الغابون.. 5 أشياء يجب معرفتها عن "جمهورية النفط الأفريقية"
نقطة تحول تعيشها الغابون الدولة الغنية بالنفط، والواقعة في وسط أفريقيا، فإما أن تمدد وإما أن تقطع العقد مع عائلة "بونغو" التي حكمت البلاد لأكثر من خمسة عقود.
إذ لم يكن للبلاد التي يُطلق عليها "جمهورية النفط الأفريقية"، سوى ثلاثة رؤساء منذ استقلالها عن فرنسا في عام 1960؛ ليون مبا من عام 1960 إلى 1967، وعمر بونغو من 1967 إلى 2009، وأخيرا علي بونغو، الذي خلف والده منذ 2009.
خلال فترة رئاسة بونغو الأب، حافظت الغابون على علاقة وثيقة مع فرنسا في ظل نظام يعرف باسم "فرانس أفريك"، حيث تلقت الدعم السياسي والعسكري مقابل الخدمات التجارية. لكن العلاقات هدأت منذ فوز ابنه علي في انتخابات متنازع عليها عام 2009.
ولطالما كانت الغابون، بلدا مهما لفرنسا في القارة الأفريقية، حتى إن هناك مقولة رائجة في هذا البلد تقول إنه يستحيل أن تصير رئيسا بدون موافقة باريس.
فماذا نعرف عن الغابون؟
تقع جمهورية الغابون على الشواطئ الغربية لوسط أفريقيا. يحدها خليج غينيا من الغرب، والكونغو من الشرق والجنوب، والكاميرون من الشمال، وغينيا الاستوائية من الشمال الغربي.
عاصمتها ليبرفيل، ويسكنها نحو 700 ألف نسمة. أما عملتها فهي الفرنك الأفريقي، وهي العملة التي تستخدمها خمس دول أفريقية أخرى.
واللغة الرسمية للبلاد هي الفرنسية.
بلد غني بالنفط
تعد الغابون التي يبلغ عدد سكانها (2.3 مليون نسمة) من أغنى دول أفريقيا من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي (8820 دولارا في عام 2022)، وذلك بفضل نفطها وأخشابها والمنغنيز على وجه الخصوص.
وهي من أوائل منتجي الذهب الأسود في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث باتت ضمن أكبر 5 منتجين للنفط الخام في هذه المنطقة.
في عام 2020، مثّل هذا المورد 38.5% من الناتج المحلي الإجمالي و70.5% من صادراتها، وفقا للبنك الدولي. لكن الاقتصاد، الذي فشلت الحكومة في تنويعه بشكل كافٍ، لا يزال يعتمد بشكل كبير على الهيدروكربونات، ويعيش واحد من كل ثلاثة سكان تحت خط الفقر في نهاية عام 2022، بحسب البنك الدولي.
أصبحت الغابون عضوا كامل العضوية في أوبك عام 1975، لكنها أنهت عضويتها في 1995. وانضمت مرة أخرى إلى المنظمة في 1 يوليو/تموز 2016.
بدأت صناعة النفط في هذا البلد تحظى بالاهتمام، عام 1931 عندما تم اكتشاف العديد من رواسب النفط في المناطق المجاورة في ليبرفيل.
بالإضافة إلى صناعة النفط، أدى موقع الغابون المطل على خليج غينيا والمحيط الأطلسي إلى ظهور قطاع اقتصادي مهم آخر - صناعة صيد الأسماك.
لكن رغم كل هذه الموارد، لا يزال ثلث السكان يعيشون تحت خط الفقر، وفق البنك الدولي.
تشغله الغابات بنسبة 88%
يصف البنك الدولي الدولة التي تبلغ مساحتها 268 ألف كيلومتر مربع، و88% من أراضيها عبارة عن غابات، بأنها "بالوعة صافية للكربون ورائدة في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية"، وذلك بفضل الجهود المبذولة بشكل خاص للحد من الانبعاثات والحفاظ على غاباتها المطيرة الشاسعة.
تعد حدائقها الوطنية موطنا للأنواع المستوطنة والثدييات الرمزية مثل أفيال الغابات والغوريلا والشمبانزي والفهود والعديد من أنواع حيوان البنغولين.
تتمتع البلاد بواحد من أعلى معدلات التحضر في القارة، حيث يعيش أكثر من أربعة من كل خمسة مواطنين غابونيين في المدن. وتمثل ليبرفيل وبورت جنتيل، العاصمة الاقتصادية، لوحدهما ما يقرب من 60٪ من السكان.
بلد بيير إيميريك أوباميانغ
اللاعب الدولي البالغ من العمر 34 عامًا هو أشهر لاعب كرة قدم في الغابون. ووقع للتو مع أولمبيك مرسيليا بالدوري الفرنسي، لمدة ثلاث سنوات بعد مروره بليل وموناكو وسانت إتيان ونادي بوروسيا دورتموند الألماني وأرسنال الإنجليزي، بعد أن تدرب في ميلان.
انتخابات أغسطس
كان التحدي في الانتخابات التي جرت السبت الماضي، على ثلاثة مستويات (الرئاسي والتشريعي والمحلي) هو استمرار الحكم مع عائلة بونغو أو المغادرة مع فريق جديد على رأس الدولة.
وخاض 14 مرشحا السباق الرئاسي تقدمهم بونغو المنتمي لعائلة حكمت البلاد 55 عاما، في سباق سعى من خلاله لولاية ثالثة، ومنافسه الرئيسي ألبرت أوندو أوسا الذي توحدت خلفه أحزاب المعارضة.
اقترح علي بونغو برنامجا بعنوان "ميثاقي من أجل الغابون"، دعا من خلاله مواطنيه لمنحه ولاية جديدة من أجل بناء ميثاق اجتماعي جمهوري جديد.
في المقابل، قدم ألبرت أوندو أوسا، مشروعا انتخابيا يهدف لطي صفحة 55 عاما من نظام لا يزال يريد أن يمنح نفسه خمس سنوات أخرى.
الاستيلاء على السلطة
لم تكد تظهر نتائج الانتخابات التي أظهرت فوز بونغو بـ64٪، حتى شككت المعارضة في هذا الفوز، وطالبته بالإقرار بالهزيمة، قبل أن تعلن مجموعة من الضباط، إلغاء نتائج الانتخابات وحل كل مؤسسات الجمهورية.