صحيفة فرنسية عن "كورونا": الأسوأ لم يأت بعد
باحث فرنسي يرى أنه في ظل الاقتصاد المعولم، حيث ينتشر الناس والسلع بشكل سريع، فإن ظهور بؤر ثانوية لانتشار فيروس كورونا أمر لا مفر منه.
حذرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، من خروج فيروس كورونا الجديد، عن السيطرة، معتبرة أن "الأسوأ لم يأت بعد"، في ظل انتشار المرض بدول أخرى مع غياب وجود علاج فعال.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه بعد هدوء نسبي، يبدو أن الوباء بدأ في الانتشار من جديد، مع ظهور بؤر جديدة، لافتة إلى وفاة اثنين في إيطاليا ونحو 7 في إيران.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن الأمل الذي ساور سكان العالم باختفاء ذلك الكابوس كان قصير الأجل، فبعد بضعة أيام من تراجع معدل الإصابة والوفيات، بدأت الأرقام في الارتفاع مرة أخرى.
ووفقاً لآخر حصيلة للوفيات فإن أكثر من 2465 حالة توفيت منذ انتشار المرض، معظمهم في الصين، حيث أصيب حوالي 78800 شخص حول العالم.
وقالت "لوباريزيان": "بعد ترحيب منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، بالتقدم الهائل الذي تم إحرازه للحد من الوباء، سرعان ما غيرت لهجتها، قائلة (هذا الفيروس خطير للغاية. إنه العدو العام رقم واحد ولا يتم التعامل معه على هذا النحو".
بدوره، تساءل باتريك زيلبرمان، الأستاذ الفخري في تاريخ الصحة بالمدرسة العليا للصحة العامة في فرنسا: "هل الأسوأ أمامنا؟"، مشيراً إلى أنه "في عام 2003، كان فيروس سارس (متلازمة التنفس الحاد الوخيم، وأيضًا فيروس كورونا) الأسوأ، ولكن خطورة كورونا المستجد تخطته"، معتبراً أن التدابير المتخذة بغلق الحدود مع الصين وخطوط الطيران لاحتواء المرض لا جدوى منها.
وبينما اتخذت روسيا من دون انتظار قراراً جذرياً، بإغلاق حدودها مع الصين، اعتبر برونو كوتارد، الباحث في وحدة الفيروسات الناشئة بجامعة "أيكس مارسيليا" الفرنسية، أنه "من الوهم تماماً الاعتقاد بأن تلك الإجراءات ستوفر حماية للبلاد، فقط لأن حاملي المرض قد عبرو الحدود بالفعل، ولم تكن تظهر عليهم أي أعراض".
وأضاف كوتارد: "في ظل الاقتصاد المعولم، حيث ينتشر الناس والسلع بشكل سريع، فإن ظهور بؤر ثانوية لانتشار المرض أمر لا مفر منه".
وشدد على ضرورة وجود أنظمة كشف فعالة، مثل مشروع "إيفاج" الذي يشارك فيه، وهي شبكة أبحاث دولية لا تهدف للربح قدمت بالفعل ما بين 700 و800 مجموعة تشخيصية للأمراض إلى البلدان الناشئة.
ويشارك الباحث الفرنسي في عمل مشترك مع جامعة مونتريال، والذي أدى خلال أيام قليلة إلى تقدم مهم في فهم الوباء، إذ اكتشف اختصاصيو فيروس كورونا كيف يصيب "كوفيد-19" خلية بشرية.