صحيفة فرنسية تكشف عن وسائل تجنيد الإرهابيين في مالي
الإرهابي المنشق يقول إن التنظيم يستغل حالة الفقر التي يعيش فيها غالبية الأهالي في مالي لتجنيد المزيد من الأتباع، بجانب انتشار الفوضى
كشف إرهابي منشق عن تنظيم "جبهة تحرير ماسينا" في مالي النقاب عن الوسائل التي يتبعها التنظيم لتجنيد الشباب، مشيرا إلى أنه يستغل الظروف المادية السيئة لغالبية السكان، بجانب الفوضى وغياب دور الدولة لتجنيد المزيد من الأتباع.
وقال الإرهابي المنشق عن التنظيم الذي يتزعمه "أمادو كوفا"، لصحيفة "لوموند" الفرنسية، "في إحدى الأيام، بينما أرعى الأغنام التقى مبعوثين يرتدون عمامة، ووعدوني بأني سوف أحصل على رواتب مجزية، وسوف يقاتل من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية".
وأضاف الرجل، الذي أطلقت عليه الصحيفة اسم (إبراهيم) "كنت في حالة من الفقر المدقع، ولم أستطع الرفض، خاصة أنهم وعدوني بمضاعفة دخلي بعشرين مرة، ليصل لنحو 300 ألف فرنك أفريقي شهرياً، ما يعادل 450 يورو، وهي بمثابة ثروة لرجل لم يعرف سوى الأدغال والرعي".
وأوضحت الصحيفة "لمدة 4 سنوات.. هاجم إبراهيم القرى وقتل "الكثير من الناس"، وبعد اتخاذه قرار مغادرة التنظيم الإرهابي، لم يستطع العودة للمنزل، وغير اسمه، وأصبح يعيش في مخبأ يخشى من أن يعرفه أحد من رفاقه السابقين في التنظيم.. ويقتله".
وفي موبتي الملقبة بـ"فينيسيا مالي" عانت المدينة ذات الطبيعة الخلابة من توقف السياحة، بسبب الهجمات الإرهابية التي تشهدها بسبب ذلك التنظيم الذي يعد إحدى فروع القاعدة.
وأوضح إبراهيم أن الإرهابيين في موربتي بكل مكان، ولكنهم غير مرئيين، وبفضل شبكات المعلومات الضخمة التي يمتلكونها يعرفون كل ما يجري في المدينة.
وقالت الصحيفة الفرنسية "لم ينس أحد التفجير الإرهابي الذي وقع في 29 يونيو/حزيران 2018، وأسفر عن مقتل 3 من قوات مكافحة الإرهاب لمجموعة السبعة، والتي تضم قوات من موريتانيا ومالي وبوركينا فاسو، والنيجر، وتشاد.
وأوضحت أن القوات المالية منذ ذلك الحين انتقلت جنوبا للعاصمة باماكو، مشيرة إلى أن مدينتي تمبكتو وكيدال في الشمال ووسط البلاد كانتا مركز العنف الذي مزق مالي منذ عام 2012.
وذكرت صحيفة "لوموند" أن الإرهابيين انتشروا في منطقة "موبتي" بمالي منذ 2013، في ظل تراجع دور الدولة.
و"جبهة تحرير ماسينا" تنظيم إرهابي نفذ العديد من العمليات الإرهابية في وسط مالي، ويتزعمه "أمادو كوفا" الذي ينحدر من أسرة فقيرة في منطقة موبتي، ونجح في تأسيس تنظيم إرهابي على نطاق دولي ترفع لواء "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، معتمداً على إحباط أهالي الريف وانتشار الفوضى وغياب الدولة.
وفي محاولة لتفسير انتشار التطرف في موبتي، قال الباحث في معهد الدراسات الأمنية المتخصص في منطقة غرب أفريقيا بوكاري سانجاري "إن غياب السيطرة الأمنية والفوضى، فضلاً عن إحباط الأهالي، أدت إلى لجوء أهالي القرى للتطرف، بعدما طالبوا عدة مرات المساعدة في باماكو ضد التنظيمات الإرهابية".
وأضاف أن الحكومة المالية ترفض منح السلاح لأهالي المدينة "خوفا من أن يتحول يوما ما ضد سلطاتهم"، مشيرا إلى أن ذلك الأمر "يدفع العشرات منهم إلى الانضمام للتنظيمات المسلحة التي توفر لهم الحماية".
في المقابل، تستغل التنظيمات الإرهابية تهميش رعاة الغنم والبسطاء الريفيين وغضبهم ضد النخب السياسية وتستقطبهم للانضمام إليهم.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن عملية "سرفال" الفرنسية التي أطلقت في يناير/كانون الثاني 2013، نجحت في طرد الإرهابيين من مدينة كونا، القريبة من موبتي، ولكنها لم تستطع إنقاذ "موبتي".
وأوضحت "لوموند" أنه في ذلك الوقت ذهب إبراهيم للقيام بتدريبات عسكرية في "جاوا"، والتحق بمعسكر تدريب وسط مالي وكان المعسكر يضم نحو مائة رجل من عرقيات مختلفة.
وقال إبراهيم "إن أمانو كوفا كان بالنسبة للعناصر بمثابة نصف إله، فإن خطاباته يتداولها الجميع عبر هواتفهم وكانوا يطبقونها بدقة".
وفيما يتعلق بالعمليات الإرهابية التي كانوا يقومون بها، أشار إبراهيم إلى أنه حينما ترفض أي بلدة الامتثال لأوامر كوفا، كانوا يقومون بإحراقها".
وفر إبراهيم من التنظيم الإرهابي عام 2015، ولكن لا يزال عناصر التنظيم يلاحقونه.
ويشار إلى أنه في عام 2017 تعهدت عدة دول بتقديم الدعم للقوة المشتركة لدول الساحل لمواجهة الإرهابيين في مالي، بينها السعودية والإمارات العربية المتحدة اللتان تعهدتا بنحو 130 مليون دولار.
والثلاثاء الماضي، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي إن القوات الفرنسية المنتشرة في مالي قتلت الرجل الثاني في "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، التابعة لتنظيم القاعدة ليل 8-9 أكتوبر/تشرين الأول في مالي.
جاء ذلك، بعد أيام من مقتل جندي فرنسي السبت الماضي، إثر "انفجار عبوة ناسفة خلال مرور آليته المدرعة في المدينة"، وتبنى الهجوم تنظيم "داعش" الإرهابي.
aXA6IDMuMTMzLjEyMy4xNjIg جزيرة ام اند امز