ملتقى الفجيرة الإعلامي (7).. هل رمم العلاقة بين القراءة والإعلام؟
اختتام فعاليات الملتقى والدعوة إلى تعزيز القراءة
ملتقى الفجيرة الإعلامي في دولة الإمارات يوصي بالتحريض والتحفيز على القراءة كمهمة مجتمعية تبدأ بالأسرة والمدرسة والإعلام ومؤسسات المجتمع كافة.
تبدو العلاقة بين الإعلام والقراءة متوترة في الكثير من الأحيان، إلا أنها يجب أن تكون متلاصقة كالعلاقة بين الثقافة والكتاب، وهي الحكاية التي تفتح الذهن على ملايين الأسئلة وتشعباتها بشأن الخيط الرفيع بين الورق كوسيلة إعلامية والورق ككتاب في أضيق الأمثلة.
"هل يدعم الإعلام القارئ العربي؟" و"أمة اقرأ ودورها الحضاري المنشود"، و"الإعلام الثقافي العربي ودوره في القراءة"، و"الجوائز الأدبية ودعم المنتج الأدبي"، و"التعليم والقراءة في العالم العربي"، و"شهادات في القراءة".
ضمن هذه العناوين، اختتم ملتقى الفجيرة الإعلامي في دولة الإمارات دورته السابعة هذا العام، والتي استمرت يومي 24 و25 أكتوبر 206، تحت شعار هو "الإعلام والقراءة.. الواقع والدور المنشود".
ست جلسات كانت كفيلة بطرح عشرات الأفكار والرؤى النقدية ضمن العلاقة التي تربط الإعلام والقراءة، حيث من المتوقع أن تسهم الأوراق التي قدمها المشاركون من مختلف بقاع الوطن العربي في تعزيز ظاهرة القراءة "التي تعد من المحركات الرئيسية والأساسية لنهضة وحضارات وثقافات الشعوب، والتي تؤكد على أهمية دور الإعلام في الترويج لثقافة القراءة، وقدرته على نشر نمط سلوكي وثقافي واجتماعي ينتهجه الفرد والمجتمع"، بحسب بيان صحفي للملتقى حصلت بوابة العين الإخبارية على نسخة منه.
دعم اللغة العربية والترويج لها
قال المهندس محمد سيف الأفخم، مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، الجهة المنظمة للملتقى، إن "القراءة هي شعار الحضارة الجديدة ودليل على تقدم ورقي الشعوب فهي غذاء للروح والعقل"، موضحاً أن الملتقى يأتي دعماً لمبادرة "عام 2016.. عام القراءة"، التي أطلقها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بغية تأسيس جيل جديد من العلماء والمفكرين والباحثين والمبتكرين، والتزاماً بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق مبادرات وطنية تعمل على ترسيخ القراءة عادةً مجتمعيةً دائمة في دولة الإمارات وبين أجيالها المقبلة، وبرعاية من الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة وبتوجيهات الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام والذي ظل يؤكد على رؤية الهيئة الثاقبة ورسالتها الثقافية من خلال تبنيها ومشاركتها في مختلف الفعاليات الثقافية والإعلامية".
ودعا الأفخم الإعلاميين إلى دعم اللغة العربية والترويج لها والتعريف بمكانتها الحقيقية كإحدى أهم لغات العالم بإطلاق مجموعة من المبادرات التي تشجّع على القراءة والاطلاع وجعلها سلوكاً يومياً في حياة الكبار والصغار من خلال وسائلنا الإعلامية والثقافية والمعرفية بمختلف أشكالها".
الكاتبة الإماراتية ليلى البلوشي، المشاركة في إحدى جلسات الملتقى، بعنوان "أمة اقرأ ودورها الحضاري المنشود"، تقول إنه "يجب أن يكون القارئ على درجة عالية من الوعي كي يختار، أن يكون مستقلاً، فليس كل ما يروج جيد بل هناك ما هو جيد وما هو رديء أيضاً".
وتضيف ليلى البلوشي لبوابة العين الإماراتية "هناك مساع جادة لترسيخ القراءة كممارسة نوعية لدى شريحة كبيرة من الناس، ولاسيما طلاب المدارس، وأتمنى أن يتم جلب طلاب المدارس والجامعات ليتحدثوا عن تجاربهم في القراءة وصعوباتها".
وتعتقد الكاتبة الإماراتية أن ما يطرحه المنهاج الدراسي وهو أن يجاري طموح القراءة ومستقبلها كما نحلم جميعاً"، موضحة أن الملتقى كان أنيقاً من كل النواحي والإعداد والتقديم والمشاركات الفاعلة".
تختتم ليلى البلوشي "المهم في عملية ترسيخ القراءة هو البحث عن القارئ النوعي، والسعي لتحويل القارئ العادي إلى قارئ ناقد، قارئ مكتشف لا يحرك نشاطه القرائي الرافعات الإعلامية التي تضع في الواجهة كل ما هو مشاع وكل ما هو أكثر مبيعاً وما يحظى ببريق الجوائز".
الروائي والإعلامي التونسي كمال الرياحي تحدث لبوابة العين الإخبارية عن تجربته في الإعلام الثقافي عبر برنامجه "بيت الخيال"، على القناة التونسية.
ويضيف الرياحي "أقدم من خلال برنامجي أدباءً وكتاباً بطريقة طريفة لجذب أكبر عدد ممكن من المشاهدين، وأتخذ من عبارة "القراءة لكل من هب ودب" شعاراً للبرنامج.
أشار الرياحي إلى مشكلة البرامج الثقافية في الوطن العربي، وقال إنها تحاول تجهيل القارئ وتنفيره من القراءة، كونها تقدم مواضيع صعبة وجدية خالية من المتعة والطرفة" .
ماذا عن توصيات الملتقى؟
خرج ملتقى الفجيرة الإعلامي بالعديد من التوصيات المهمة، منها التأكيد على أن التحريض والتحفيز على القراءة مهمة مجتمعية تبدأ بالأسرة والمدرسة والإعلام ومؤسسات المجتمع كافة، مشدداً على دور البرامج الثقافية في الإذاعة والتلفزيون في التحريض على المعرفة، داعياً إلى الارتقاء بالمراجعات النقدية وتفعيل المعارك الأدبية لإثراء الساحة المعرفية".
كما دعا الملتقى إلى التحفيز على القراءة وجعلها عادة يومية وتحفيزهم مادياً ومعنوياً وترسيخ أهميتها لدى النشء، معتبراً أن الفضاء الإلكتروني من أهم الوسائل التي تعمل على نشر الكتب والتحفيز على القراء، والتأكيد على الدور الكبير والمؤثر للقراءة في رفع مستوى الذائقة الأدبية، ومستوى المعرفة والاستفادة من الخبرات، وجذب قراء جدد بوسائل جديدة تناسب عصرنا والتطور الذي نشهده، والابتعاد عن الوسائل التقليدية.
وكانت الدورة السابعة من ملتقى الفجيرة الإعلامي في دولة الإمارات قد انطلقت في فندق كونكورد الفجيرة، ونظمته هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام برعاية الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الفجيرة، وحضور الشيخ سيف بن حمد بن سيف الشرقي، رئيس هيئة المنطقة الحرة بالفجيرة، ومحمد سعيد الضنحاني، نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام مدير الديوان الأميري عضو اللجنة العليا لعام القراءة، ومحمد سيف الأفخم، مدير عام هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وسالم الزحمي، مدير مكتب ولي عهد الفجيرة، وعدد من مديري الدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية ومديري وطلاب الجامعات والمعاهد وبمشاركة نخبة من الإعلاميين والباحثين والمفكرين من الدول العربية.