«Calvin 40» يدخل رينو.. روبوت فرنسي يعلن بداية عهد صناعي جديد

شهدت فرنسا هذا الأسبوع حدثا تكنولوجيا بارزًا عندما كشفت شركة Wandercraft الناشئة عن روبوتها الجديد Calvin 40 خلال عرض تجريبي في مصنع رينو بمدينة فلينس الواقعة على بُعد 40 كيلومترًا من باريس.
لم يكن العرض مجرد استعراض للابتكار، بل خطوة استراتيجية تهدف إلى ربط الصناعة الفرنسية بالثورة التكنولوجية، وفق ما نقلت صحيفة لوفيجارو الفرنسية.
قدرات عملية
على عكس الروبوتات التي تثير الانبهار بعروض قتالية أو حركات بهلوانية، جاء Calvin 40 بهيئة إنسانية ضخمة وحركات متأنية، لكنه أثبت كفاءة عالية في المهام العملية.
فقد نفذ سلسلة من الحركات الأساسية مثل الوقوف، والالتفاف، والتوجه إلى نقطة محددة، ثم التقط إطار سيارة (عجلة) بذراعيه الاصطناعيتين ووضعه بدقة على سير ناقل داخل المصنع.
وقال جان-لويس كونستانزا، الشريك المؤسس لشركة Wandercraft: "البعض يركز على تطوير روبوتات تستعرض مهارات قتالية كالكونغ فو والكاراتيه، أما نحن فابتكرنا روبوتًا عمليًا ينقل قطع الغيار ويساعد في بيئة العمل الصناعية".
رسائل سياسية
أقيم العرض صباح الأربعاء بحضور وزراء الاقتصاد إيريك لومبارد، والصناعة مارك فيراتشي، والذكاء الاصطناعي والرقمنة كلارا شاباز، والمتحدثة باسم الحكومة صوفي بريماس.
الرسالة من العرض كانت واضحة: التكنولوجيا ليست مجرد ابتكار مذهل، بل وسيلة عملية لإعادة التوازن بين العمالة البشرية والتشغيل الآلي وتعزيز الصناعة الوطنية.
اشتهرت Wandercraft بتطوير هياكل خارجية روبوتية (Exoskeletons) ساعدت ذوي الإعاقات الحركية على استعادة القدرة على المشي.
واليوم، توسع الشركة نطاق خبرتها لتخوض غمار الروبوتات الصناعية، واضعة رهانًا على قدرة الروبوتات ذات الشكل الإنساني على أداء المهام الخطرة والشاقة، ما يخفف الضغط الجسدي عن العمال ويمنح خطوط الإنتاج مرونة أكبر.
صناعة فرنسية تسابق الزمن
الحدث حمل أبعادًا سياسية واقتصادية، إذ تسعى فرنسا لإدماج الذكاء الاصطناعي والروبوتات ضمن استراتيجيتها الصناعية، خاصة في ظل منافسة شرسة من ألمانيا والصين.
وأكد وزير الاقتصاد لومبارد خلال العرض: "ما نراه اليوم ليس مجرد روبوت، بل بداية عهد جديد للصناعة الفرنسية، حيث تتكامل التكنولوجيا مع العمالة البشرية بدل أن تحل محلها".
رغم النجاح اللافت، تواجه Wandercraft وشركة رينو تحديات كبرى مثل تحسين سرعة وسلاسة حركة الروبوت، وخفض تكاليف التصنيع لتسهيل نشره على نطاق واسع، بالإضافة إلى تهدئة مخاوف النقابات العمالية من أثر الأتمتة على الوظائف.
ويرى خبراء الصناعة أن هذه التجربة تمثل رسالة واضحة على استعداد فرنسا لدخول سباق الروبوتات الصناعية العالمي، في مواجهة شركات عملاقة مثل Boston Dynamics الأمريكية ونظيراتها اليابانية والكورية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز