للنجاة من ترامب.. «الذئب» ينقلب على ماكرون

في محاولة لتجنب التعرض للرسوم الجمركية، يخوض رجل الأعمال الفرنسي برنارد أرنو غمار السياسة، محتضنًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ففي عام 2019، واجه برنارد أرنو انتقادات بعد دعوته الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لقص شريط ورشة عمل شركته "لويس فيتون" الجديدة في تكساس.
كان المشهد صادمًا للعديد من العملاء، حتى إن بعضهم دعا إلى مقاطعة الشركة، فيما أدان المدير الإبداعي للشركة هذا الارتباط بين أرنو وترامب.
لكن ما يتضح الآن أن أرنو، المُلقب بـ"الذئب" لنهجه القاسي في العمل، كان يلعب لعبة طويلة الأجل، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة "تلغراف" البريطانية.
وفي 20 يناير/كانون الثاني الماضي، حصل قطب الأعمال الفرنسي على مقعد رئيسي في حفل تنصيب ترامب، حيث ظهر إلى جانب زوجته هيلين، وابنه ألكسندر، وابنته دلفين.
ومنذ عودته من واشنطن، لم يضيع أرنو الوقت في الثناء على ترامب والهجوم على فرنسا، حيث قال: "لقد عدت للتو من الولايات المتحدة، وشهدت رياح التفاؤل في ذلك البلد"، مضيفًا: "العودة إلى فرنسا تشبه إلى حد ما الاستحمام بماء بارد".
وكانت تلك التصريحات بمثابة تغيير ملحوظ في نبرة رجل الأعمال الفرنسي، الذي كان يصر بعد أزمة مشاركة ترامب في حفل تكساس على أنه غير سياسي، فقال آنذاك لصحيفة "نيويورك تايمز": "أنا لست هنا للحكم على سياسات ترامب.. ليس لدي دور سياسي.. أنا رجل أعمال".
ومع ذلك، فإن أرنو يغير مساره في ظل تهديد ترامب بفرض تعريفات جمركية، ليتحول قطب الأزياء إلى مجموعة متزايدة من المليارديرات الذين يدعمون تيار "ماغا" أو "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا"، وذلك من أجل تعزيز موقفهم.
كما يأتي هذا التحول على الرغم من العلاقة الحميمة بين أرنو والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي استضاف العام الماضي حفل استقبال فخم في قصر الإليزيه على شرفه، حضره ضيوف مثل بيونسيه.
وفي حديثه الأسبوع الماضي، قال أرنو إن "لويس فيتون تفكر بجدية في زيادة قدراتها الإنتاجية في الولايات المتحدة"، مما يشير إلى أن الملياردير وترامب قد يقطعان قريبًا المزيد من الشرائط معًا على مدار السنوات القادمة.
وقال نيل سوندرز، المدير الإداري لشركة "Globaldata Retail": "ترامب أقل إثارة للجدل هذه المرة"، وأضاف: "لن تصبح لويس فيتون فجأة شركة مقرها الولايات المتحدة، لكن هناك اعترافًا بأن هناك نموًا يمكن تحقيقه في أمريكا".
وأصبحت السوق الأمريكية، التي تمثل حوالي 25% من مبيعات مجموعة "لويس فيتون"، ذات أهمية متزايدة بعد تباطؤ الطلب من الصين.
وشهدت إمبراطورية أرنو المترامية الأطراف، والتي تضم أيضًا علامات تجارية مثل "جيفنشي"، و"فيوف كليكوت"، و"تيفاني"، العام الماضي انخفاضًا في إيرادات قسم الأزياء والمنتجات الجلدية، وذلك لأول مرة منذ عام 2020.
وبعد خسارة 11 مليار دولار، تراجع أرنو إلى المركز الخامس في قائمة مجلة "فوربس" لأغنى أغنياء العالم، وهو أمر لن يمر مرور الكرام بالنسبة لرجل الأعمال الفرنسي، الذي أخبر "التلغراف" يومًا أن طموحه هو أن يصبح "رقم واحد" في القائمة.
والأسبوع الماضي، وصف خبراء الاقتصاد المستهلك الأمريكي بأنه "لا يمكن إيقافه"، بعدما تبين أن إنفاقه ارتفع بنسبة 4.2% بين أكتوبر/تشرين الأول، ويناير/كانون الثاني 2024، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع المستهلكين في فرنسا وألمانيا، وهما الدولتان اللتان تعانيان من اضطرابات اقتصادية وسياسية.
والشهر الماضي، نقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية عن مصادر صحفية قولها إن هدف أرنو من علاقته مع ترامب واضح، وهو تجنب الرسوم الجمركية على علاماته التجارية الفاخرة.
ومع ذلك، زعم آخرون أن ترامب حريص على إرضاء الجميع، وأن قراره تعيين تشارلز كوشنر، والد صهره جاريد كوشنر، سفيرًا للولايات المتحدة في فرنسا، خطوة استراتيجية لتعزيز العلاقات مع أرنو، الذي كان قريبًا جدًا من جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب.
ولاحظ المراقبون الحريصون كيف ارتدت كل من إيفانكا وميلانيا ترامب ملابس "ديور" خلال حفل التنصيب، في إشارة إلى نفوذ أرنو المتزايد.
ويتردد أن أرنو قال ذات مرة: "ما دمت لست أغنى رجل في العالم، فلن أكون سعيدًا حقًا"، وإذا أدت علاقاته بترامب إلى تعزيز أعماله في "لويس فيتون" عبر المحيط، فقد يتحقق ما يتمناه أخيرًا.
aXA6IDMuMTUuNS4xNzYg جزيرة ام اند امز