"مخازن الوقود" سلاح اللبنانيين لمواجهة رفع الدعم
يتسابق اللبنانيون لتخزين الوقود بعد معلومات عن عزم الحكومة رفع الدعم عن المواد الاستهلاكية أهمها المحروقات والقمح والأدوية
كشف انفجار خزان للبنزين بإحدى مناطق العاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع الماضي، عن خطورة تخزين الوقود في المؤسسات والمنازل، فيما وصف الأمر بـ"القنابل الموقوتة" في المنازل.
ونظرا لأزمات متكررة في قطاعات معيشية عدة، يتسابق اللبنانيون حاليا لتخزين المحروقات، خوفا من ارتفاع أسعارها في ظل تكرار المعلومات عن قرار وشيك للحكومة لرفع الدعم عن المواد الاستهلاكية أهمها المحروقات والقمح والأدوية.
وتعقد في لبنان اجتماعات عدة بين المسؤولين ومصرف لبنان للبحث في كيفية رفع الدعم عن الوقود والآلية التي ستُعتمد للتعويض عنه، بعدما تراجع الاحتياطي من العملات الأجنبية في البنك المركزي بشكل غير مسبوق.
وتشير المعلومات إلى أنه لم يعد موجودا أكثر من مليار و800 مليون دولار فقط في الاحتياطي، علماً بأن الدعم يكلّف مصرف لبنان نحو 600 مليون دولار.
وحذر الرئيس اللبناني ميشال عون من هذه الظاهرة ،ونبه إلى خطورة تخزين مواد ملتهبة في الأماكن السكنية ووسط الأحياء المأهولة، طالبا من الأجهزة الإدارية والأمنية اتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنعها.
الدعوة نفسها كررها رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وأصدر تعميماً إلى جميع الوزارات والإدارات العامة والمؤسسات العامة المعنيّة والبلديات بشأن مكافحة ظاهرة تخزين المحروقات، طلب فيه اتخاذ أقصى الإجراءات والتدابير الحازمة التي تحول دون انتشار هذه الظاهرة، بما تحمله من تداعيات خطرة على السلامة العامة وعلى حياة المواطنين وأمنهم، لكن لم يستجب أحد لتلك الدعوات والتحذيرات المتكررة.
وقال المهندس علي الحناوي، رئيس لجنة السلامة العامة في نقابة المهندسين لـ "العين الإخبارية" إن الخوف والهلع الذي يعيشه اللبنانيون من ارتفاع الأسعار يجعلهم يتسابقون لشراء المحروقات كما غيرها من المواد"
ويضيف" هذه هي مسؤولية الحكومة التي تلوح كل يوم برفع الدعم، بحيث سيتضاعف سعر الوقود ولن يتمكن حينها المواطنون من الحصول عليها في ظل بقاء الرواتب على ما هي عليه وارتفاع سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته".
ولفت الحناوي إلى غياب أي خطوات عملية من قبل الجهات المعنية، ولا سيما وزارة الداخلية، لمراقبة ما يحصل للحد من هذه الظاهرة، خاصة مع الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي واعتماد اللبنانيين على المولدات التي تعمل بدورها على المحروقات والتي توضع أيضًا بين المنازل".
وقالت المديرية العامة للنفط في لبنان ،إن استيراد الديزل ارتفع عام 2020 بنسبة 13.7% عن عام 2019 أي بما يوازي 294 ألف طن، فيما انخفض استيراد البنزين (95) بنحو 190 ألف طن والبنزين (98) بنحو 93 ألف طن.
وفي 9 أكتوبر تشرين الأول، قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب إن أي خطوة لرفع دعم سلع أساسية في الوقت الحالي غير مقبولة وستؤدي إلى "انفجار اجتماعي"وفق ما نقلت رويترز.
ويواجه لبنان، الذي يرزح تحت وطأة عبء ديون ثقيل، أشد أزماته الاقتصادية منذ الحرب الأهلية بين 1975 و1990.
ومع ارتفاع الأسعار، سقط الكثير من اللبنانيين في براثن الفقر وصاروا أكثر اعتمادا على المدعوم من الأغذية والأدوية والوقود.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز