سفير واشنطن بإسرائيل يلمح لإقصاء عباس..والسلطة ترد: عقلية مريضة
السلطة الفلسطينية اعتبرت تصريح فريدمان، تدخلا سافرا، داعية الإدارة الأمريكية لوضع "حد لهذه التصرفات غير المسؤولة"
خرج السفير الأمريكي في إسرائيل دافيد فريدمان عن المألوف الدبلوماسي بتلويحه صراحة بإقصاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال فريدمان في تصريحات غير مسبوقة لمسؤول أمريكي:" إذا لم يكن أبو مازن مهتمًا بالتفاوض، فأنا متأكد من أن شخصًا آخر يريد ذلك"، دون أن يسمي أحدا.
وأضاف فريدمان لصحيفة "شافي " الأسبوعية التي تصدر عن اليمين الإسرائيلي" إذا خلق عباس فراغاً ، فأنا مقتنع بأن شخصاً آخر سيقوم بملئه ، ومن ثم سنمضي قدماً (بعملية السلام) ".
وعلى الرغم من أنه لم يتضح ما إذا كانت هذه التصريحات تعبر عن موقف البيت الأبيض، فإنها أعادت إلى الإذهان تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش عام 2002 عندما قال عن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إن عليه الرحيل إذا ما أريد تحقيق تقدم في السلام مع الإسرائيليين.
ورد الفلسطينيون بغضب على تصريحات فريدمان.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لـ"العين الإخبارية": " هذا تدخل سافر في الشؤون الفلسطينية والشعب الفلسطيني. لن يُسمح لأية جهة في العالم أن تقرر مصيره".
وطالب أبوردينة، الإدارة الأمريكية "بوضع حد لهذه التصرفات غير المسؤولة التي لا تعبر سوى عن عقلية مرضية تسيء إلى الشعب الأمريكي أكثر مما تسيء للشعب الفلسطيني".
وكان فريدمان قد أغضب الفلسطينيين منذ تسلمه منصبه عبر دعمه العلني لما يسميه حق المستوطنين بالاستيطان في أرضهم في إشارة إلى الضفة الغربية.
تصريح دفع الرئيس عباس إلى الإشارة لفريدمان بأنه" إبن كلب".
وقال فريدمان في مقابلته الحديثة: "عندما نعتني أبو مازن بأنني ابن كلب فإنه أساء إلى شعبه، إن من شأن هذا النوع من التصريحات فقط أن تجعل من الصعب على الولايات المتحدة إجراء محادثات جادة معه".
ولكن منير الجاغوب، رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم بحركة فتح، قال إن"على السفير الأمريكي أن يكفّ عن التصرف كممثل لغلاة المستوطنين وأن يقلع عن أوهامه بأن فلسطينياً واحداً يمكن أن يعير تهديداته مثقال ذرّة من الاهتمام!".
وأضاف الجاغوب في بيان أرسله لـ"العين الإخبارية": "أبو مازن هو الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني وهو المؤتمن على المشروع الوطني والحارس لمقدّسات شعبنا وفي مقدمتها مدينة القدس عاصمة فلسطين الأبدية، تماماً كما كان من قبله الشهيد المؤسس ياسر عرفات والذي اختار الشهادة دفاعاً عن ثوابت شعبنا وأهدافه الوطنية".
وتابع" على الإدارة الأمريكية أن تتوقف عن الوهم بأنها يمكن أن تجد فلسطينياً واحداً يمكنه أن يقبل بالتنازل عن هذه الأهداف أو أن يرضخ للتهديد والابتزاز".
وينفي الرئيس الفلسطيني أنه يرفض المفاوضات مع إسرائيل ولكنه يريدها أن تنطلق برعاية دولية على أساس قرارات الشرعية الدولية وهي دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وإيجاد حل لقضية اللاجئين يستند إلى قرار الأمم المتحدة رقم 194.
وكانت السلطة الفلسطينية جمدت اتصالاتها السياسية مع الإدارة الأمريكية بعد قرار الرئيس دونالد ترامب نهاية العام الماضي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ولاحقا إعلانه نقل سفارة بلاده إلى القدس في مايو/آيار المقبل.