وقع المحظور.. شركات المحروقات في لبنان تغلق محطاتها
وقع المحظور في لبنان وبدأت الشركات بإقفال محطاتها نظراً لنفاد مخزونها إثر الخلاف بين وزارة الطاقة والمصرف المركزي حول التسعيرة.
واعتذرت شركة كورال من اللبنانيين لعدم تمكنها، وللمرة الأولى منذ تاريخ تأسيسها، من تزويد المحطات بمادة البنزين اعتباراً من اليومـ وذلك لنفاد الكميات في مستودعاتها. وعند نفاد الكميات المتبقية في محطاتها، ستتوقف هذه الأخيرة بدورها عن تلبية حاجات المواطنين.
ودخلت الحكومة اللبنانية في خلاف مع المصرف المركزي بشأن قراره وقف دعم الوقود الذي استنزف احتياطيات النقد الأجنبي، فيما أصر المصرف المركزي على قراره على رفع الدعم.
- هل يلجأ لبنان لاحتياطي الذهب لإطفاء نيران "دعم الوقود"؟
- صدام بين "عون" و"حسان".. الوقود يثير أزمة جديدة في لبنان
وجاء في بيان الشركة "يهم شركة "كورال" أن تعلن للشعب اللبناني أنها لم تتوانَ يوماً، حتى في عز الأزمات، عن تلبية حاجات المحطات التي تحمل علامتها من مادة البنزين.
وأضافت: "كما وأنها لبّت في المرحلة الماضية حاجات غير محطاتها لتوفير المادة للشعب اللبناني، واستجابت للعديد من النداءات العاجلة تلبية لحاجات المنشآت الحيوية، وفتحت أبوابها أيام العطل للتخفيف من معاناة المواطنين" .
وأعلنت أنها قد استوردت باخرة من مادة البنزين نظرا للشح الكبير في الأسواق، إلا أنّها لا تزال متوقفة في المياه الإقليمية منذ تاريخ ١١/٨/٢٠٢١. بالمقابل، لم تقم الدولة اللبنانية بما هو متوجب عليها لتأمين مستلزمات التفريغ بغية إدخال الكميات المستوردة إلى السوق اللبناني.
كما أعلن نقيب موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أن شركة توتال في طريقها إلى إعلان إقفال محطاتها المنتشرة على الأراضي اللبنانية بسبب نفاد المخزون.
بدورها أعلنت مجموعة محطات الأيتام "إقفال محطة طريق المطار بعد نفاد مخزون البنزين فيها"، لافتةً إلى أنّ "مستشفى بهمن ودار الأمان للمسنين وباقي المراكز الصحية التي تزودهم بالمحروقات مهدّدين بالإقفال أيضاً نتيجة فقدان المحروقات".
وأشارت المجموعة عبر "فيسبوك" إلى أنّه "بعدما أقفلت ٢٧ محطة من أصل محطاتها الخمسين، ثم أصبحت ٢٢ محطة منها شبه مقفلة لتبقى محطة طريق المطار الوحيدة في خدمة أهلنا، اضطرت إلى إقفال محطة طريق المطار بسبب نفاد مخزون البنزين فيها"، موضحةً أنّها "أبقت على كمية قليلة جداً للحالات الطارئة، في حين أن كمية المازوت المتبقية تكفي بالكاد ثلاثة أيّام فقط".
كما ناشدت "الشركات والمنشآت تزويد مستشفى بهمن ودار الأمان للمسنين وباقي المراكز الصحية ودعمها مباشرة بمادة الديزل لأنّ مخزونها شارف على النفاد".
في الختام، توجّهت المجموعة إلى المواطنين الذين اصطفوا أمام أبوابها منذ ساعات الصباح الأولى بالاعتذار لعدم تلبيتهم نتيجة ظروف خارجة عن إرادتها.
البراكس: ذاهبون إلى شلل تام
في سياق متصل، رأى عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج البراكس، في بيان اليوم، أن "الأوان آن لتتوصل السلطتان السياسية والنقدية إلى اتفاق، فالشعب والقطاع الاقتصادي بين فكي كماشة والبلد يتدمر".
وأشار إلى أن "مستودعات الشركات المستوردة للنفط بدأ مخزونها بالنفاد، والمخزون في محطات الوقود يكفي لآخر الأسبوع"، لافتا إلى "المشاكل التي تحصل على المحطات"، محذرا من أن "الموضوع خطير جدا، وعلى المعنيين الاتفاق على الآلية التي يجب إتباعها بالنسبة لسعر المحروقات".
وناشد المسؤولين "إيجاد حل سريع لأن الوضع لم يعد يحتمل على المحطات، رأفة بالشعب وبأصحاب المحطات، لأننا ذاهبون إلى شلل تام إذا ما استمر هذا الوضع، وعلى حاكم مصرف لبنان السماح لباخرة البنزين الموجودة في عرض البحر، بالتفريغ وفق الجدول المعتمد من وزارة الطاقة".
قلقٌ "أممي" من نقص الوقود
أشارت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان نجاة رشدي، إلى أن "نقص الوقود يهدد توفير الخدمات الصحية والمياه الأساسية، مما يعرض آلاف العائلات للخطر".
وأعربت نجاة رشدي في بيان عن قلقها الشديد من "تأثير أزمة الوقود على الوصول إلى الرعاية الصحية وإمدادات المياه لملايين الأشخاص في لبنان"، مؤكدة أن "الوضع السيء سيزداد سوءا ما لم يتم التوصل إلى حل فوري".
وأكدت رشدي أن "إعادة التيار الكهربائي من شركة كهرباء لبنان أمر بالغ الأهمية للشعب اللبناني والعاملين في المجال الإنساني الذين يدعمونهم، وقالت: "المخاطر ببساطة كبيرة للغاية. يجب على الجميع العمل معا لإيجاد حل مستدام ومنصف يخدم احتياجات الجميع ويحمي صحة وسلامة المجتمعات".
كما شددت على "استعداد الأمم المتحدة والشركاء لمساعدة السكان المتضررين"، مشيرة إلى أنه ” مع ظهور موجة أخرى من الإصابات بفيروس كورونا، يمكن أن تؤدي أزمة الوقود إلى تفاقم الوضع الصحي، حيث قد يؤثر النقص المستمر في تقديم العلاجات المنقذة للحياة".
هذا وأجبر نقص الوقود والكهرباء أكبر مستشفيات لبنان على تقليص أنشطتها، وفي الوقت نفسه، وأجبر أنظمة الإمداد بالمياه العامة ومعالجة مياه الصرف الصحي، التي تعتمد على الوقود، على تقليص عملياتها، مما أدى إلى حرمان الملايين من المياه، وتعرض البيئة والصحة العامة للخطر.
وزادت منذ شهر أزمة الوقود في لبنان إثر الشح في السوق، حيث يصطف المواطنين بصفوف طويلة للحصول على كمية قليلة من البنزين، وفي المدة ازدادت الاشكالات على المحطات ما دفع العديد منها الاقفال وعدم استقبال الوقود.
aXA6IDE4LjExNy4xNDUuNjcg جزيرة ام اند امز