سباق الإليزيه.. الغموض سيد الموقف
تباين في استطلاعات الرأي وعقبات قضائية أمام مرشحين حققوا شعبية وما زال الباب مفتوحا للمزيد
يخيّم الغموض على مسار الانتخابات الرئاسية الفرنسية، في ظل اختلاف استطلاعات الرأي حول المرشحين، وظهور مفاجآت مستمرة في الترشيحات أو في تعرض بعض المرشحين ذوي الشعبية للمساءلة القضائية.
فقد أظهر استطلاع أجرته "بي.في.إيه سيلزفورس" ونشر، الخميس، أن زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان تواصل تقدمها في الأصوات المتوقع أن تحصل عليها في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة بعد شهرين.
وأوضح الاستطلاع أن زعيمة الجبهة الوطنية ستحصل على 27.5% من الأصوات في الجولة الأولى التي ستجرى في 23 إبريل/نيسان بزيادة 2.5 نقطة% عن المرة الأخيرة التي أجري فيها الاستطلاع في 4 فبراير/ شباط الجاري.
وأشار ذات الاستطلاع إلى أن إيمانويل ماكرون، المرشح المستقل والمنتمي لتيار الوسط، سيحل ثانيا في الجولة الأولى وسيحصل على 21% من الأصوات بانخفاض 1%، يليه المرشح المحافظ فرانسو فيون وسيحصل على 19% بانخفاض نقطة مئوية أيضا، وفق ما نشرته "رويترز".
وبالنسبة لجولة الإعادة المقررة في 7 مايو/ أيار أظهر الاستطلاع أن ماكرون سيتفوق على لوبان بنسبة 61% من الأصوات مقابل 39%، في حين أن فيون في حالة وصوله للإعادة سيفوز على لوبان بنسبة 55% من الأصوات مقابل 45%.
وتشهد الساحة السياسية إعادة خلط للأوراق مع قيام تحالف بين المرشح الشاب ماكرون والسياسي المخضرم الوسطي فرنسوا بايرو، لينشر حالة من غموض الترجيحات في ظل تصاعد اليمين المتطرف.
وعكست استطلاعات رأي أخرى تردد الناخبين؛ إذ أشارت إلى اشتداد المنافسة بين ماكرون (39 عاما) ومرشح اليمين فرنسوا فيون، ليواجه الفائز من بينهما في الدورة الثانية مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان التي تسجل تزايدا بطيئا، إنما ثابتا في شعبيتها على مر الأسابيع.
ومن غير المتوقع أن يتخطى اليسار المنقسم بين المرشح الاشتراكي بونوا آمون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون عتبة الدورة الأولى من الانتخابات.
وفيما يبدأ المرشحون، الخميس، آلية تقديم 500 توقيع يطلب من كل منهم الحصول عليها من أعضاء في المجالس الإقليمية والمجالس البلدية للمصادقة على ترشيحهم، تعتبر هذه الانتخابات الأكثر انفتاحا حتى الآن على شتى الاحتمالات.
وذكرت صحيفة "لوموند" أنه في الدورة الأولى "ثمة 5 مرشحين يحظى كل منهم بأكثر من 10% من نوايا التصويت.. إنه أمر لم نشهده من قبل".
وما يسهم في الغموض فتح القضاء تحقيقا بشأن كل من فرنسوا فيون (62 عاما) ومارين لوبان (48 عاما) في قضايا تتعلق بوظائف وهمية.
ولا يعتزم أي منهما الانسحاب من السباق في حال توجيه التهمة رسميا إليه.
لكن إن كانت هذه القضية لم تنعكس حتى الآن على شعبية مارين لوبان، فإن حملة فرنسوا فيون سجلت انتكاسة كبرى إثر كشف فضيحة تقاضي زوجته بينيلوب واثنين من أولاده رواتب مساعدين.
واستفاد إيمانويل ماكرون الذي لم يشغل حتى الآن أي منصب سياسي، من رغبة الناخبين في تجديد الحياة السياسية في بلادهم، فنجح خلال بضعة أشهر في جمع حوالي 200 ألف مؤيد ضمن حركته "إلى الأمام!" التي تنتهج خطا لا ينتمي إلى اليمين ولا إلى اليسار.
وبالرغم من نجاح مهرجاناته الانتخابية، تبقى قاعدته الانتخابية متقلبة للغاية، حيث تشير استطلاعات للرأي إلى أن أقل من ثلث مؤيديه يقولون إن خيارهم نهائي، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية.
وأوضح فرنسوا ميكيه- مارتي من معهد "فيافويس" لاستطلاعات الرأي أنه "كلما مضى الوقت، ترتب عليه توضيح مواقفه أكثر على صعيد برنامجه. وكلما ازداد شفافية وقدم طروحات عملية، ازدادت المخاطر بأن يثير خيبة أمل".
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز