حديث السم يفسد "مزاج" الموريتانيين.. رعب في "كأس الشاي"
بكثير من الترقب، ينتظر الموريتانيون الإعلان عن نتائج فحص سلعة الشاي -المشروب الأشهر في البلاد- إذ تشير تخوفات أن يكون مسموما.
ويكاد لا يتفق الموريتانيون على شيء قدر اتفاقهم على الشاي أو ما يطلق عليه محليا "أتاي"، فهو المشروب الشعبي واليومي لجلسات الأثرياء والفقراء، وفي الاجتماعات الرسمية والأفراح وبيوت العزاء، بل إن يرمز محليا إلى كرم الضيافة.
لكن هذا المشروب، تراجع الطلب عليه محليا داخل البيوت والمجالس أو من أمام عربة "القيّام" وهو الشخص الذي يقدم الشاي، بعد انتشار معلومات ما تزال غير مؤكدة، أن السلعة المنتشرة في السوق المحلية تحتوي على مواد سامة.
- سفن تركيا تنهب الثروة السمكية في موريتانيا.. الصيد الجائر
- الجزائر وموريتانيا.. 7 أهداف استراتيجية ترسم ملامح التعاون الاقتصادي
وقبل أيام، خرجت وزيرة التجارة والصناعة "الناها بنت مكناس"، على الإعلام لتقول إن "الشعب الموريتاني سيفقد الشاي لفترة طويلة، إن تأكد ما يشاع من وجود مواد سامة فيه"، إذ تنتظر البلاد فحوصات على المادة محليا وخارجيا.
ورأت الوزيرة أن فرضية ظهور نتائج تشير إلى وجود مواد سامة في الشاي، قائمة، لكنها لم تتحدث عن أي نوع من السموم الذي يتوقع أن يحمله الشاي الأخضر أو الشاي المجفف، المباع في الأسواق المحلية.
وقالت في تصريحاتها: "على الموريتانيين أن يدركوا أنهم سيفقدون الشاي لفترة طويلة في حال أكد المختبر وجود مواد ضارة فيه، وسيصادر كل ما هو موجود منه في الأسواق ويعاد النظر في طريقة استيراده".
4 ملايين نسمة يتناولون الشاي
ووفق دراسة عن الشاي نشرها الباحث موريتاني، عبدو سيدي محمد، عام 2015، فإن 99% من الموريتانيين، البالغ عددهم قرابة أربعة ملايين نسمة، يتناولون الشاي.
ويوميا، يتناول 64.6% ممن شملتهم هذه الدراسة، الشاي أكثر من 3 مرات يوميا، بينما 27% يتناولونه مرتين، و8.4% يتناولونه مرة واحدة.
تصريحات الوزيرة، أثارت حالة من القلق لدى عشاق الشاي، وتخوّفا من أن تعمد الحكومة إلى مصادرة الكميات الموجودة في الأسواق وتطول الفترة قبل ضخ كميات جديدة.
وفي مارس/آذار الماضي، قررت السلطات الموريتانية، مصادرة شاي صيني أخضر يستهلك على نطاق واسع في البلاد بسبب احتوائه على مبيدات.
رقابة الجمارك
وأوضحت مصادر رسمية حينها أن الإدارة العامة للجمارك، التي تعنى بمراقبة دخول المواد المستوردة من الخارج، أصدرت قرارا للجمارك بمصادرة وحجز الشاي الصيني الأخضر من نوع "عاشوراء" كثير الاستخدام محليا نتيجة العثور على بقايا مبيدات حشرية سامة بهذه المادة الاستهلاكية الأساسية.
وتغلغلت ثقافة الشاي داخل المجتمع الموريتاني منذ سنين، وبات الناس يحرصون على مجلس الشاي أكثر من أي مشروب آخر، وأصبحت له طقوس وعادات، وظهرت في وسط الصناع حرفة جديدة أبدعها أصحابها في صنع أدوات تحضير الشاي.
ويعرف الموريتانيون بالإدمان المفرط في شرب "أتاي"، ويتساوى الميسور والفقير في الإقبال على هذا المشروب الشعبي الذي يعتبر أحد أهم أساسيات الحياة اليومية في موريتانيا، ويقدم لإكرام الضيوف وفي الأعياد والمناسبات.