صحيفتان فرنسيتان تستبعدان مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن
لوفيجارو قالت إن استهداف سليماني تم بأمر من ترامب ما يمثل تصعيدا كبيرا في حرب الظل التي تخوضها واشنطن وطهران بالوكالة في الشرق الأوسط
استبعدت صحيفتان فرنسيتان دخول إيران في مواجهات مباشرة مع الولايات المتحدة، متوقعة أن يكون الرد على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني عبر "الوكلاء فقط".
وقالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، في افتتاحيتها، الأحد، إن التاريخ يشير إلى أن بعض الاغتيالات يمكن أن تشعل النار بين الدول، موضحة أن التصعيد بين إيران وأمريكا لن يكون عبر المواجهة المباشرة.
وأشارت إلى أن استهداف سليماني تم بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يمثل تصعيداً كبيراً في "حرب الظل" التي تخوضها واشنطن وطهران بالوكالة في الشرق الأوسط.
من جانبها، رأت صحيفة ويست فرانس الفرنسية أنه رغم الصدمة التي خلفها مقتل مهندس الاستراتيجية الإقليمية للنظام الإيراني، في إشارة إلى سليماني، فإنها استبعدت مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية، فإنه حتى الوقت الراهن رغم التصعيد المتبادل في المنطقة فإنه لم يقدم أي من الطرفين على توجيه ضربات مباشرة، خاصة من قبل النظام الإيراني "الهش" الذي يعاني من احتجاجات نتيجة الأوضاع الاقتصادية بفعل العقوبات الأمريكية.
وتفرض الولايات المتحدة، منذ وصول ترامب إلى البيت الأبيض، عقوبات صارمة على نظام طهران للحد من تأثيراتها السلبية في الشرق الأوسط وسعيها لتوسيع نفوذها الإقليمي عبر مليشياتها الإرهابية، وبرنامجها النووي والصاروخي.
وتابعت الصحيفة: "أدرك مسؤولو مخابرات القوى الكبرى أنه لسماع صوتهم في طهران كان من الضروري إرسال رسائل معينة في أذن سليماني، فوجبت تصفيته".
وحذرت الصحيفة الفرنسية من استهداف دبلوماسيين أمريكيين، موضحة أن الرد الإيراني يمكن أن يكون بعدة أشكال، سواء باستهداف مصالح أمريكية في المنطقة أو أي مكان بالعالم.
من جهته، اعتبر السفير الفرنسي الأسبق لدى طهران فرنسوا نيكولو أن احتمالية نشوب صراع كبير بين الطرفين تعتمد على "الرد الذي ستقوم به إيران"، مستبعداً الدخول في مواجهة مباشرة بينهما، وسيقتصر الرد على استهداف المصالح الأمريكية في المنطقة.
فيما حذر الباحث في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية (إيريس)، المتخصص في الشأن الإيراني تيري كوفيل، من أن يكون العراق واليمن والمنطقة بأكملها ضحية للحرب بالوكالة بين إيران والولايات المتحدة.
وأشار إلى أن المكان الاستراتيجي الآخر المتاح لإيران هو مضيق هرمز؛ حيث ستلجأ طهران إلى التأثير على أمن وسيولة التجارة العالمية التي تمر عبره.
ودعا الاتحاد الأوروبي، الأحد، وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى بروكسل، وسط مطالب بضرورة "خفض التصعيد" في الشرق الأوسط.
وتصاعد القلق الدولي من تزايد التوتر الأمني في العراق والمنطقة بعد مقتل سليماني في بغداد بغارة أمريكية، ما دفع دولا غربية لتحذير رعاياها من السفر إلى العراق.
كما سحبت شركات نفط موظفيها الأمريكيين من البلاد، خشية ردود فعل طهران الانتقامية.
وفجر الجمعة، نفذت واشنطن بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة استهدفت سليماني لردع خطط هجمات إيرانية على مصالح الولايات المتحدة، بناء على معلومات عن تطوير فيلق القدس مخططات لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والشرق الأوسط.
وسبق ذلك، اقتحام عناصر من مليشيا كتائب حزب الله العراقي الموالية لإيران، الثلاثاء، مقر السفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، بعد مقتل عشرات المسلحين بينهم قياديون، في ضربات جوية استهدفت منشآت تابعة للمليشيات التابعة لإيران.
aXA6IDMuMTQ3LjYwLjYyIA==
جزيرة ام اند امز