روحاني يفقد التأييد بمسقط رأسه مع تراجع اقتصاد إيران
تفاقم مصاعب الحياة اليومية حقيقة يأمل المتشددون في أن تؤثر على فرص الإصلاحيين بالانتخابات المقبلة.
في صحراء مدينة سرخة الإيرانية، مسقط رأس حسن روحاني، الواقعة على بعد 200 كيلومتر من شرق العاصمة طهران، تراجع تأييد الرئيس الإيراني مع ارتفاع أسعار السلع الغذائية.
ورصدت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير السبت بعنوان "إحباط في مسقط رأس حسن روحاني" حالة القلق بمسقط رأس الرئيس الإيراني بعد تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد وسط توتر العلاقات بين الدولة الراعية للإرهاب والمجتمع الدولي.
كلثوم (40 عامًا)، أرملة وأم لطفلين، تعمل من الرابعة صباحًا حتى الثانية مساءً من أجل راتب يومي 200 ألف ريال (4.75 دولار)، قالت "نمضي الليالي بدون حتى كسرة خبز"، موضحة أنها كتبت خطابًا إلى روحاني لكنه لم يرد.
"التصويت لروحاني لم تكن له فوائد"، هكذا أضافت زميلتها مهري (24 عامًا)، وهي أم لطفلين، وتعول زوجًا لا يعمل بسبب إصابة في الظهر، موضحة أنها لم تشترِ دجاجة منذ 7 أو 8 أشهر.
تفاقم مصاعب الحياة اليومية حقيقة يأمل المتشددون بأن تؤثر على فرص الإصلاحيين في الانتخابات المقبلة، في حين لا توجد استطلاعات رأي موثوقة، يتكهن المعلقون أنه مع تدهور وضع الاتفاق النووي الذي اعتمدت عليه الحملة الانتخابية لروحاني وصلت شعبيته لانخفاض قياسي.
وبعد أن كانت معقل تأييد روحاني، تواجه المدينة الصغيرة، التي تأوي 12 ألف نسمة يعتمدون على الدواجن والزراعة والبناء لجني رزقهم، خيبة الأمل.
وقال حسين علي (60 عامًا) مدرس متقاعد يعرف الرئيس شخصيًا: "ليس من الواضح أين يقف السيد روحاني في السياسة الداخلية الآن، الأمر كما لو أن وجوده وغيابه لم يعد يصنع فرقًا".
"مشكلة روحاني أنه فشل في الاعتماد على الـ24 مليون صوت للقول إننا وقعنا اتفاقية دولية وعلينا التصرف بشكل مختلف في المنطقة"، هكذا قال حميد رضا، الذي يواجه في الوقت الحالي، انخفاضا حادا في مبيعات محل البقالة الذي يمتلكه.
وهناك آخرون يشاركونه مخاوفه المتعلقة بالاقتصاد، فبعد ربع قرن على مساعدة علي أكبر (55 عامًا)، عامل بناء، في بناء منزل لوالدي روحاني أصيب قطاع التشييد بركود.
وتواجه حكومة روحاني منذ نهاية العام الماضي غضبا في الشارع الإيراني مع تردي الأوضاع الاقتصادية، عزاها محتجون في مختلف أنحاء البلاد خلال موجات من المظاهرات المنددة بنظام المرشد على خامنئي إلى هيمنة الحرس الثوري على مفاصل الدولة ومغامراته في دعم منظمات إرهابية في عدد من البلدان.
وكان الإيرانيون يأملون في الاستفادة من توقيع روحاني على الاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى لكن العائدات من رفع الحظر خلال السنوات الماضية استنزفت في دعم الإرهاب قبل أن يقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق وفرض حزمة عقوبات هي الأقسى في التاريخ، بحسب وصف مسؤولين أمريكيين.