سفن تركيا تنهب الثروة السمكية في موريتانيا.. الصيد الجائر
تواصلت جرائم تركيا خارج حدودها ، لتمتد هذه المرة إلى المياه الإقليمية لموريتانيا، لتستنزف ثروتها السمكية التي تعد أهم عوائد اقتصادها.
وكشفت أرقام رسمية اليوم الأحد،هبوط مخزون أسماك "الأخطبوط" في موريتانيا بسبب الاستنزاف الشرس الذي يمارسه الأسطول التركي في المياه الموريتانية.
ووفق رسالة رسمية اطلعت عليها "العين الإخبارية" بعث بها والي مدينة نواذيبو الموريتانية مركز الثروة السمكية في البلاد، إلى وزارة الصيد، فإن الكمية المصطادة من سمك "الأخطبوط" في ديسمبر الماضي لم تتجاوز 654 طنا مقابل 4384 في ديسمبر 2019.
وأرجعت الرسالة هذا الانخفاض الحاد إلى الاستنزاف الحاد الذي يمارسه الأسطول التركي، في المياه الإقليمية الموريتانية،وطالبت السلطات بوقف هذا الاستنزاف، عبر "تشديد الرقابة" على هذا الأسطول.
كما أوصى والي نواذيبو الموريتانية في رسالته بإغلاق مصائد البلاد البحرية أمام اصطياد "الأخطبوط" لمدة أربعة أشهر وهو من أهم صادرات البلاد من المنتجات البحرية.
كانت نشرة صادرة مؤخرا عن المعهد الموريتاني لبحوث المحيطات والصيد (حكومي)، حول حالة موارد البلد البحرية، أن مخزون سمك "الأخطبوط" بموريتانيا يتعرض لاستغلال كبير"
تحذيرات
وحذر حزب "تكتل القوى الديمقراطية" في موريتانيا من خطورة ما وصفه بالنهب الذي تتعرض له الثروة السمكية للبلد بفعل نشاط أسطول الصيد التركي وتهربه من آليات الرقابة المطبقة على البواخر في هذا المجال، داعيا إلى سحب وتوقيف نشاط الأتراك بسبب هذا النهب.
واعتبر حزب "التكتل" وهو من أعرق الأحزاب الموريتانية وأكثرها تأثيرا في الساحة الموريتانية أن هذا "النهب التركي" أدى إلى "انخفاض كمية الأسماك في البلاد إلى أدنى حد.
وأضاف أن هذا الوضع نجم عنه توقف شبه كامل لأسطول الصيد التقليدي بشكل خاص.
وأوضح الحزب أن ما وصفها بـ"الكميات الخيالية المصطادة من طرف البواخر التركية، والمقدرة بحوالي 400 طن خلال يومين، والمأخوذة أساسا من الصيد في المناطق المحظورة وبشباك محرمة، تشكل خطرا على الثروة السمكية والمحيط البيئي الضروري لتكاثر السمك".
تحذير حزب "التكتل" من خطورة نشاط الأسطول التركي على مستقبل ثروة البلد السمكية يأتي في ظل تزايد المطالبات على المستويين الشعبي والسياسي بالتصدي لأعمال النهب والصيد المحرم التي تقترفها البواخر التركية في مياه البلاد الإقليمية التي كان ينظر إليها كواحدة من أغنى شواطئ العالم بهذه الثروة.
المهتمون بشؤون صيد الأسماك في مدينة نواذيبو الموريتانية، التي تمثل مركز الثروة السمكية بالبلاد، تداولوا نهاية العام الماضي، مقاطع تظهر ممارسات لسفن تركية مضرة بالمياه الموريتانية، معتبرين أنها تمثل "مذبحة" ضد أهم أصناف هذه الأسماك وهو ما يعرف بـ"الكوربين".
واعتبر المهتمون بالمجال أن هذه الممارسات "البشعة" للسفن التركية تهدد بانقراض بعض أصناف الأسماك، وتؤثر على ظروف تكاثرها البيولوجي، كما تؤدي إلى ندرة الأسماك ومن ثم ارتفاع أسعارها، خصوصا الأنواع التي يكثر عليها الطلب من جانب فئات المواطنين الأقل دخلاً.