لم تخصص وسائل الإعلام الدولية أي مساحة لتغطية الاحتجاجات الشعبية التي ضربت مختلف المناطق الإيرانية
لم تخصص وسائل الإعلام الدولية أي مساحة لتغطية الاحتجاجات الشعبية التي ضربت مختلف المناطق الإيرانية بما فيها مدينتا مشهد وأصفهان بما يشكلانه من معاقل لتكتلات رجال الدين من الملالي الإيرانيين، الاحتجاجات رفعت شعارات معيشية تتعلق بارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة، لكنها سرعان ما هتفت ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني وضد المرشد الأعلى خامنئي، وهتفت بسقوط الدكتاتورية ورفض الدولة الدينية، إلا أن شبكة بي بي سي الناطقة باللغة الفارسية خصصت تقريرًا يتناول الاحتجاجات الإيرانية، وأشار إلى أنه في غضون السنوات العشر الأخيرة بات الشعب الإيراني أفقر مما قبل ذلك بنسبة 30%، بمعنى أن عدد الإيرانيين الذين باتوا يرزحون تحت خط الفقر قد تضاعف كثيرًا، في الوقت الذي ينفق فيه النظام الإيراني المليارات على تمويل الإرهاب ودعم المليشيات ونشر مشروعه العقائدي الطائفي ومشاريع التوسع.
الاحتجاجات رفعت شعارات معيشية تتعلق بارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة، لكنها سرعان ما هتفت ضد الرئيس الإيراني حسن روحاني وضد المرشد الأعلى خامنئي وهتفت بسقوط الدكتاتورية ورفض الدولة الدينية
لكن بشكل عام، فإن هذه الاحتجاجات تذكرنا بآخر احتجاجات من هذا النوع تصيب إيران إبان ما عرف بالثورة الخضراء. واللافت في الأمر أنه في نفس يوم انطلاق احتجاجات الإيرانيين اتخذت السلطات الإيرانية قرارًا بتخفيف اعتبار وضع مساحيق التجميل أو عدم لبس الحجاب بصورة كاملة بالنسبة إلى النساء الإيرانيات مخالفة تؤدي إلى الاعتقال، وهو ما اعتبر سخرية من النظام الإيراني تجاه مطالب المحتجين.
وإذا كان بعض المحللين قد رأى أن هذه الاحتجاجات قد تم افتعالها من قبل الحرس الثوري الإيراني لإضعاف حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني (فقط من باب الجدل والنقاش بأن جناح روحاني وجناح الحرس الثوري غير متفقين)، فإن الواضح من خلال انتشار الاحتجاجات في مختلف المدن الإيرانية الرئيسية أنها قد خرجت عن السيطرة وباتت منبرًا لكل من يريد أن يهاجم السلطات الإيرانية.
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة