صحيفة ألمانية: علاقة أنقرة و"الناتو" تنهار بسبب سوريا و"إس 400"
أعضاء الناتو يجتمعون بلندن للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسه، في قمة تخيم عليها نزاعات حول الغرض من الحلف واتجاهه الاستراتيجي.
قالت صحيفة "تاجس شبيجل" الألمانية، الثلاثاء، إن العلاقة بين تركيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي (ناتو) تنهار بسبب سياسة أنقرة بسوريا، وتجاربها على منظومة صواريخ "إس ٤٠٠" الدفاعية الروسية.
ويجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظرائه الـ28 بالناتو في لندن، الثلاثاء؛ للاحتفال بالذكرى السبعين لتأسيسه، إلا أن قمتهم تخيم عليها نزاعات حول الغرض من الحلف واتجاهه الاستراتيجي.
- ميركل: الحفاظ على الناتو بالغ الأهمية لمصالح ألمانيا
- حليف ميركل يدعو لنبذ الخلافات بين ألمانيا وفرنسا حول الناتو
وأوضحت الصحيفة أنه "قبل وقت قصير من بداية اجتماعات الناتو في لندن، الثلاثاء، أرسلت تركيا رسالة واضحة لشركائها"، مفادها أن الجيش التركي أجرى "تجارب على منظومة إس ٤٠٠ الروسية باستخدام مقاتلة إف ١٦ أمريكية".
ونقلت الصحيفة عن كارلو ماسالا الخبير الألماني في شؤون الناتو قوله: "هذا لم يكن صدفة على الإطلاق"، مضيفا: "كانت هذه التجارب رسالة سياسية واضحة للحلف: لدينا بديل لكم"، في إشارة لموسكو.
وأكدت أن "العلاقات بين أنقرة والناتو تمر بأزمة كبيرة بالتزامن مع الذكرى الـ٧٠ لتأسيس الحلف؛ فمنظومة إس ٤٠٠ تعد موضع خلاف أساسيا، وتصر أنقرة على رفض جميع مطالبات شركائها الغربيين بالتخلي عنها، وهو ما يفاقم التوتر".
وكانت تركيا قد قررت في ٢٠١٧، شراء منظومة إس ٤٠٠ من روسيا بعد تعثر جهودها المطولة في شراء أنظمة الدفاع الجوي "باتريوت" من الولايات المتحدة.
وبالفعل تسلمت أنقرة هذه المنظومة، الصيف الماضي، وسط مطالبات من واشنطن والدول الغربية بالتخلي عنها، لأن أنظمة الرادار الخاصة بهذه المنظومة يمكنها تسجيل بيانات المقاتلات الأمريكية ومن ثم حصول روسيا عليها.
وتوتر العلاقة بين تركيا وشركاء الناتو ليس فقط بسبب التسلح التركي، ولكن أيضا سوريا؛ حيث تشعل السياسة التركية الخلاف مع حلف شمال الأطلسي، في ظل سعي أنقرة انتزاع موافقة من أعضاء الناتو على غزوها الأخير للأراضي السورية، وهذا لن يحدث، وفق تاجس شبيجل.
وفي هذا الإطار، قال كارلو مسالا: "الحقيقة واضحة، تركيا تتبع منذ فترة سياسية مناهضة للناتو في الشرق الأوسط"، مضيفا: "هذا يمكن أن يشل الحلف بأكمله".
وبحسب ماسالا، فإن مقترح أردوغان بإعادة توطين ملايين اللاجئين السوريين في منطقة آمنة يريد إقامتها شمال سوريا: "لا يلقى تأييدا في الحلف"، مشيرا إلى أن "دول الناتو لن تعد أردوغان بأي مساعدات مالية لتنفيذ مقترحه".
وفي التاسع من أكتوبر الماضي، أطلق الرئيس التركي، عدوانا عسكريا على سوريا، أوقع مئات القتلى والجرحى من المدنيين حتى الآن، وأدى لنزوح نحو ١٣٠ ألف شخص.
ولقي الهجوم إدانات كثيرة من دول العالم، وطالبوا أنقرة بالانسحاب الفوري من سوريا، فيما علقت دول أوروبية النرويج وألمانيا صادرات الأسلحة لتركيا.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjIuMTMyIA== جزيرة ام اند امز