من أنشاص للرياض.. 15 قمة عربية طارئة بـ77 عاما تتصدرها فلسطين
قمة عربية طارئة تستضيفها السعودية، السبت، وسط آمال بنجاحها في اتخاذ موقف قوي يقود لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ودعمها إنسانيا.
ويعزز من آمال وقف إطلاق النار الجهود المتواصلة التي تقوم بها دولة الإمارات، الدولة العربية الوحيدة العضو في مجلس الأمن الدولي، الذي يعتبر أعلى هيئة دولية معنية بصون الأمن والسلم الدوليين، لدعم غزة ونصرة القضية الفلسطينية.
ومنذ تجدد التصعيد بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقد مجلس الأمن 8 جلسات حول القضية الفلسطينية والوضع في غزة، لم يمر أي منها دون أن تسجل دولة الإمارات رسائل قوية داعمة، إضافة إلى سعيها لتحقيق التوازن بين مختلف الأطراف والعمل على دعم جهود السلام وتخفيف حدة التصعيد.
جهود يتوقع أن تعزز وتدعم أي موقف عربي يصدر من القمة الطارئة بشأن غزة.
ويجتمع، غدا السبت، في العاصمة السعودية الرياض، قادة وزعماء الدول العربية لعقد دورة غير عادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القادة، للتشاور والتنسيق وبحث سُبل مواجهة التصعيد الإسرائيلي المستمر على غزة.
وتعد تلك القمة هي القمة العربية الطارئة الـ15، من إجمالي 62 قمة عربية تم عقدها منذ تأسيس الجامعة العربية في 22 مارس/آذار 1945، كأقدم منظمة إقليمية في العالم.
كما تعد هذه ثاني قمة عربية تستضيفها السعودية خلال 6 أشهر بعد القمة العربية العادية الـ32 التي عقدت في جدة في مايو/أيار الماضي، وثالث قمة عربية طارئة تستضيفها المملكة.
أيضا تأتي هذه القمة قبل يوم من قمة إسلامية طارئة تعقد الأحد بالرياض لدول "منظمة التعاون الإسلامي"، لبحث التصعيد الجاري في غزة، في موقفٍ من شأنه أن يجمع قادة الدول الإسلامية لتبادل الآراء والتشاور والخروج بموقف يساهم في احتواء التصعيد الجاري.
وإضافة إلى 32 قمة عادية، تم عقد 15 قمة طارئة (بما فيها قمة الرياض)، حيث عقدت أول قمة عربية في مدينة أنشاص المصرية، عام 1946 وحملت صفة طارئة، فيما تعقد آخر قمة عربية "طارئة" في الرياض، غدا السبت.
وكما كانت القضية الفلسطينية هي المحرك لعقد أول قمة عربية قبل 77 عاما، وحملت صفة طارئة أيضا، في مدينة أنشاص المصرية، عام 1946، فإنها المحرك لعقد آخر القمم العربية.
القضية الفلسطينية كانت أيضا، المحرك الرئيسي لغالبية القمم العربية الطارئة، وبندا ثابتا على أجندة كل القمم العربية سواء طارئة أو عادية باعتبارها "قضية العرب الأولى"، حيث ظلت القضية الفلسطينية الهاجس الأكبر للقادة العرب ومحور أعمال القمم العربية المتعاقبة.
وإضافة إلى 15 قمة طارئة، و32 قمة عادية تم عقد 4 قمم اقتصادية تنموية، إضافة إلى 11 قمة عربية إقليمية (4 قمم عربية أفريقية و4 قمم عربية لاتينية، وقمة عربية أوروبية وقمة عربية إسلامية أمريكية وقمة عربية صينية)، بإجمالي 62 قمة.
وفي السطور التالية تسلط "العين الإخبارية" الضوء على القمم العربية الطارئة وأبرز قراراتها:
قمة أنشاص (مايو/أيار 1946)
تعد أول قمة عربية على الإطلاق، عقدت بدعوة من ملك مصر الملك فاروق، وبحضور الدول السبع المؤسسة للجامعة العربية، لمناصرة القضية الفلسطينية.
وأكدت القمة على قضية فلسطين وعروبتها وعدتها في قلب القضايا العربية الأساسية.
وخرجت مجمل قراراتها مؤكدة عروبة فلسطين وأن مصيرها مرتبط بحال دول الجامعة العربية كافة، وأن ما يصيب أهلها يصيب شعوب الأمة العربية ذاتها، محذرة من خطر الصهيونية، ومشددة على أن الوقوف أمام هذا الخطر الجارف، واجب على الدول العربية والشعوب الإسلامية جميعا.
قمة بيروت (نوفمبر/تشرين الثاني 1956)
عقدت بدعوة من الرئيس اللبناني كميل شمعون إثر العدوان الثلاثي (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) على مصر وقطاع غزة. وأكدت مناصرة مصر ضد العدوان.
ودعت القمة إلى الوقوف إلى جانب مصر ضد هذا العدوان، وأكدت على سيادتها لقناة السويس وفق معاهدة عام 1888، والمبادئ الستة التي أقرها مجلس الأمن الدولي في 13 أكتوبر/تشرين الأول 1956.
قمة القاهرة (سبتمبر/أيلول 1970)
عٌقدت في أعقاب اشتباكات الأردن، بين المنظمات الفلسطينية والحكومة الأردنية والتي عرفت بـ(أيلول الأسود)، ودعت للإنهاء الفوري للعمليات العسكرية بين الجانبين، وإطلاق المعتقلين.
قمة الرياض (أكتوبر/تشرين الأول 1976)
جرت بدعوة من السعودية والكويت لبحث أزمة لبنان، ودعت لوقف الحرب الأهلية، واتخذت القمة قرارات مهمة، تناولت الدعوة إلى ضرورة وقف الحرب الأهلية، التي اندلعت عام 1975 وتعزيز قوات الأمن العربية لتصبح قوات ردع داخل لبنان، وإعادة الحياة الطبيعية إلى لبنان.
قمة فاس (سبتمبر/أيلول 1982)
تضمنت تلك القمة تحولا مهماً في ملف التعامل مع القضية الفلسطينية، حيث اعترفت فيها دول عربية ضمنيًا بوجود إسرائيل، بإقرار مشروع عربي للسلام معها، من بين بنوده انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة عام 1967، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتأكيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأقرت تلك القمة مشروع الملك فهد للسلام في الشرق الأوسط الذي أصبح فيما بعد مشروع للسلام العربي.
كما أعلنت القمة أن أي اعتداء على أي قُطر عربي اعتداءٌ على البلاد العربية جميعا، على خلفية الحرب العراقية- الإيرانية.
قمة الدار البيضاء (أغسطس/آب 1985)
بحثت القضية الفلسطينية وأكدت الالتزام الكامل بميثاق التضامن العربي وقررت تأليف لجنتين لتنقية الأجواء العربية.
وأكدت على وضع حد سريع للحرب العراقية/الإيرانية عبر حل سلمي عادل للنزاع بين البلدين، واستنكرت الإرهاب بجميع أشكاله وأنواعه ومصادره وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي داخل الأراضي العربية المحتلة وخارجها.
قمة عمّان (نوفمبر/تشرين الثاني 1987)
عٌقدت بمشاركة 20 دولة عربية إضافة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأُعلن فيها التضامن مع الكويت والسعودية والعراق إزاء التهديدات الإيرانية.
قمة الجزائر (يونيو/حزيران 1988)
عٌقدت بناء على طلب الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد لدعم الانتفاضة الفلسطينية (التي اندلعت يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 1987 واستمرت حتى 1993).
دعت القمة إلى تقديم جميع أنواع المساندة والدعم لاستمرار مقاومة وانتفاضة الشعب الفلسطيني، وأدانت الاعتداءات الإسرائيلية على عدة دول عربية آنذاك.
قمة المغرب (مايو/أيار 1989)
أعيدت فيها مصر لعضوية الجامعة العربية، وغاب عنها لبنان الذي تنازعت على السلطة فيه حكومتان.
ناشدت دول العالم الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وتمكينها من ممارسة سيادتها على ترابها الوطني.
قمة بغداد (مايو/أيار 1990)
غاب عنها لبنان وسوريا، وبحثت التهديدات التي يتعرض لها الأمن القومي العربي، ودعت القمة إلى دعم الانتفاضة الفلسطينية وأدانت تكثيف الهجرة اليهودية إلى فلسطين والأراضي العربية المحتلة.
قمة القاهرة (أغسطس/آب 1990)
عقدت إثر الغزو العراقي للكويت، وقررت عدم الاعتراف بضمها، وأكدت سيادتها واستقلالها وسلامتها الإقليمية وإرسال قوة عربية مشتركة إلى الخليج العربي.
قمة القاهرة (يونيو/حزيران 1996)
أكدت تمسك الدول العربية بمواصلة عملية السلام لتحقيق السلام العادل والشامل كهدف وخيار استراتيجي يتحقق في ظل الشرعية الدولية، وعلى أساس المبادئ التي قامت عليها عملية السلام، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام، وتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
قمة القاهرة (أكتوبر/تشرين الأول 2000)
عٌقدت بحضور 14 قائدًا عربيًا، في أعقاب دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون الحرم القدسي، وقررت إنشاء صندوقي تمويل باسم "انتفاضة القدس" يخصص للإنفاق على عوائل وأسر شهداء الانتفاضة و"صندوق الأقصى" تخصص لتمويل مشاريع تحافظ على الهوية العربية الإسلامية للقدس، وعقد القمة العربية بشكل دوري كل عام.
قمة مكة (مايو/أيار 2019)
عقدت بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأدانت ممارسات مليشيات الحوثي، وسلوك إيران المنافي لمبادئ حسن الجوار.
قمة الرياض (نوفمبر/ تشرين الثاني 2023)
تعد القمة الطارئة الـ15 في تاريخ القمم العربية، وتعقد وسط آمال بأن تتمخض عن وقف إطلاق النار بغزة وإقرار آلية لدعمها إنسانيا ودعم خارطة طريق تقود لسلام عادل وشامل عبر حل الدولتين.