"الصقيع" يشعل أسعار البن وكورونا يدمرها.. أزمة "مزاج"
تفاقمت أزمة البن حول العالم بفعل موجة الصقيع التي تضرب البرازيل منذ شهر تقريبا، كما تدمر تداعيات تفشي كورونا في البلاد المنتجة الحقول.
في المقابل لا تستطيع فيتنام أن تروي مستهلكي القهوة في العالم الذين يبحثون عن تعويض لشح الإمدادات من البرازيل.
وبحسب أرقام عملاقي الشحن، "إنتيميكس جروب" و"سيميكسكو داكلاك"، فإن شحنات فيتنام، التي تضم أكبر مزارع قهوة "روبوستا"، تنخفض بسبب استنزاف مخزونات المزارعين، والتفشي الحاد لوباء كورونا، والنقص الكبير في الحاويات.
- قهوة بلا "بن" لأول مرة.. اختراع أمريكي يبشر بـ"مزاج" البطيخ
- أزمة قهوة عابرة للقارات.. الطقس البارد يعكر "مزاج" العالم
كما رجح الشاحنان استمرار انخفاض الصادرات حتى سبتمبر.
أسعار البن البرازيلي تغلي
"يقول المزارعون إن الحبوب قد نفدت، لذا لا يمكنهم الاستفادة من زيادة الأسعار الحالية. لم نشترِ أو نبيع حبوباً لأزيد من شهر"، وفقاً لقول دو ها نام، رئيس مجلس إدارة شركة الشحن الأولى في البلاد، "إنتيميكس جروب"، حسب بلومبرج.
صقيع وقهوة
شهدت أسعار أصناف حبوب "أرابيكا"، الأكثر اعتدالا والمتداولة في نيويورك، ارتفاعا هذا الأسبوع إلى أعلى مستوياتها منذ 2014، بعدما دمر الطقس البارد الأشجار في البرازيل.
ساعد ذلك بدوره في رفع أسعار حبوب "روبوستا" الأكثر مرارة في لندن إلى أقوى مستوياتها منذ عام 2017، وزادت أسعار "أرابيكا" بنسبة 25% و"روبوستا" بنسبة 13% هذا الشهر.
وقال فان هونغ آنه، الرئيس التنفيذي لشركة "كوانغ مينه كوفي تريدينغ" في مقاطعة "بينغه دوونغ" الجنوبية: "لم يستفد المصدرون من ارتفاع الأسعار كثيرا.
وأدى ارتفاع تكاليف الشحن إلى إحجام المستوردين عن شراء الحبوب في فيتنام، وليس لدينا عقود جديدة لشراء الحبوب من المزارعين".
تبلغ تكلفة إرسال حاوية من فيتنام إلى أوروبا ما يصل إلى 10 آلاف دولار، بزيادة ستة إلى سبعة أضعاف عما كانت عليه قبل عام، وفقاً لـ"آنه"، الذي يرى تقلصاً نسبته 20% على الأقل هذا العام في الشحنات الخارجية لشركته، من 50 ألف طن في عام 2020.
الفرصة الضائعة
لم يحقق المصدرون المحليون مكاسب كبيرة من قفزة السوق، لأن مخزونهم في مستودعات منطقة مدينة هوشي مينه كانت قد قيّمت، وفقاً لاستطلاع للتجار.
وقال لي تيان هانغ، رئيس "سيميكسكو داكلاك"، ثاني أكبر شركة شحن في البلاد: "لدينا ما يكفي من الحبوب للإيفاء بالتزاماتنا حتى نهاية الموسم".
كما تخشى شركات الشحن من استمرار المعاناة اللوجستية حتى نهاية العام، مع بدء موسم الحصاد الجديد وارتفاع الصادرات بشكل طبيعي. ثمة مخاوف أخرى من حدوث طفرة جديدة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
ارتفعت حصيلة الإصابة بفيروس كورونا في خمس مقاطعات بالمرتفعات الوسطى الأساسية لزراعة البن وفقا لوزارة الصحة. إلى ذلك، تخضع العاصمة "بوون ما ثووت" وإحدى المقاطعات إلى أوامر البقاء في المنزل منذ السبت الماضي.
سلاسل القهوة الأمريكية تعاني
قد تمتد أوامر البقاء بالمنزل، وفقا لترينه دوك مينه، رئيس جمعية قهوة "بوون ما ثووت"، إلى مناطق القهوة الأخرى في "داك لاك" التي تنتج نحو ثلث قهوة البلاد.
ويشعر مينه بالقلق من احتمال زيادة الإصابات، حيث يتدفق آلاف العمال من مركز انتشار الوباء في الجنوب إلى منازلهم بالمرتفعات الوسطى، للاحتماء من سلالة دلتا المتحولة.
كما قال هانغ من شركة "سيميكسكو داكلاك"، الذي يرى تقلصا في المحصول بسبب انخفاض هطول الأمطار ونقص الاستثمارات، إن الحصاد قد يتباطأ في حال استمرار الفيروس حتى ذروة الحصاد في نوفمبر.
رغم أن معظم التجار يعتقدون أن الوقت مبكر جدا للتنبؤ، إلا أن خمسة من 11 تاجرا شملهم الاستطلاع توقعوا محصولا جيدا.
وقال اثنان منهم إن الارتفاع قد يكون 6% إلى 10% عن محصول العام السابق البالغ 1.7 مليون طناً. ووفقاً لمكتب الإحصاء، تسجل الصادرات حتى يوليو من هذا العام انخفاضا نسبته 9% عن العام السابق.