القصة الكاملة لمقبرة بني سويف المزيفة.. لصوص لكن مبدعون
أثارت مقبرة بني سويف المزيفة، التي تم العثور عليها في مصر، جدلا واسعا، بعدما أبدى كثيرون إعجابهم بمهارة اللصوص في خداع تجار الآثار.
وبدأت قصة مقبرة بني سويف المزيفة عندما تقدم أحد الأشخاص ببلاغ يؤكد فيه وجود حركة مريبة في إحدى المناطق الجبلية في مركز الفشن التابع لمحافظة بني سويف، حيث تبين لأجهزة الأمن وجود مقبرة فرعونية كاملة الأركان.
وأصدر المحامي العام قراراً بتشكيل لجنة فنية من خبراء الآثار لمعاينة المكان، فاكتشفوا حفرة داخل الجبل تبدو كما لو كانت مقبرة فرعونية، تحتوي على ممر يمتد لمسافة 10 أمتار أسفل الجبل ثم 3 غرف وتوابيت وتماثيل وجدران ملونة.
تفاصيل العثور على مقبرة بني سويف المزيفة
وكشفت لجنة الآثار التي تم تشكيلها من قبل النيابة العامة أنّ الآثار الموجودة مقلدة، وأن المقبرة مزيفة بالكامل وجميع التماثيل داخلها من الجبس، بهدف خداع تجار الآثار.
وأكدت اللجنة أنّ مقبرة بني سويف المزيفة مجهزة من أجل التصوير والنصب على المواطنين بحجة بيعها، إذ تحتوي جدرانها على رسومات ونقوش لا تمت للحضارة المصرية بأي صلة، والرسومات الموجودة بها منقولة من الكتب الفرعونية، كما عثر بداخلها على عدد من التماثيل المصنوعة يدويًا وتابوت من الجبس عليها نقوش وأشكال تشبه تماثيل الحضارة المصرية القديمة ولكنها مزيفة بالكامل.
وعقب ذلك، أمر المستشار مصطفى المتناوي، المحامي العام لنيابات بني سويف، بإعدام القطع الأثرية التي عثرت عليها أجهزة الأمن في مقبرة بني سويف المزيفة، داخل منطقة الحيبة بمركز الفشن، داخل 3 سراديب أرضية، فيما تمكن المتهمون من الهرب قبل القبض عليهم.
وتكثف أجهزة الأمن من جهود البحث عن الجناة المسؤولين عن تشييد مقبرة مصر الفرعونية المقلدة، واتخاذ كل الإجراءات القانونية ضدهم، بعد قيامهم بالحفر داخل المنطقة الأثرية، وتم توسيع نطاق التحقيقات وعمليات البحث والتحري من خلال البلاغات الواردة لمديرية الأمن، وكذلك استخدام التقنيات الحديثة للوصول إليهم.
من جانبه كشف الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري تفاصيل واقعة المقبرة الفرعونية المزيفة، عبر النصب وإيهام البعض باكتشاف مقبرة أثرية في محافظة بني سويف.
وقال إن المقبرة التي كشفت عنها مباحث شرطة الآثار في بني سويف مزيفة بالكامل ولا علاقة لها بالواقع الأثري على الإطلاق، فالآثار المضبوطة كلها تماثيل جبس أو مصنوعة من البلاستيك، كما أن التابوت الموجود مصنوع من الفايبر، وجدران المقبرة مصنوعة من خشب الأبلكاش.