دول الخليج اليوم أصبحت محط أنظار العالم في كل المجالات وسيشهد العالم خلال العقود القادمة الكثير من الإنجازات التي ستقودها هذه الدول.
قمة العشرين كانت هي التجربة الأكثر دلالةً على قدرة السعوديين كعرب في تقديم نجاحات عالمية كما عكست ذلك قمة العشرين التي استضافتها المملكة العربية السعودية خلال عام 2020، هذا العام الذي كان وما زال مليئا بالتحديات الصحية والاقتصادية والسياسية، لقد كانت التجربة السعودية ناجحة بكل المقاييس وهي تخوض تحدي تنظيم مؤتمر عالمي بحجم مجموعة العشرين وتثبت للعالم أن دولة عربية خليجية مثل السعودية يمكنها أن تنجز الأعمال الدولية كقمة العشرين بكل اقتدار.
ليس هذا فحسب، بل سوف نكون أيضا في العام المقبل أمام إنجاز مماثل تقوده دولة عربية أخرى هي دولة الإمارات العربية المتحدة عندما يقام على أرضها معرض إكسبو 2021، ولن يتوقف الأمر عند ذلك، فدولنا العربية وعلى رأسها الدول الخليجية ذات الانطلاقة الأسرع في عالم التطور، دخلت القرن الحادي والعشرين وهي عازمة على أن تقدم للعالم نموذجها الخليجي بعيداً عن التقليدية التي لطالما وصمت بها دول العالم العربي، إن إنجازات المنطقة الخليجية سوف تبهر العالم سواء تلك الإنجازات السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية.
لقد شعر الخليج كله بالفخر وهو يرى الشباب السعودي على سبيل المثال يقدم إبداعاته في قمة العشرين مسطراً أروع النتائج، وكان العام منبهراً أمام تلك الشاشة التي ظهر عليها رؤساء دول مجموعة العشرين في مؤتمر افتراضي يقام للمرة الأولى عالميا بهذه الطريقة، ولم يكن التحدي فقط هو ظهور هؤلاء الرؤساء، ولكن كان التحدي أن تستطيع التقنية الإسهام في إنجاح هذا اللقاء وحمايتها تقنيا بجهود جبارة بذلتها هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي السعودية التي أعلنت أنها صدّت نحو 2.8 مليون هجمة إلكترونية على منصات مجموعة العشرين، وهذا مثال مبسط لتحديات كبرى استطاعت هذه القمة تجاوزها.
فيروس كورونا وبقدر تأثيره السلبي على اجتماعات هذه المجموعة إلا أنه قدم اختباراً حقيقيا لقدرة المملكة العربية السعودية وقيادتها وشبابها الطموح، فقد لفت الأنظار ومنذ البداية ذلك الشعار المميز لقمة العشرين والذي عكس البيئة والثقافة السعودية بكل تفاصيلها، لقد كان ذلك الشعار إنجازا سعوديا وعبر شاب سعودي، حيث استطاع ذلك الشعار أن يلفت نظر العالم إلى عمق الثقافة السعودية وأن يكون ذلك الشعار مفتاح الأسئلة الشاملة والمتعددة حول السعودية وثقافتها وقيمها وتقاليدها.
إن إنجازات هذه القمة تجاوزت قراراتها كونها أقيمت في دولة عربية خليجية، ولم يكن النجاح عادياً فقد كان مضاعفاً، فالسعودية ممثل العرب في هذه القمة استطاعت أن تثبت للعالم ما هو أبعد من الإنجاز، ومن المؤكد أن النجاحات المتوالية التي ننتظرها من دول أخرى من منطقتنا الخليجية سوف تغير من نظرة العالم إلى هذه المنطقة، فدول الخليج اليوم أصبحت محط أنظار العالم في كل المجالات وسوف يشهد العالم خلال العقود القادمة الكثير من الإنجازات التي سوف تقودها هذه الدول.. وسوف ترون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة