فوكوشيما.. أفضل بقعة لـ"الركمجة" في اليابان تعود للحياة
اليابان تستعد للاحتفال بذكرى مرور 8 أعوام على انهيار 3 وحدات بالمفاعل النووي دايتشي الذي يقع على بعد 15 كيلومترا من جنوب فوكوشيما.
منذ 8 أعوام شهدت مدينة فوكوشيما اليابانية كارثة ثلاثية جعلتها مرتبطة في أذهان الناس بكلمة إشعاع، لكن ربما لا يعلم كثيرون أنها لولا تلك الكارثة لأصبحت الوجهة لاستضافة دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية 2020.
تبدأ القصة مع راكب الأمواج شينجي موروهارا الذي اعتقد أنه لن يكون قادرًا أبدًا على العودة لممارسة رياضته المفضلة في المنطقة الساحلية التي نشأ فيها.
في 11 مارس/آذار عام 2011، كانت أمواج المحيط الهادئ التي جعلت موروهارا يحب البحر هي ما حولت مدينته فجأة إلى مجرد حطام، ففي ظهيرة هذا اليوم، تسبب زلزال مدمر في موجة تسونامي عاتية على طول الساحل الشمالي الشرقي لليابان، أسفرت عن مقتل نحو 19 ألفًا، من بينهم 600 من مدينته ميناميسوما إحدى مدن فوكوشيما.
بعد فترة ليست طويلة، تلقى موروهارا وسكان المنطقة الآخرون أوامر بمغادرة المدينة بسبب انهيار 3 وحدات بالمفاعل النووي دايتشي الذي يقع على بعد 15 كيلومترًا من جنوب المدينة، حيث كانت قد توقفت في أعقاب الزلزال الكبير.
لكن مع استعداد اليابان للاحتفال بذكرى مرور 8 أعوام على الكارثة الثلاثية، تعود فوكوشيما التي يعدها كثيرون أفضل بقعة للركمجة في اليابان إلى الحياة مجددا.
موروهارا افتتح مؤخرًا متجرًا في أوداكا لبيع ألواح ركوب الأمواج التي يصنعها في ورشة قريبة، وهو يعد المتجر الوحيد داخل المنطقة التي تبلغ مساحتها 20 كيلومترًا، وكان قد أعلن حظر دخولها في أعقاب الكارثة، بحسب صحيفة "جارديان" البريطانية.
قديمًا، اعتاد موروهارا ممارسة رياضة ركوب الأمواج في شاطئ كايتزومي، لكن هذه البقعة كان محظورا دخولها حتى إصدار أوامر بعكس ذلك في أوداكا منذ عامين، حتى إن المناطق القريبة منها التي أعلنت آمنة لعودة السكان إليها، كان راكبو الأمواج يمارسون فيها رياضتهم المفضلة وسط انتقادات بارتكابهم مخاطرة لا داعي لها.
"شعور رائع أن تكون قادرًا على العودة للركمجة ثانية"، هكذا وصف موروهارا شعوره للعودة بعد 5 أعوام إلى أوداكا لبدء مشروع ألواح التزلج.
وقال هيديكي أوكوموتو، أستاذ بجامعة فوكوشيما وأحد ممارسي رياضة الركمجة، إن البعض كان يريد العودة لركوب الأمواج بعد الكارثة مباشرة، "وقالوا إنهم سيتحملون المسؤولية الشخصية عن أي مخاطر صحية تتعلق بالإشعاع".
لكنهم واجهوا عقبة أخرى، فبين أمواج البحر المتراطمة كان هناك الحطام الذي نتج عن موجة التسونامي، فضلًا عن بقايا الضحايا الذين علقوا هناك، ورأى أوكوموتو أيضًا أنه "لم يكن لائقًا استخدام البحر لأغراض الترفيه بعد فترة قصيرة جدًا على وقوع الكارثة".
وقال أوكوموتو إن الحكومة في المدينة تجري اختبارات على الرمال والمياه شهريًا، وأنهم هم أنفسهم يجرون اختبارات دورية عليها، موضحًا أنه لولا حادث المفاعل النووي لتم اختيار فوكوشيما لاستضافة مسابقة ركوب الأمواج عند مشاركتها الأولمبية الأولى في دورة ألعاب طوكيو 2020، موضحًا أن الإشعاع عاد لمعدلاته الطبيعية قبل الكارثة.
واختتم حديثه، قائلًا "أتفهم لماذا يشعر الناس في الخارج بعدم راحة حيال ركوب الأمواج في فوكوشيما، لكننا نفضل تصديق الأدلة العلمية.. ماذا يمكننا أن نفعل غير ذلك؟".
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE5MiA= جزيرة ام اند امز