عنقود مجرات "بدائي" يبوح بالأسرار.. كتلته تفوق الشمس تريليون مرة
المجرات تحت المليمتر (SMGs) هي فئة من المجرات الأكثر سطوعا وبعدا وسرعة في تكوين النجوم، ويمكن أن تكون كتلتها أكبر من الشمس تريليون مرة.
ومن الصعب بشكل عام اكتشافها بشكل مرئي، لأن معظم ضوئها فوق البنفسجي والضوء البصري يمتص بواسطة الغبار الذي يتم تسخينه ويشع عند أطوال موجية دون المليمترات، وهذا هو السبب في تسميتها بالمجرات دون المليمترية.
ويُعتقد أن مصدر الطاقة لهذه المجرات هو معدلات تكوين النجوم العالية، والذي يصل إلى ألف نجم سنويا (في مجرة درب التبانة، المعدل أشبه بنجم واحد في السنة)، ويعود تاريخ هذه المجرات إلى بدايات الكون، وهي بعيدة جدًا لدرجة أن ضوءها يسافر لأكثر من عشرة مليارات سنة، أي أكثر من 70% من عمر الكون، من حقبة حوالي ثلاثة مليارات سنة بعد الانفجار العظيم.
ونظرًا لأن تطورها يستغرق وقتًا، يعتقد علماء الفلك أنه حتى قبل مليار سنة، ربما كانت تعمل بنشاط على صنع النجوم والتأثير على بيئاتها، ولكن لا يُعرف سوى القليل جدًا عن هذه المرحلة من تطورها.
وتم تحديد المجرات تحت المليمتر (SMGs) مؤخرًا في مجموعات المجرات الأولية، وهي مجموعات من عشرات المجرات في الكون عندما كان عمره أقل من بضعة مليارات من السنين.
وتوفر مراقبة هذه المجرات الضخمة تفاصيل مهمة لفهم كل من تطورها المبكر، وكان عالما الفلك من قسم علم الفلك بجامعة هارفارد، إميلي باس ومات أشبي، عضوين في فريق استخدم بيانات الأشعة تحت الحمراء والضوئية من مرصدي جيميني و سبيتزر، على التوالي، لدراسة عنقود أولي من المجرات تحت المليمتر (SMGs)، تم تحديده مسبقًا، ويسمى بـ( SPT2349-56 ) ويعود تاريخه إلى العصر بعد 1.4 مليار سنة فقط من الانفجار العظيم، وتم رصد الكتلة الأولية بواسطة الأطوال الموجية المليمترية لتلسكوب القطب الجنوبي، ثم تمت ملاحظتها بمزيد من التفاصيل باستخدام مراصد (ألما) و (سبيتزر) و (الجوزاء).
ويحتوي العنقود الأولي على تركيز رائع من 14 مجرة تحت المليمتر (SMGs)، وتم اكتشاف تسعة منها بواسطة هذه الملاحظات البصرية والأشعة تحت الحمراء، وخلال دراسة جديدة نشرت في دورية "الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية" تمكن علماء الفلك بعد ذلك من تقدير الكتل النجمية والأعمار ومحتوى الغاز في تلك المجرات، بالإضافة إلى تاريخ تكوين النجوم، وهو إنجاز ملحوظ لمثل هذه الأجسام البعيدة.
ومن بين الخصائص الأخرى للعنقود البدائي، استنتج العلماء أن كتلته الإجمالية تبلغ حوالي تريليون كتلة شمسية، وأن مجراته تصنع النجوم بطريقة مشابهة لعمليات تشكل النجوم في الكون الحالي. وخلصوا أيضًا إلى أن المجموعة بأكملها ربما تكون في خضم اندماج هائل.