الرافال.. "عاصفة الرياح" الفرنسية الأكثر تطورا
جاء إعلان فرنسا ودولة الإمارات عن عقد صفقة لتوريد 80 مقاتلة من طراز رافال، ليسلط الضوء على واحدة من أشهر الطائرات الحربية بعيدة المدى.
ووقّعت الإمارات وفرنسا الجمعة اتفاقية لشراء 80 طائرة مقاتلة من طراز رافال، حسبما أعلن قصر الإليزيه في بيان، وذلك خلال زيارة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى دولة الإمارات في بداية جولة خليجية سريعة.
كما وقّعت أبوظبي اتفاقية لشراء 12 طائرة مروحية من طراز "كاراكال"، فيما رأت الرئاسة الفرنسية أن "هذا إنجاز كبير للشراكة الاستراتيجية بين البلدين".
وهذه أكبر طلبية خارجية للطائرات الفرنسية المقاتلة منذ دخولها الخدمة في 2004. وسيتم تسليم الطائرات بدءا من عام 2027. وتهدف الطلبية إلى استبدال 60 طائرة من طراز "ميراج 2000-9" حصلت عليها الإمارات في عام 1998.
من يملك مقاتلات رافال؟
وتمتلك دولتان عربيتان هذه المقاتلة، وهما دولة قطر التي اشترت 24 مقاتلة في مايو/أيار 2015، وأعقبتها مصر التي امتلكتها في يوليو/تموز 2015 بعدد 24 طائرة وبقيمة 6 مليارات دولار ثم الإعلان في مايو/أيار الماضي عن توقيع عقد على 30 مقاتلة أخرى من خلال قرض تمويلي يصل مدته كحد أدنى 10 سنوات، لم تحدد قيمته.
وفي سبتمبر/ أيلول 2016، وقعت الهند صفقة لشراء 36 مقاتلة من طراز "رافال" مقابل نحو 7.8 مليار يورو.
وفي 25 يناير/كانون الثاني الماضي، وقعت اليونان وفرنسا صفقة تحصل أثينا بموجبها على 18 طائرة مقاتلة فرنسية من طراز "رافال".
وسّبق كل هؤلاء دولة البرازيل التي وقعت هذه الصفقة في عام 2009 بعدد 36 طائرة؛ حيث بلغت القيمة 4.7 مليار دولار.
أبرز مميزاتها
وتتميز طائرات الرافال، وتعني عاصفة الرياح، بقدرات قتالية عالية، تشمل القدرة على تنفيذ المهام بعيدة المدى، فضلاً عن امتلاكها منظومة تسليح متطورة، وقدرة عالية على المناورة، وتعدد أنظمة التسليح بها.
كما تتميز هذه الطائرات بمنظومة حرب إلكترونية متطورة، تمكنها من القدرة على تنفيذ كافة المهام التى توكل إليها بكفاءة واقتدار.
ويرجع تاريخ تصنيع المقاتلة الفرنسية (داسو رافال) إلى ثمانينيات القرن العشرين، عندما اتفقت كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا على تصنيع مقاتلة أوروبية، إلا أن كل الدول انسحبت باستثناء الأخيرة، فصنعت شركة "داسو أفياسيون" الفرنسية الطائرة لتنفذ أول طلعة جوية لها عام 1986، وتدخل بعدها الخدمة العسكرية الفرنسية عام 2000.
وشهدت المقاتلة رافال منذ انطلاقها 4 طرازات، هي رافال "إيه" التي ظهرت عام 1986، ثم الفئة "بي" وهي تابعة لسلاح الجو الفرنسي وظهرت في التسعينيات، والفئة "سي" وهي نسخة ذات مقعدين تابعة لسلاح الجو الفرنسي، وأخيرا ظهرت النسخة "إم"، وهي أكثرها تطورا وقادرة على الإقلاع من على متن حاملات الطائرات.
وتتميز الطائرة المقاتلة متعددة المهام من الجيل 4.5 بأنها مزودة بمدفع رشاش من عيار 30 ملم من نوع GIAT 30/719B مع 125 طلقة، وفيها نموذجان لتعليق الذخائر، أحدهما جوي والآخر بحري، ويمكن تزويدهما بحمولة تصل حتى 9.5 طن.
وتوضح وزارة الدفاع الفرنسية على موقعها الإلكتروني، أن الطائرة تستطيع حمل صواريخ "ماجي 2" و"ميكا2" و"أي أي أم -9 " و"سايد وايندر" وجميعها صواريخ جو- جو، كما تستطيع الطائرة التزود بصواريخ جو- أرض من نوع "إكزوست AASM " و"أباتشي MBDA Apache " و"سكالب إي جي SCALP EG" و"جي بي يو-12 GBU-12 Paveway II".
وتحمل "رافال" على متنها راداراً من نوع "RBE2" القادر على تعقب 40 طائرة في وقت واحد، ولديها القدرة على الاشتباك مع 8 طائرات دفعة واحدة. ويستطيع رادار الطائرة اكتشاف الطائرات التي تحلق تحتها أيضا.
كما تمتلك نظام حرب إلكترونية من نوع "Spectra Thales". ونظاماً كهروبصرياً من نوع "SAGEM / OSF"، للبحث الحراري وتتبع الأهداف، ما يجعلها تنافس أكثر المقاتلات الحربية المعروفة بقدرات المناورة وغزارة النيران والقدرة على الاشتباك والدقة في إصابة أهدافها، ما يجعلها بمثابة جيش يحلق في السماء.
ويبلغ طول "رافال" 15.27 متر، كما أن المسافة بين جناحيها هي 10.80 متر ومساحتهما 45.7 متر مربع، ويبلغ ارتفاعها 5.34 متر، ويبلغ وزنها بدون حمولة 10 أطنان، أما وزن الإقلاع الأقصى فيصل إلى 24 طناً.
وتبلغ حمولتها القصوى الخارجية تسعة أطنان ونصف الطن، وسرعتها القصوى في الارتفاعات العالية تتجاوز ألفي كيلومتر بالساعة بقليل (1.8 ماك).
وطائرة "رافال" مزودة بمحركين من نوع سنيكما إم 88-2 (Snecma M88-2)، يعملان بالدفع الجاف بطاقة 50.04 كيلونيوتن لكل محرك.
وهي قادرة على قطع أكثر من 3,700 كيلومتر. وتبلغ قدرتها القصوى على الارتفاع 16,800 متر بمعدل صعود قدره 350 متر/ثانية. وتتحمل أجنحتها وزن 326 كيلوجراما لكل متر مربع.