مقربون وعائدون لحكومة فرنسا.. أسماء في بورصة التكهنات

لا شيء مؤكد حتى الآن بشأن تشكيلة حكومة فرنسا، لكن بورصة التكهنات ترفع أسهم شخصيات بارزة ومقربة من رئيس الوزراء الجديد.
ومنذ تكليف سيباستيان لوكورنو بمنصبه الجديد، تتكثف التكهنات حول الأسماء التي ستكون بالحكومة الجديدة، في وقت يواجه فيه رئيس الوزراء الجديد مهمة صعبة تتمثل في تشكيل ائتلاف حكومي لإخراج البلاد من المأزق السياسي.
وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن مسار تشكيل الحكومة الجديدة لن يكون سريعًا ولا تقليديًا، إذ يفرض الظرف السياسي والبرلماني الراهن على لوكورنو اعتماد مشاورات واسعة مع القوى السياسية، تنفيذًا لتكليف الرئيس إيمانويل ماكرون.
ورغم أن الإعلان الرسمي عن التشكيلة الحكومية قد يتأخر لعدة أسابيع، إلا أن تسريبات وكواليس بدأت تتكشف، تحمل معها أسماء وازنة من المشهد السياسي الفرنسي، بين شخصيات قريبة من لوكورنو وأخرى قد تعود إلى الواجهة، دون استثناء رياح التجديد والانفتاح.
وتكشف الأسماء المتداولة؛ جيرالد دارمانان، وبرونو لومير، ويانيك جادو، أن لوكورنو يحاول الجمع بين الاستمرارية في مواقع أساسية كوزارة العدل، وإعادة تدوير شخصيات سياسية ذات خبرة دولية مثل لومير، مع إشاعة الانفتاح عبر تسريبات عن أسماء من خارج الدائرة التقليدية.
غير أن طبيعة "القطيعة" أو ما أسماه بـ"النهج الجديد"، ستظل مرتبطة بمدى قدرته على ترجمة هذه الوعود إلى تشكيلة حكومية قادرة على مواجهة أزمات الداخل والخارج.
والأربعاء ماضي، تعهد لوكورنو باعتماد "نهج جديد" قبل أن يشرع في مهمته الصعبة.
وتزامنت مراسم تسليم سلفه فرنسوا بايرو الذي أطاح النواب الإثنين بحكومته، مع دعوات "لشل" البلاد أُطلقت هذا الصيف على وسائل التواصل الاجتماعي وأسفرت عن تعبئة محدودة نسبيا، من دون اضطرابات تذكر.
دارمانان.. رفيق الدرب
أكثر الأسماء تكرارًا في كواليس تشكيل الحكومة هو جيرالد دارمانان، الذي يرجح بقاؤه في منصبه كوزير للعدل، بحسب إذاعة "إر.تي.إل" المحلية.
ودارمانان ليس فقط حليفًا سياسيًا قادمًا من نفس الخلفية الحزبية (الاتحاد من أجل حركة شعبية/ يمين وسط) بل صديق مقرب للوكورنو منذ أكثر من عشرين عامًا.
وأكد دارمانان بنفسه على أثير "إر.تي.إل"، أنه لا يرغب في "السياحة الوزارية"، في إشارة إلى استمراره في وزارة العدل بعد سنوات قضاها في حقائب المالية والداخلية.
وهذا التصريح يكرس موقعه كأحد الأعمدة الثابتة في أي حكومة جديدة.
لومير.. عودة محتملة
الاسم الثاني البارز هو برونو لومير، وزير الاقتصاد والمالية السابق، والذي يطمح، بحسب صحيفة " لوكانار أونشينيه" الفرنسية، لتولي حقيبة الخارجية خلفًا لجان-نويل بارو، أحد المقرّبين من فرنسوا بايرو.
والعلاقة القديمة والمتينة التي تجمع لومير بلوكورنو، والتي تعود إلى فترة عملهما المشترك في وزارتي الشؤون الأوروبية والزراعة، تجعل فرضية عودته إلى الحكومة قوية.
كما أن خلفيته الدولية قد تمنحه الأفضلية في وقت تتشابك فيه الملفات الخارجية الفرنسية، من الحرب في أوكرانيا إلى الاعتراف بفلسطين.
يانيك جادو.. اليقين يقطع الشائعات
من بين المفاجآت التي أثارت جدلاً، تسريب اسم يانيك جادو، القيادي البيئي والسيناتور الحالي، كمرشح محتمل لدخول الحكومة، وهو الخبر الذي نشره الصحفي كليمان غارين على منصة "إكس"، وسرعان ما أثار ردود فعل متناقضة، وفقأً لمجلة "لونوفل أوبسيرفاتور" الفرنسية.
لكن جادو نفسه قطع الشك باليقين على شبكة "بلو سكاي"، واصفًا الشائعة بأنها "نتاج خيال واسع"، مضيفًا بسخرية: "الغباء لا يقتل، لحسن الحظ".
ومع ذلك، يبقى لافتًا أن جادو كان قد دعا، قبل سقوط حكومة بايرو، إلى "عقد ميثاق جمهوري" بين الماكرونيين واليسار لإنقاذ البلاد من أزمتها العميقة، وهو ما جعل شائعة انضمامه للحكومة قابلة للتصديق لبعض الوقت.
وعود بالقطيعة
خلال مراسم تسلم السلطة من فرنسوا بايرو، شدد لوكورنو على أن المرحلة القادمة ستشهد "قطيعة" لا تقتصر على الأسلوب أو الشكل، بل تمتد إلى السياسات والمضامين.
وهذه الرسالة فتحت الباب أمام تكهنات بضم شخصيات غير متوقعة أو حتى من مشارب سياسية مختلفة، في محاولة لفرض صورة حكومة وحدة أو توافق وطني، وفقاً لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.
خلفية سياسية ضاغطة
تشكيل الحكومة الجديدة يأتي في سياق احتجاجات عارمة وإضرابات هزت فرنسا قبل يومين، سبقها سقوط حكومة بايرو عبر تصويت سحب الثقة.
وفي هذا المناخ، يبدو أن لوكورنو يسعى لطمأنة الداخل الفرنسي وإعادة الثقة في المؤسسات، مع تشكيل حكومة قادرة على تمرير الميزانية وبناء توافقات سياسية أوسع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTI0IA== جزيرة ام اند امز