بعد كل هذا الفشل السياسي والاقتصادي والعسكري من قبل أردوغان نجده ينفجر غضبا متهما الآخرين ويلقي باللوم عليهم.
يوما بعد آخر يكشف الرئيس التركي حقيقته وكمية العداوة التي يبطنها تجاه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالأمس القريب صرح هذا الرئيس بتصريح يكشف بوضوح حجم معاناته وفشله، وذلك بتوجيه التهم الكاذبة ضد السعودية والإمارات.
في كل مرة يتعرض اقتصاد تركيا لضعف عام نجد أردوغان يحاول سحب الأضواء أمام الحالة الشعبية الغاضبة نتيجة الوضع الاقتصادي والذي يعيش أسوأ أيامه، نجده يريد اختلاق موضوع مختلف عبر توجيه تهم للسعودية وللإمارات، كي يسحب أنظار شعبه من الحالة الاقتصادية الصعبة، متوقعا بذلك أنه سوف ينجح من امتصاص الغضب الشعبي التركي القادم.
هذا الوضع نفسه تكرر مرارا وتكرارا من أردوغان، لكن هذه المرة تزامنت مع ما يشهده الاقتصاد التركي والليرة التركية، والتي حققت رقما قياسيا جديدا بهبوطها أمام الدولار؛ إذ وصلت لـ٧.٢٥ لكل دولار، ومتوقع أن تواصل هبوطها إلى أرقام قياسية جديدة، ربما ٨ لكل دولار، وهذه إن وقعت سوف تدق نعش ما تبقى من اقتصاد تركيا الضعيف، من هنا يحاول أردوغان عبر الزج باتهامه هذه الدول تشتيت الغضب الشعبي في بلاده.
انظروا كيف أصبحت تركيا اليوم من الوضع الاقتصادي الصعب؛ حيث انخفضت الاحتياطيات النقدية بشكل غير مسبوق، وتوقف أحد أهم مصادر دخلها.. السياحة، مما جعل تركيا تطرق باب الاقتراض من عدة دول بالعالم، كي تحصل على سيولة لوقف نزيف هبوط الليرة، والتي سوف يشكل استمرار هبوطها إلى ارتفاع التضخم بشكل خطير مما ينتج عنه ارتفاع في السلع كافة، وارتفاع الحياة المعيشية، ليس هذا فحسب بل هناك خطر قادم أشبه بالقنبلة الموقوتة، فهناك ديون واجبة السداد، مع ما تعيشه تركيا من وضع صعب حتى قبل ظهور جائحة كورونا، وزادت بشكل أكبر الآن، وهذا بالطبع لا يريده أردوغان لما فيه من خطورة، أهمها تناقص شعبيته بشكل.
في كل مرة يتعرض اقتصاد تركيا لضعف عام نجد أردوغان يحاول سحب الأضواء أمام الحالة الشعبية الغاضبة نتيجة الوضع الاقتصادي
بالأمس القريب صرح المسؤولون البريطانيون أن شحنة معدات طبية قادمة من تركيا غير قابلة للاستخدام، كونها لم تنجح في تحقيق شروط الجودة والمقاييس، وهذا بدوره يفتح الباب بمصراعيه في إعادة النظر للمنتجات التركية كافة والتي تصدرها لدول العالم.
حتى من التدخلات الخارجية التي قام بها أردوغان خاصة في ليبيا نجده فشل، وكذلك تدخله عسكريا في شمال سوريا، وبعد كل هذا الفشل السياسي والاقتصادي والعسكري من قبل أردوغان نجده ينفجر غضبا، متهما الآخرين ويلقي باللوم عليهم، وهذه حجة الفاشل، والذي لم يستطع قيادة دفة بلاده داخليا وفشل بتدخله خارجيا، وباتت تركيا في عصر أردوغان دولة تمتلك مشاكل كثيرة مع دول العالم؛ إذ خسر الثقة من دول صديقة وحليفة مع بلاده وخسر شعبيته في داخل تركيا بشكل كبير، وخسر حتى مصداقيته أمام حزبه وأصبح يتخبط عبر توجيه التهم هنا وهناك، متوقعا أنه بهذا بذلك سوف ينجو من نتائج هذا التخبط.
الشيء المثير للدهشة أنه ما زال يعيش في أحلامه وأطماعه، وما تصريحاته الأخيرة حول السعودية والإمارات إلا دلالة على الوضع النفسي المتردي الذي يعيشه، وهو بذلك يستمر في الزج بتركيا إلى الهاوية، إذ خسر ليس قيادة السعودية والإمارات فقط، بل خسر أكثر من ثلاثين مليون سعودي، وخسر أيضا الشعب الإماراتي، وتركيا هي الخاسر الأكبر من هذه الاتهامات الكاذبة، فسوف يتناقص أعداد السياح بشكل كبير من هذه الدول إلى تركيا، وكذلك هو بذلك يقطع أي أمل في دخول أي استثمارات اقتصادية من قبل هذه الدول، بالتالي الخاسر الأكبر الاقتصاد التركي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة