحف بولتون أفضل الأمثلة المحفوظة في العالم، مقارنة بالنسختين الأخريين الموجودتين في مانشستر وفلورنسا، ما يجعلها شاهداً نادراً على تداخل الثقافتين المصرية والرومانية في تلك الحقبة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز