كورونا يحبس مهندسا فرنسيا في شقة بموطن الفيروس
شاب فرنسي كان يقضي إجازته في مدينة ووهان الموبوءة عندما اشتبه الأطباء في إصابته بفيروس كورونا المستجد فأصبح عالقا في الصين
بين جدران المدينة الموبوءة في الصين عاش فرنسي كابوس الإقامة الجبرية بعد الاشتباه في إصابته بفيروس كورونا المستجد، ورفض طاقم الخارجية الفرنسية عودته إلى باريس حتى التأكد من تعافيه تماما.
وقالت مجلة "باري ماتش" الفرنسية إن الشاب (34 عاماً)، الذي رفض الكشف عن هويته، كان يقضي إجازته في مدينة ووهان الصينية، موطن (كوفيد-19)، عندما تفشى الفيروس الوبائي فأصبح عالقا هناك ينتظر انتهاء الكابوس حتى يعود إلى بلاده.
وأضافت أن الشاب، الذي يعمل مهندس كمبيوتر ويعاني من أعراض فيروس كورونا، ظل مختبئا بين جدران شقة من 3 غرف في الطابق الـ16 من برج جديد في جنوب شرق ووهان، ينتظر مع زوجته "لين" نهاية هذا الكابوس الذي بدأ في 20 يناير/كانون الثاني.
وأوضحت الصحيفة أنه ليس من المفترض أن يقيم الشاب الفرنسي في هذه الشقة، إذ يتم إدخال حالات الإصابة الشديدة بفيروس كورونا إلى المستشفى، فيما يجري حصر الأشخاص الأقل تأثرا بالمرض في الملاعب المفتوحة، كما يتم وضع الأشخاص الذين هم على اتصال بهؤلاء المرضى في فنادق مخصصة لهم.
ولفتت إلى أن المقاطعة التي يختبئ فيها الزوجان تضم 20 مبنى، ومن المستحيل الدخول أو الخروج دون إذن، ويمكن لشخص واحد فقط من كل أسرة مغادرة المبنى مرة أسبوعيا للبحث عن الطعام.
وأضافت: "لحسن الحظ، فإن الثلاجة الموجودة بالشقة التي وجد الزوجان ملجأ فيها مليئة بالخضراوات ولن يحتاجا إلى الخروج بحثا عن الطعام".
وتابعت: "إنه أمر محبط. لقد عاد الآخرون لكن هذا الفرنسي المصاب ظل وحيدا وتقطعت به السبل في ووهان".
وقالت زوجة الفرنسي، الذي ينحدر من مدينة "بواتييه": "زار الصين منذ عامين فقررنا قضاء عطلة هذا العام الجديد فيها، لكن منذ 20 يناير/كانون الثاني، تم تأكيد 198 إصابة فقط بكورونا، بما في ذلك 3 حالات توفيت".
وأضافت لين: "عند مغادرة الطائرة شعر زوجي بصعوبة في التنفس، فظن أن لديه التهابا في الجيوب الأنفية، وفي مطار ووهان جاء صهره لاصطحابنا وهو في طريقه إلى المنزل، كنا نراقب المدينة التي استولى عليها الصقيع وأصبحت مهجورة وأغلقت المتاجر، ورغم شهرة المدينة بالاختناق المروري فإن الطرق كانت مفتوحة".
وأشارت الزوجة الصينية إلى أن 3 من أفراد أسرتها كانوا مصابين بفيروس كورونا دون علمهم، وأن زوجها خالطهم، مضيفة: "بعد يومين من وصوله بدأ يشعر بالأعراض، خاصة ارتفاع الحرارة إلى 38.3 درجة مئوية، ولكنه لم يهتم بأي شيء".
30 يناير/كانون الثاني، انضم الزوجان إلى المجموعة الفرنسية التي تستعد للعودة إلى الوطن على متن رحلة خاصة، وبعد ساعات من الانتظار أرسلت وزارة الخارجية الفرنسية طاقما طبيا يفحصهم قبل عودتهم إلى باريس، وبعد الاشتباه في حالة الشاب رفضوا عودته إلى البلاد وأمروا بعزله عن الفرنسيين الآخرين.
وأضافت المجلة الفرنسية أنه كان من بين الطاقم الفرنسي طبيب رفض العودة إلى البلاد وتطوع لمساعدة المرضى وعرض عليه علاجه بإحدى العيادات الخاصة، موضحة أنه بعد اكتشاف مرضه رفض أي سائق تاكسي اصطحابه إلى أي مكان، كما أن جميع الفنادق في المدينة مشغولة لا تستقبل نزلاء.
ولفتت إلى أن القنصل الفرنسي في ووهان، أوليفييه جيونفارك، تطوع لنقله بسيارة مجهزة معزولة عن المقصورة تشبه سيارة الإسعاف إلى العيادة، مضيفة أن الطبيب الفرنسي المتطوع ذهب أولاً إلى القنصلية الفرنسية للبحث عن ملابس واقية، وتم نقل المريض إلى فندق نوفوتيل لرعايته.
وتابعت: "بفضل الطبيب الفرنسي تخطى المريض الشاب مرحلة الحمى، حيث انخفضت درجة الحرارة إلى 37.3 درجة مئوية، ثم دخل مباشرة إلى مستشفى تشونجنان".
وأكملت أن رئيس قسم الطوارئ بالمستشفى الدكتور يان تشاو، تولى فحص الشاب لمعرفة ما إذا كان مريضاً بفيروس كورونا أم لا، موضحة أن نتائج التحليل جاءت سلبية.
واختتمت: "يبدو أن الشاب تعرض للمرض لكن مناعته قوية قاومت فلم يتمكن منه"، وأخلي سبيله حتى اختبأ في تلك الشقة بانتظار انتهاء الكابوس للعودة إلى فرنسا.
aXA6IDMuMTMzLjExOS4yNDcg جزيرة ام اند امز