دشنت منظمة الصحة العالمية التابعة لهيئة الأمم المتحدة صندوقا جديدا بتمويل قيمته 75 مليون دولار لمكافحة تهريب التبغ، ومنع تسهيل حصول الناس على السجائر رخيصة الثمن.
وأعلنت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية عن التوصّل أمس الخميس في بنما، إلى اتفاق بشأن إنشاء صندوق عالمي لتمويل الحملة العالمية لمكافحة الاتجار غير القانوني بالتبغ.
وقالت أدريانا بلانكو، رئيسة أمانة الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية بشأن التبغ، إن هذا الصندوق الذي تبلغ قيمته 75 مليون دولار وتموّله دول مانحة من خلال قروض من دون فوائد، سيديره البنك الدولي.
وشددت خلال مؤتمر صحفي على أن "الصندوق يمثل أسلوباً مبتكراً لتوليد الموارد والمساعدة في تمويل الطرق الآيلة إلى تنفيذ الاتفاقيات الدولية لمكافحة التبغ".
8 ملايين وفاة
ويتسبب التبغ بوفاة أكثر من ثمانية ملايين شخص سنوياً في مختلف أنحاء العالم، 1,3 مليون شخص من بينهم يتعرضون للتدخين السلبي، وفق منظمة الصحة العالمية.
وقد صدر قرار إنشاء هذا الصندوق خلال مؤتمر المتابعة الثالث لبروتوكول القضاء على الاتجار غير القانوني بمنتجات التبغ(MOP3)، والذي اختُتم مع الالتزام بتعزيز إمكانية تتبّع منتجات هذه التجارة، بالاعتماد على التكنولوجيا والتعاون الدولي.
وعُقد المؤتمر في أعقاب الاجتماع العاشر لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والذي اختُتم السبت باتفاق بشأن حماية البيئة.
وقالت بلانكو "نسعى للوصول إلى رأسمال بقيمة 25 مليون دولار للبروتوكول وآخر قدره 50 مليون دولار للاتفاقية الإطارية، وسيتم إدارة المبلغين معاً".
ونحو 10% من سوق السجائر العالمية مرتبط بالاتجار غير القانوني، ولكن في بعض البلدان يتجاوز الرقم 50%، وفق تقديرات منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO).
وتعتقد بعض المنظمات غير الحكومية أن الشركات العاملة في قطاع التبغ تُضخّم الأرقام المرتبطة بتهريب السجائر من أجل الضغط على الحكومات لخفض الضرائب على التبغ.
لماذا تكافح المنظمة تهريب التبغ؟
تقول منظمة الصحة العالمية إن السجائر والشيشة والتبغ عديم الدخان تهرَّب عبر الحدود. وأن هذه المنتجات غير المشروعة لا تخضع للضرائب ولا للتنظيم، ولا تحمل تحذيرات صحية ولا تحقق شروط التغليف أو التوسيم، مما يجعلها أرخص ثمناً وأكثر توافراً وأسهل منالاً؛ لا سيَّما بالنسبة للشباب والفقراء.
وتوضح أن القدرة على تحمل التكاليف وسهولة المنال تؤديان إلى زيادة التعاطي، وهذه الدوامة من الفقر والمرض -بسبب الأموال التي تنفق على التبغ والأموال الإضافية التي تنفق على معالجة آثاره الصحية السيئة- لها عواقب صحية واقتصادية وخيمة.
ينتشر تعاطي التبغ في العديد من بلدان إقليم شرق المتوسط بكثرة، إذ إن ما يصل إلى 36% من المراهقين (13-15 سنة) و32% من البالغين (15 عاماً فما فوق) يتعاطون التبغ، فالاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ يزيد من تعاطي التبغ في أوساط الشباب والفئات العمرية الأخرى.
aXA6IDMuMTM1LjE5NC4xMzgg جزيرة ام اند امز