لبنان يشتعل مجددا بعد "انفجار البنزين".. ووزارة الطاقة تبرّر
خرج اللبنانيون مجددا إلى الشارع، الأربعاء، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات التي وصلت اليوم إلى مستوى غير مسبوق.
هذه الزيادة الكبيرة في الأسعار ستؤدي إلى اتخاذ قرار برفع تعرفة النقل البري، في وقت دعا فيه رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر إلى اجتماع موسع لتنسيق التحركات الشعبية.
وكان اللبنانيون استفاقوا اليوم على ارتفاع كبير في أسعار المحروقات خلال أسبوع، لتصعد أسعار البنزين 30%، لينتهي معها عصر دعم الوقود بلبنان.
- أسعار البنزين في لبنان فوق 300 ألف ليرة للصفيحة.. نهاية عصر الدعم
- دفاتر "مصرف لبنان" أمام المدققين لكشف المستور.. عد تنازلي
وزاد سعر صفيحة البنزين 95 أوكتان إلى 59 ألفاً و900 ليرة لبنانية، والـ98 أوكتان ارتفع إلى 62 ألفاً.
كما رفعت الوزارة سعر قارورة الغاز إلى 229 ألفاً و600 ليرة بعدما كانت بـ178 ألفاً و800 ليرة.
وردا منه على هذه الأسعار، أعلن رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري بسام طليس برفع تعرفة النقل الأسبوع المقبل. وأكد "إما الدعم الفوري للسائقين أو تعرفة جديدة يوم الإثنين المقبل تتوافق مع أسعار المحروقات الجديدة ".
من جهته، قال عضو نقابة أصحاب محطات المحروقات جورج براكس في حديث إذاعي "أن دعم المحروقات انتهى نهائياً والجدول وُضع على أساس سعر صرف الـ20 ألف ليرة وسعر برميل النفط العالمي الذي لامس 85 دولاراً، وكل أسبوع سيتغيّر جدول تركيب الاسعار"، ولفت إلى تراجع "في استهلاك البنزين بعد ارتفاع الأسعار، وسنشهد انعكاساً سلبياً على القطاعات كافة".
كذلك علّق ممثل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا على ارتفاع أسعار المحروقات، قائلا "ما رأيناه اليوم هو إفلاس لأصحاب المحطات وإفلاس للمواطن"، وسأل "كيف سيتحملون رفع التكلفة دفعة واحدة؟ من يسكن في الجبال بات بحاجة إلى ٣٠ مليون ليرة ماذا يفعل؟ هل يبيع منزله؟".
تبرير وزارة الاقتصاد
وفي رد منها على الغضب الشعبي من هذا الارتفاع للأسعار، برّرت وزارة وزارة الطاقة والمياه الأمر في بيان لها، وقالت "تتفهم وزارة الطاقة والمياه المعاناة التي يعيشها المواطنون من جراء غلاء أسعار المشتقات النفطية وسعر صُرف الدولار مما ينعكس سلباً على الدورة الإقتصادية والحياة المعيشية للمواطنين"،
وأكدت أنها "ليست الجهة المتحكمة بالأسعار، إذ أن عدة عوامل تؤثر بشكل مباشر على تركيبة جدول الأسعار لهذه المشتقات توقيتاً ومضموناً، والجدول يخضع لآلية اعتمدت بناءً على أمرين: أولاً عدم الاستقرار في أسعار الدولار داخلياً فالسعر يُحدده مصرف لبنان لاستيراد هذه المشتقات من قبل الشركات المستوردة وفق " منصة صيرفة"، والأمر الثاني ناتج عن الارتفاع الكبير في أسعار النفط العالمي، مما انعكس ارتفاعاً على السعر المحلي أيضاً بالإضافة إلى احتساب الكِلف الإضافية كالنقل وخدمة المحطات وغيره".
وقالت الوزارة إنها تعمل بالتنسيق مع رئاسة الحكومة ومع الوزارات المعنية ووزارة الأشغال والنقل تحديداً لتأمين نقل مشترك مُنظَّم ومريح للمواطنين، بخلاف إمكانية تأمين الدعم لسيارات النقل العمومي والنقل العام.
تحذير من التداعيات
وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور، حذّر رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، من تداعيات هذا الارتفاع، معلنا في مؤتمر صحفي أنها ستنعكس على قطاعات عدة وعلى حياة المواطنين، قائلا: "ولا سيما منها، الشلل التام للحركة الاقتصادية وعدم قدرة الموظف في القطاعين العام والخاص للتوجه إلى عمله وتباطؤ الحركة الاقتصادية وتوقفها وإلى انفجار اجتماعي كبير".
وتابع:" كما ستؤدي، إلى انهيار كبير في أداء المؤسسات الحكومية التي تعمتد كليا على المحروقات لتأمين الخدمات المختلفة (من كهرباء واتصالات وانترنت ومياه)، وارتفاع أسعار اشتراكات المولدات الكهربائية وانهيار المؤسسات الضامنة".
وأعلن أنه تقرر "دعوة كافة الهيئات الاقتصادية والصناعية وهيئات المجتمع المدني وهيئة التنسيق النقابية ونقابات المهن الحرة إلى اجتماع موسع يعقد الأسبوع المقبل في مقر الاتحاد العمالي العام لتدارس واتخاذ الخطوات والقرارات المناسبة لأشكال التحرك (اعتصامات - تظاهرات - اضرابات) لوقف التدهور"، محملا "المسؤولين والكتل النيابية والمرجعيات تداعيات هذه الكارثة الإنسانية الاجتماعية الاقتصادية والصحية والتربوية والبيئية التي تحصل".
ويشهد السوق اللبناني ‘نفراجاً في أزمة المحروقات وغابت الطوابير عن المحطات نظراً لفتح مصرف لبنان اعتمادات دون تأخير ما جعل المادة متوفرة بكثرة، بالإضافة إلى أن الارتفاع الكبير في الأسعار جعل المادة ليست بمتناول الجميع، وخف الطلب بكمية كبيرة.
وحتى الساعة لا يزال مصرف لبنان يؤمن الدولارات والاعتمادات للشركات المستوردة للنفط، وهناك تخوف يسود في لبنان من توقف هذه العملية أيضا، ما يدفع الشركات إلى طلب الدولار من السوق السوداء ويؤدي إلى ارتفاع هائل بسعر الصرف.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg
جزيرة ام اند امز