بعد اصطياد إرهابي "موريتاني".. مفاجآت مرتقبة من الجيش الليبي
كشر الجيش الليبي عن أنيابه بعد توجيهه ضربة استبقاية لخلية إرهابية جنوبي البلاد في رسالة مزدوجة للداخل والخارج.
والأربعاء ألقت قوات الجيش الوطني الليبي القبض على 3 عناصر قيادية بتنظيم القاعدة الإرهابي، بينهم (موريتاني) في عملية نوعية بمنطقة تاروت الشاطئ بالجنوب الليبي.
واعتبر خبراء أن هذه العملية النوعية تعيد التذكير باستمرار الجيش الليبي في القيام بدوره الوطني في الحماية من الإرهاب وتأمين الحدود الصحراوية المفتوحة.
وبحسب خبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية" فإن هذه العملية العسكرية الناجحة تمثل ضربة قوية للإرهاب واستهدافا لخطوط إمداده، وسيكون لها مردود إيجابي على الوضع الأمني ككل بالمنطقة.
كانت مصادر أكدت لـ"العين الإخبارية" أن العنصر الإرهابي الأجنبي هو المعاون والمرافق السابق للإرهابي عبدالمنعم الحسناوي الشهير بـ"أبوطلحة" زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا الذي قتل على يد قوات الجيش الليبي 2019.
وأوضحت أن الإرهابي الموريتاني يتحرك عبر الصحراء مستغلا انتماءه لإحدى القبائل الموجودة في الجنوب الليبي، ويتردد على منطقة "الشاطئ"، حيث رصد عنه قيامه بعدة نشاطات منها تهريب الممنوعات والبشر.
فرقة ٢٠/٢٠
المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني أكد أن "العملية العسكرية التي أطلقها الجيش الليبي نفذتها قوات من نخبة المقاتلين تعرف بمجموعة (20-20) من اللواء طارق بن زياد المعزز" .
وقال الترهوني لـ"العين الإخبارية": إن "العملية نجحت بامتياز حيث تم القبض خلال المداهمة على 3 من أخطر قيادات الإرهابيين في الجنوب، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا عقب إجراء التحقيقات اللازمة".
وأضاف أن "هذه المجموعة الخطيرة جدا على علاقة بفروع القاعدة في شمال أفريقيا والصحراء الكبرى، لافتا إلى عملية المداهمة نفذت باحترافية عقب الرصد والمتابعة والتدقيق والتخطيط".
وأشار إلى أن "الجيش الليبي مستمر في تنفيذ سلسلة من العمليات الناجحة ضد خلايا التنظيمات الإرهابية، وسبق أن استهدف مجموعات في أوباري وغدوة ومرزق وجنوب الشويرف وبراك الشاطئ".
ونوه بأن "العملية تثبت أن الجيش الليبي عينه على كل المناطق بهدف تأمينها وحمايتها وفرض القانون بجانب بناء المؤسسة".
قطع إمداد الإرهاب
أما الدكتور صبرة القاسمي الخبير في الحركات الإرهابية فيرى أن "عملية الجيش الليبي الأخيرة ضربة قوية للإرهاب واستهداف لخطوط إمداده وسيكون لها مردود إيجابي على الوضع الأمني بالمنطقة ككل".
ولفت القاسمي إلى أن "نجاح قوات الجيش الليبي في توجيه الضربات الاستباقية للعناصر الإرهابية فى الآونة الأخيرة خير دليل على قوة قدراتها وعزمها القضاء على الإرهاب في ربوع البلاد".
وأضاف أن "هذه العناصر الإجرامية التي ألقى الجيش الليبي القبض عليها من أشد العناصر القاعدية وأهمها في المرحلة الحالية"، معتبراً النجاح في توجيه الضربة لهم يحظى بأهمية قصوى نظرا لإحباط العديد من العمليات الإرهابية، وكذلك قطع طرق الإمداد والتموين عن العناصر الأخرى الموجودة في الصحراء.
وأضاف القاسمي أن "الإرهابي الموريتاني مصنف على أنه خطير نظرا لما له من علاقات واسعة من انتمائه القبلي والعلاقات السابقة كمعاون لأبوطلحة الحسناوي، حيث كان يعمل على إمداد العناصر الإرهابية في مالي وجنوب الجزائر بالمال والسلاح مستغلا جرائم الاتجار في الممنوعات وتهريب البشر وغيرها".
ونوه بأن "الضربات المتتالية للتنظيمات الإرهابية في الجنوب الليبي دفعتها لجعل المنطقة كمنطلق لعمليات توصيل العتاد والمؤن لعناصر التنظيم الإرهابي وفروعها في دول الجوار".
رسائل داخلية وخارجية
وما بين هذا وذاك، أكد الخبير السياسي الليبي عبدالله الخفيفي أن "عملية الجيش الليبي في الجنوب تحمل رسائل قوية إلى الداخل والخارج على السواء".
وتابع الخفيفي في تصريح لـ"العين الإخبارية" أن "رسائل الجيش الليبي لن تظهر إلا بعد انتهاء التحقيقات مع الخلية التي تم إلقاء القبض عليها".
وأردف أنه "من المحتمل أن تكون لها علاقات مع دول بعينها وشخصيات بارزة، موضحا أن إلقاء القبض عليها يؤكد أن الجيش الليبي يدرك مخططات هؤلاء ومستمر في دوره الذي انطلق من أجله وتم إطلاق عملية الكرامة 2014 وهو محاربة الإرهاب، إلى جانب بناء المؤسسة ومراقبة وحماية المسار السياسي".
وأشار إلى أن "كثيرا من الدول التي تريد أن يكون لها موطئ قدم في الجنوب الليبي، خاصة المحتل التركي تلجأ إلى دعم مثل هذه الجماعات بهدف مراقبة تحركات وتمركزات قوات الجيش الليبي واستهدافها فيما بعد بهدف إرباك القيادة ومحولة ثنيها عن دورها السياسي".