رغم فرارهن.. المخاطر تلاحق الصحفيات الأفغانيات
في أوائل شهر أغسطس/آب كانت ستوراي كريمي، تقدم تقاريرها من الخطوط الأمامية في هرات، حيث كان مقاتلو طالبان يواصلون تقدمهم.
ومع سيطرة طالبان على أفغانستان لجأت كريمي، التي كانت تعمل لصالح وكالة الأنباء المستقلة "باجهوك"، إلى باكستان حيث تعيش هي وزوجها، الذي يعمل أيضا في مجال الإعلام، في منزل آمن خشية تعرضهم للانتقام من قبل طالبان، وفقا لإذاعة صوت أمريكا.
ورغم إعلان طالبان بعد الاستيلاء على العاصمة كابول في 15 أغسطس/آب، أنها ستسمح لوسائل الإعلام والنساء بالعمل، فإن ذلك لم يحدث وباتت حوالي 200 صحفية في عداد المفقودين، بحسب كريمي.
لكنها الآن في باكستان بعد أن نقلتها منظمة إعلامية هي وزوجها، الذي يعمل أيضًا في وسائل الإعلام.
ورغم أنها غادرت أفغانستان، فإن كريمي أكدت لموقع صوت أمريكا أنها ما زالت تخشى على حياتها.
أمرت طالبان الصحفيات العاملات في وسائل الإعلام المملوكة للدولة بعدم التوجه إلى العمل، كما قام بعض المديرون بشطب النساء من البرامج.
ووفقًا لمسح أجرته منظمة "مراسلون بلا حدود" تعمل أقل من 100 صحفية الآن في كابل منذ سقوط المدينة، في تراجع كبير عن العام الماضي حيث كانت تعمل 108 وسائل إعلامية إخبارية مملوكة للقطاع الخاص في أفغانستان يعمل بها 4940 موظفًا. من بين هذا العدد 700 امرأة، وفقًا لبيانات هيئة الرقابة الإعلامية ومركز حماية الصحفيات الأفغانيات.
وطالب الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود"، كريستوف ديلوير، بتمكين الصحفيات من استئناف العمل دون التعرض للمضايقة في أسرع وقت ممكن، لأنه أبسط حقوقهن، ولأن غيابهن عن المشهد الإعلامي سيكون أشبه بتكميم أفواه جميع الأفغان.
وكانت جهود إجلاء الصحفيين المعرضين للخطر في أفغانستان محمومة ومعقدة قبل انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو.
وأوضحت نادين هوفمان، نائبة مدير المؤسسة الدولية لإعلام المرأة، أن المؤسسة قدمت المساعدة الطارئة للصحفيين والصحفيات.
وقالت هوفمان: "إذا غادر الصحفيون أفغانستان، فلن يعلم أحد بما يحدث في الداخل. لكن إذا ظلوا هناط، فقد لا يتركون على قيد الحياة ليتمكنوا من إعداد تقاريرهم".
أفاد صحفيون في الأسابيع الأخيرة بتعرضهم للضرب في الشوارع أو قيام مقاتلي طالبان بتفتيش منازلهم وتهديد أقاربهم. وفي حالة واحدة على الأقل، أطلقت طالبان النار على أحد أفراد عائلة صحفي يعمل في الإذاعة الألمانية دويتشه فيله.
وكان اثنان من الصحفيين من بين أكثر من 100 قتيل في هجوم مطار كابول الانتحاري في 26 أغسطس/آب. وكان كلاهما يحاول الفرار من البلاد.