"لادا".. قصة سيارة روسية عريقة أعاد الفرنسيون إحياءها
شركة لادا Lada كانت مثارا للسخرية من المستهلكين حول العالم، إذ بقيت تنتج لفترة طويلة سيارات بتصميمات وإمكانيات تعود لفترة السبعينيات.
عاشت شركة السيارات الروسية العريقة "أوتوفاز"، الشركة الأم المالكة للعلامة التجارية "لادا"، قصة درامية منذ تأسيسها عام 1966 حتى الآن، شهدت خلالها نموا في المبيعات ثم أزمات هددت وجودها، لكنها في النهاية قاومت وظلت صامدة في وجه تغيرات السوق لتتحول إلى واحدة من أكثر شركات السيارات نموا، حيث تمتلك رؤية جريئة لمستقبلها، حتى لو كان هذا قد حدث بأموال فرنسية.
كانت الشركة الروسية مثار السخرية من المستهلكين حول العالم، إذ بقيت لفترة طويلة تنتج نماذج من السيارات بتصميمات تعود لفترة السبعينيات، وبالإمكانيات نفسها تقريبا، متجاهلة التطور الرهيب الذي حدث في سوق صناعة السيارات خلال الفترة نفسها.
أنتجت شركة "أوتوفاز" سيارة لادا Vaz 2101، التي عُرفت في السوق الإنجليزية باسم "لادا ريفا" عام 1970، وهي نسخة مُعدلة من السيارة الإيطالية فيات 124 موديل 1966، لكنها ظلت تبيع السيارة بالإمكانات نفسها تقريبا حتى تسعينيات القرن الماضي، وفقا لموقع "أوتو كار".
وفي عام 1997، أدت اشتراطات الانبعاثات الأوروبية إلى منع بيع سيارات لادا "ريفا ونيفا" في بريطانيا، وكانت هذه ضربة قوية للشركة، لكنها لم تقضِ عليها.
كانت لادا هي العلامة التجارية الوطنية للسيارات في روسيا، وظلت سياراتها ناجحة بشكل كبير في بلدها رغم طرازاتها القديمة، مستفيدة من الأزمة المالية الروسية عام 1998، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار السيارات المستوردة، وساعدت لادا على زيادة هيمنتها على السوق.
إلا أن قوة لادا بدأت في التراجع تدريجيا على مدى السنوات الـ10 اللاحقة، على الرغم من أنها عملت في تلك الفترة على إطلاق نماذج جديدة من سياراتها، وهو ما دفع الشركة الأم "أوتوفاز" إلى بيع حصة منها عام 2008 لشركة رينو الفرنسية.
كانت هذه الشراكة مع رينو نقطة تحول في حياة "لادا"، حيث ساعدت "أوتوفاز" على تجاوز آثار الأزمة المالية العالمية التي ضربت اقتصادات العالم بعد فترة وجيزة خلال العام نفسه، رغم أن "أوتوفاز" احتاجت في النهاية إلى خطة إنقاذ من الحكومة الروسية للبقاء على قيد الحياة.
لاحقا، قاد الفرنسيون إحياء معظم العلامات التجارية لشركة السيارات الروسية "أوتوفاز"، وساعدت شركة رينو سيارة لادا في تطوير سيارة "لادا جرانتا" عام 2011، وهي سيارة سيدان صغيرة سرعان ما أصبحت الأكثر مبيعا في روسيا وأكثر سيارات لادا رواجا.
وفي 2012، استحوذت رينو على حصة مسيطرة في "أوتوفاز" رغم أن حصة الشركة في السوق الروسية كانت تتقلص تدريجيا لصالح شركات أجنبية مثل كيا وهيونداي، وهو ما دفع لادا إلى تبني نماذج أكثر جرأة لسياراتها.
وفي 2015 أطلقت الشركة سيارتها "لادا فيستا"، وهي سيارة متوسطة الحجم، ثم في 2016 أطلقت سيارتها الرياضية "إكس راي" التي صممت على أساس شاسيه سيارة داتشيا داستر، وكانت كلتا السيارتين من أعمال المصمم البريطاني الكبير ستيف موتين، وظهر التصميم جريئا ومتنوعا.
وشهد عام 2017 استحواذ رينو على الملكية الكاملة في "أوتوفاز" وتمكنت الشركة الروسية من زيادة حصتها في السوق إلى حوالي 20% بعد أن باعت نحو 312 ألف سيارة في روسيا بزيادة 17.9% مقارنة بـ2016، وعادت لتحقيق الأرباح مدعومة بنمو ملحوظ في الطلب على السيارات في السوق الروسية بعد انخفاض طويل.
وحسب إيف كاراكاتزانيس، الذي تولى منصب رئيس شركة "أوتوفاز" العام الجاري، تستهدف شركة لادا حاليا الحفاظ على الحصة السوقية الكبيرة التي تمتلكها، عبر تطوير منتجاتها بما يتوافق مع السمات التي ميزت العلامة التجارية الروسية منذ إنشائها، وهي التصميم القوي والموثوقية والقيمة الجيدة مقابل المال".
وتعمل لادا حاليا على إنتاج 8 طرازات جديدة وإجراء تعديلات على 9 طرازات أخرى بحلول عام 2026.
لكن ليس هناك دليل على طموحات "أوتوفاز" ورؤيتها الأكبر من سيارة لادا 4×4، التي كشفت الشركة النقاب عنها في معرض موسكو الأخير للسيارات.
والسيارة التي ستطرح في الأسواق عام 2022 هي البديل الحديث لسيارة الدفع الرباعي الشهيرة "لادا نيفا"، "وتسمى حاليا 4×4 بعد أن باعت لادا اسم نيفا إلى شركة جنرال موتورز"، التي تم إطلاقها في عام 1977 ولا تزال تصنع وتباع حتى الآن بالشكل نفسه تقريبا.