تمويلات "القذافي".. ساركوزي يتوعد أصحاب "المؤامرة"
رجل الأعمال اللبناني زياد تقي الدين يصفه بـ"الكاذب"
ساركوزي يعتبر أن الاتهامات مؤامرة من أعدائه، متوعداً أصحاب تلك المكائد بكسرهم، في حين يتهمه رجل أعمال لبناني بـ"الكذب".
لاتزال لعنة قضية التمويل الليبي، تلاحق الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، حيث يتعلق الأمر بحملته الانتخابية، عام 2007، التي قادته إلى قصر الإليزيه.
واعتبر ساركوزي أن تلك الاتهامات، التي جاء فيها اسم الزعيم الليبي الراحل، معمر القذافي، "مؤامرة ومكائد من أعدائه"، متوعداً إياهم بكسرهم "مهما استغرق الوقت".
بينما في المقابل، يتهمه رجل الأعمال اللبناني، زياد تقي الدين بـ"الكذب".
وتحدث ساركوزي، في مقابلة مع صحيفة "لوجورنال دو ديمانش" الفرنسية، عن مساعديه وهما كلود جيان وبريس هورتيفيو، قائلاً إنه "ليس لديه ما يدعو للشك أنهم بالفعل لم يتلقوا تلك الأموال في الحملة الانتخابية عام 2007".
وأضاف أنه "لايعرف عدد المرات التي التقوا بها مع زياد تقي الدين، وأنصار القذافي".
- تفاصيل شهادته.. ساركوزي: حياتي تحولت لجحيم بسبب "ليبيا"
- ساركوزي وتمويل القذافي.. التفاصيل الكاملة للتحقيقات
ولفتت الصحيفة في مقدمة اللقاء مع ساركوزي إلى أنه كان يتحدث بصوت هادئ إلا أن حركة شفتيه بدت متوترة،
وقال ساركوزي أياً كان الوقت، سأكسر أصحاب تلك المؤامرات المخزية التي تطالني، مندداً بوجود "تلاعب غير مسبوق".
وأضاف ساركوزي، أن ذلك التلاعب من قبل 3 مجموعات مختلفة من الأشخاص، وهم أنصار القذافي، الذين وصفهم بـ"مجموعة من القتلة"، موضحاً أنهم ينتقمون لكونه دعم الشعب الليبي، عام 2011، لإسقاط زعيمهم.
وحول زياد تقي الدين، الذي جاء اسمه في قضية التمويلات، قال ساركوزي إن دوافع تقي الدين مالية، للحصول على المال، مضيفاً: "فهو أحد أولئك الذين نهبوا ليبيا"،.
وعما جاء في موقع "ميديا بارت" الفرنسي، المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، أوضح ساركوزي أن "هدف ذلك الموقع إخفاقي في الانتخابات التمهيدية والرئاسية لعام 2017، ونجحوا في ذلك بالفعل في إثارة تلك القضية قبل الانتخابات التمهيدية"، في معرض حديث عن تلك الفترة الماضية.
بدورها، أشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية، إلى أنه يبدو أن ساركوزي يحاول أخذ مسافة من هاتين الشخصيتين، ويتخلى عن حاشيته لإنقاذ نفسه.
وبشأن الأموال السائلة التي حصل عليها خلال حملته الانتخابية، قال ساركوزي إن "المحققين تحدثوا عن أموال تصل قيمتها لـ38 ألف يورو في حملة، التي قد تكلف 21 مليون يورو"، مشيراً إلى تضارب مقارنة بالمبلغ الذي أشار إليه الشهود الليبيين.
وغداة توجيه القضاء الفرنسي الاتهامات رسميا إلى ساركوزي، أكد خلال مقابلة مع محطة "تى إف 1" الفرنسية، أنه لم يلتقِ تقى الدين منذ عام 2004، ولم يحصل على أموال، مشككا في شهادته"، موجها هجمات إلى القضاء الفرنسي، واصفا أنصار القذافي بأنهم "عصابة من المجرمين"، على حد تعبيره.
في المقابل، رداً على تلك المزاعم، فند تقي الدين ادعاءات ساركوزي، بأنه لم يلتقه مطلقاً منذ عام 2004، قائلاً: "إنه كاذب".
واشار تقي الدين إلى أنه التقاه 4 مرات، وسلمه أموالاً في شقته بباريس حينما كان وزيرا للداخلية، وكان هناك شهود على تلك المقابلة، لافتاً إلى أنه بإمكانه وصف تلك الشقة بالتفصيل.
وقال تقى الدين في مقابلة مصورة مع إذاعة "فرانس إنفو" الفرنسية، من بيروت، إنه "التقى ساركوزي 4 مرات بعد عام 2004، مرتان منهما في ليبيا، ومرتان في شقة ساركوزي الشخصية في باريس، وسلمه 3 حقائب من الأموال النقدية بإجمالي 5 ملايين يورو، فيما أخذ الأخير الحقائب ووضعها جانبه، رافضا إحصاء الأموال.
وأشار إلى أن لقاءيه مع الرئيس الفرنسي الأسبق في ليبيا، أحدهما كان منفردا، والآخر جرى بحضور مدير حملة ساركوزي الانتخابية كلود جيان في ذلك الوقت، والذي أصبح فيما بعد مدير مكتبه.
وعلق تقى الدين ساخرا: "يبدو أن ذاكرة ساركوزي قصيرة المدى نوعا ما".
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد أشارت في وقت سابق، أنه وفقاً للتحقيقات فإن الوسيط في تلك المفاوضات كان تقي الدين، مضيفة أن "تلك المعلومات أكدها عبدالله السنوسي المدير السابق للمخابرات الليبية في عهد النظام الليبي السابق، خلال التحقيق معه أمام المدعي العام للمجلس الوطني الانتقالي الليبي عام 2012، في اتهامات "تقديم رشوة لموظف عام أجنبي"و"اختلاس الأموال العامة في ليبيا".
كما أشارت الصحيفة إلى "مذكرات وزير البترول الليبي الأسبق شكري غانم، الذي توفي عام 2012 في ظروف لا تزال غامضة، وحصلت العدالة الفرنسية على تلك المذكرات، التي أشار فيها إلى وجود أموال موجهة إلى نيكولا ساركوزي".
ولفتت الصحيفة إلى ما قاله بشير صالح، المقرب من القذافي ومهندس العلاقات الليبية الفرنسية، والذي أطلق عليه الرصاص مؤخرا في هجوم وقع في جوهانسبرج، في تصريحات لصحيفة"لوموند" قوله إن "القذافي أكد أنه مول ساركوزي"، فيما نفى الرئيس الفرنسي الأسبق أن القذافي موله و"لكنني أصدق القذافي عن ساركوزي"، حسب تعبيره، آنذاك.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقاً لمعلوماتها، فإن العديد من الشخصيات الليبية الشاهدة على تلك القضية سلمت أدلة جديدة تؤكد الاشتباه في تمويل غير مشروع لساركوزي.
من جهته، كشف موقع "ميديا بارت" المتخصص في التحقيقات الاستقصائية، عن نص أقوال ساركوزي أمام تحقيقات الشرطة، خلال فترة احتجازه يومي 20 و21 مارس/ آذار الماضي.
وأشار أن ساركوزي تخلى عن مساعديه كلود جيان، وبريس هورتيفيو، ونشر تصريحات قضاة التحقيق الثلاثة الذين قضوا بتوجيه الاتهام رسميا للرئيس الفرنسي الأسبق، في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة أن يوجه الاتهام رسمياً لرئيس الجمهورية في اتهامات" الفساد" و"التمويل غير المشروع" والتستر على عملية تهريب أموال ليبية" ووضعه قيد المراقبة القضائية.
وأوضح الموقع أن "النيابة المالية القضائية قضت بوضع ساركوزي قيد الملاحقة القضائية، وحظر اتصاله بالشهود وهم مدير مكتبه السابق كلود جيان، ورجل الأعمال اللبناني زياد تقي الدين، ومدير مكتب القذافي بشير صالح، وزير الخارجية الليبي الأسبق، موسى كوسا، وبريس هورتيفيو، أحد مساعدي ساركوزي، وبرنارد سكاراسيني الرئيس السابق لجهاز المخابرات الداخلية في فرنسا، وزوجة ساركوزي السابقة حتى عام 2007، سيسليا سيجارني أتياس"، كما حظر عليه السفر إلى عدة بلدان، منها قطر ومصر وليبيا وجنوب أفريقيا وتونس.