المقبرة "المحرمة".. قصة عسكريين روس لقوا حتفهم بألاسكا
كعادتها تقلب الخلافات السياسية الموازين وتحول زيارة القبور إلى "أمر محرم"، وهو ما اتهمت به تقارير روسية المسؤولين الأمريكيين في ألاسكا.
وقبور الجنود هذه تعود إلى الاتحاد السوفياتي وتوجد في قاعدة عسكرية بولاية ألاسكا الأمريكية، لكن مسؤولين أمريكيين منعوا دبلوماسيين روسا من زيارتها، وفقا لوكالة تاس.
وتضم مقبرة فورت ريتشاردسون الوطنية، طيارين وبحارة سوفيات لقوا حتفهم في ألاسكا خلال الفترة ما بين عامي 1942 و1945 أي خلال الحرب العالمية الثانية.
ولكونها توجد في قاعدة عسكرية تابعة للجيش الأمريكي، فلا يمكن دخول المقبرة في منشأة فورت ريتشاردسون دون "إذن مسبق".
واعتاد دبلوماسيون روس، زيارة المقبرة السوفياتية، خلال السنوات الماضية، لكن يبدو أن العلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، منذ إطلاق الرئيس فلاديمير بوتين عملية عسكرية خاصة ضد أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي حالت دون إتمامها هذا العام.
وتحتضن المقبرة السوفيتية رفات 9 طيارين وجنديين دفنوا فيها بعد أن لقوا حتفهم في أثناء تحليقهم بطائرات من الولايات المتحدة إلى الاتحاد السوفيتي في إطار برنامج الإعارة والتأجير خلال الحرب العالمية الثانية.
والبرنامج كان جهدا بدأ قبل انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب لتزويد الحلفاء بالمواد التي تعتبر حيوية للدفاع عن الولايات المتحدة.
وبحسب الدبلوماسية الروسية ناديجدا شوموفا فإن السلطات الأمريكية منعت دبلوماسيي السفارة من زيارة المقبرة وتقديم التحية للطيارين والبحارة السوفييت.
وأكدت السفارة الروسية في واشنطن، عبر تطبيق تليغرام في ساعة متأخرة من مساء السبت، أن مجموعة من الدبلوماسيين الروس زاروا مدينة أنكوردج يومي الجمعة والسبت.
شوموفا قالت: "لسوء الحظ، لم تسمح السلطات الأمريكية المحلية، دون تفسير، لدبلوماسيي السفارة بزيارة مقبرة فورت ريتشاردسون الوطنية وتقديم التحية للطيارين والبحارة السوفييت الذين لقوا حتفهم في ألاسكا بين عامي 1942 و1945".
ووصفت الدبلوماسية الروسية كل محاولات الوصول إلى النصب التذكاري عبر وزارة الخارجية باءت بالفشل، لافتة إلى أنه تم تجاهل المذكرة الدبلوماسية للسفارة (الروسية) في هذا الصدد".