صحف فرنسية: تركيا تثير الفتنة والفوضى بين حلفاء "الناتو"
سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تزرع الفتنة بين أعضاء حلف الناتو
قالت صحف فرنسية، الثلاثاء، إن تركيا تثير الفتنة والفوضى بين أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، مشيرة إلى أن الحلف على حافة الانهيار، نتيجة لتصاعد الخلافات الداخلية.
وتحت عنوان "تركيا تزرع الفتنة والخراب داخل حلفاء الناتو"، قالت صحيفة "لوفيجارو": إن سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تزرع الفتنة بين أعضاء حلف الناتو، مشيرة إلى أن العلاقات بين باريس وأنقرة على وشك الانهيار، فضلاً عن التوترات بين تركيا والدول الأوروبية الأخرى فيما يتعلق بملف المهاجرين والإرهابيين الأجانب، والعمليات العسكرية التركية في الشمال السوري.
وتساءلت "لوفيجارو" قائلة: هل ستفجر تركيا حلف الناتو الذي افتتح قمته، اليوم الثلاثاء في لندن؟، موضحة أنه يصعب التكهن بالبيان الختامي لاجتماعات المنظمة التي يحضرها 29 رئيس دولة وحكومة.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن تصريحات أردوغان المثيرة للجدل تشعل الفوضى والخلافات داخل الحلف، والتي ربما لم يكن التحالف بحاجة إليها.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه "بين باريس وأنقرة، لم تتدهور العلاقات الدبلوماسية إلى هذا المستوى"، مشيرة إلى تجاوزات الرئيس التركي بحق نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، والتي اعتبرها الإليزيه "إهانة".
ومن المقرر أن يلتقي ماكرون بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، ثم سيحضر اجتماعًا رباعيًا مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وبعد حفل الاستقبال الذي تقدمه الملكة إليزابيث الثانية، سيجتمع ماكرون مرة أخرى مع أنجيلا ميركل للتحضير للقاء "نورماندي"، المقرر عقده في 9 ديسمبر/كانون الأول مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمعالجة الأزمة الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن التوتر الذي تثيره تركيا سيعد الموضوع الرئيسي للقمة، كما ستناقش العدوان التركي في سوريا ضد الأكراد، والحصول على المنظومة الدفاعية الروسية "إس-400" التي تهدد أمن الملف، والتصرفات الاستفزازية لأنقرة، بمنع أردوغان اعتماد خطة دفاعية لبولندا ودول البلطيق.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من انزعاج بعض الدول من تصريحات ماكرون حول مدى فعالية حلف الناتو ووصفه له بأنه "مات سريريا"، فإن دولاً أخرى مثل ألمانيا اتخذت التصريحات بشكل إيجابي، مقترحة إنشاء مجموعة عمل للتفكير في الاتجاهات الاستراتيجية للحلف.
واعتبرت "لوفيجارو" أن الخلافات الداخلية التي زرعتها أنقرة باتت تهدد مصير الحلف في ذكرى تأسيسه السبعين، موضحة أن التهديديات الخارجية التي بررت نشأته عام 1949 لم تختف تماماً.
وقالت إنه "قبل سبعين عاما، كان العالم منقسمًا بين الكتلة الغربية والشرقية. كان للأعضاء المؤسسين الاثني عشر هدف مشترك واحد، وهو الدفاع عن أنفسهم ضد الاتحاد السوفيتي والأقمار الصناعية التابعة لحلف وارسو".
وأضافت: "أما اليوم، فأصبح العالم مجزأ، والتناقضات متعددة الأشكال، كما أن 29 دولة عضو في الناتو ليس لديهم نفس المصالح"، لافتة إلى أنه في ظل شن تركيا- عضو بالحلف- عدوانها ضد الأكراد في الشمال السوري، والسياسة التركية الاستفزازية المسيئة للناتو، فإن مصير المنظمة أصبح مهدداً".
تركيا تهدد 70 عاما على "الناتو"
ومن جانبها قالت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية إن "مصير حلف الناتو أصبح مهدداً من تضارب المصالح، وتشويش الهوية والقيم الغامضة".
وأشارت، تحت عنوان "قمة في لندن.. في مسعى لإخراج الأطلسي من حالة الموت الدماغي"، إلى أنه تم افتتاح أول مقر للحلف في عام 1949. ثم انتقل إلى باريس في عام 1952. ثم انتقل في عام 1967 من فرنسا بعد الانسحاب منه إلى المقر الحالي في بروكسل.
ووفقاً للصحيفة فإن فكرة إقامة الاحتفال بالذكرى السبعين في لندن كانت فكرة رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، للتزامن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأوضحت "ليبراسيون" أن "لذلك دلالة على أن بلادها رغم خروجها من الاتحاد لا تزال قوة عسكرية في الناتو، لكن رغم إقامة القمة بالفعل في لندن فإن بريطانيا متعثرة في الخروج من الاتحاد الأوروبي لحين إبرام اتفاق".