برلماني فرنسي لـ"العين الإخبارية": "إيكويسين" مثال حي لتوغل الإخوان ببلادنا
حذر برلماني فرنسي من خطورة توغل تنظيم الإخوان الإرهابي في بلاده، واصفا إياه بأنه "أخطر منظمة إرهابية دولية".
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، قال البرلماني الفرنسي فرانك جيليتي، نائب حزب "التجمع الوطني" عن المقاطعة السادسة في منطقة "فار" الفرنسية، "إن قضية الإمام حسن إيكويسين، الذي كان يحرض على التطرف مثال حي على توغل الإخوان في فرنسا".
وحسن إيكويسين هو إمام مغربي صدر ضده مذكرة توقيف أوروبية، حيث تم اتهامه بالتحريض على "الكراهية والتمييز وحمل رؤية إسلامية مخالفة لقيم الجمهورية الفرنسية"، وقررت فرنسا طرده من أراضيها.
وأكد البرلماني الفرنسي فرانك جيليتي أنه "منذ هجمات عام 2015 بدأت الحكومات المتعاقبة في فرنسا أخيرا تدرك ببطء خطر الإسلام السياسي الذي يغذي الإرهاب، وقد تم اتخاذ الإجراءات، ولكن لا يزال هناك الكثير للقيام به".
جيتيلتي كشف عن "وجود نحو 170 مسجدا لاتحاد مسلمي فرنسا، المرتبط بتنظيم الإخوان، و152 مسجدا ينتشر فيها المتشددون، و71 مسجدا من مساجد ميل جوروس التركية، فيما تم رصد حوالي 20 حالة إغلاق فقط".
وقال إن "الجميع يعرف مخاطر تنظيم الإخوان الذي يواجه رفضا متزايدا في العالم العربي، إذ إنهم تنظيم محظور في السعودية والإمارات ومصر، كذلك مرفوض في المغرب والأردن وأيضا في روسيا (التي تضم جالية مسلمة كبيرة)".
وأشار إلى أنه رغم ذلك فإن التنظيم الإرهابي لا يزال موجوداً داخل الاتحاد الأوروبي، موضحا أن النمسا فقط كانت لديها الشجاعة لحظره.
البرلماني الفرنسي لفت كذلك إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان يفكر في وضع الإخوان على القائمة السوداء للمنظمات الإرهابية.
وتابع: "لذلك يجب على فرنسا في البداية أن تحظر هذه المنظمة وجميع الجمعيات المنتسبة إليها بشكل مباشر أو غير مباشر، لكنها لن تفعل ذلك.. ولا نعرف لماذا؟".
النائب عن حزب التجمع الوطني، قال إن "الإمام حسن إيكويسين هو بالضبط مثال على دخول وتوغل الإخوان المسلمين في فرنسا".
وأضاف أن "الجميع يعرف الكلمات الدنيئة وخطورة هذه الشخصية الإخوانية، ولكن قرار عملية طرده من الأراضي الفرنسية استغرق وقتا بعد مغامرات بيروقراطية".
ولا يزال إيكويسين هاربا من قرار طرده وترحيله، ويواجه اليوم عقوبة السجن لثلاث سنوات بتهمة التهرب من الاعتقال، كما تم إدراجه في ملف المطلوبين.
من جهة أخرى، أشاد البرلماني الفرنسي بالتعاون بين بلاده ودولة الإمارات العربية المتحدة، مؤكدا أن "دولة الإمارات تعد حليفا مهما لباريس، ولدينا العديد من اتفاقيات التعاون الدفاعي والعسكري المشتركة".
وأضاف "أن الإمارات العربية المتحدة هي نموذج وناقل للتحديث والتنمية للمنطقة أيضًا للسلام"، في إشارة إلى الاتفاق الإبراهيمي.
جيتيلتي تابع حديثه قائلا: "قبل كل شيء، دعونا لا ننسى أن دولة الإمارات في المقدمة مع مصر في محاربة الإرهاب والإسلام السياسي، الأعداء المشتركة والأساسية والوجودية لبلادنا".
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، قال البرلماني الفرنسي "يؤسفني أن الرئيس إيمانويل ماكرون لم يؤكد استقلاليته ويواصل مبادراته الدبلوماسية، بدلاً من الاستسلام للعواطف والانضمام إلى هذه السياسة المتطرفة المعادية لروسيا، التي تنتهجها واشنطن وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، من خلال تسليم الأسلحة إلى كييف والتصويت لفرض عقوبات على موسكو".
وأشار إلى أن "فرنسا، مثل شركائها الأوروبيين، تطلق النار على قدميها وهذا خطأ استراتيجي كبير".
واعتبر أن الاقتصادات والشعوب الأوروبية تدفع بالفعل ثمن الأثر المرتد المدمر للعقوبات، موضحا أن "الأوروبيين ينفرون شريكا مهما في مجال الطاقة والاقتصاد وحليفا جيوستراتيجيا، لأن هذا الصراع يفيد الأمريكيين على المدى القصير والصين على المدى الطويل، ولكن لا يفيد أوروبا بأي حال من الأحوال".
وحذر البرلماني الفرنسي من وجود مخاطر أخرى حقيقية وحيوية للغاية بالنسبة لأوروبا، وهي ما وصفه قائلا إن "الصين، التي من خلال هيمنتها المالية المفترسة تهدد استقلالنا وسيادتنا الصناعية، لسوء الحظ".
وأضاف: "نسى الأوروبيون أيضا بسرعة التحالف الموضوعي والفعال للروس ضد داعش والقاعدة والإخوان والإسلام السياسي بشكل عام في سوريا وليبيا وأماكن أخرى، في جنوب البحر المتوسط والشرق الأوسط".
aXA6IDMuMTYuNjkuMjQzIA== جزيرة ام اند امز