حل لغز المجرة الغريبة "دراجون فلاي 44".. السر في المادة المظلمة
المجرة "دراجون فلاي 44" تم اكتشافها في مسح عميق لمجموعة كوما، وهو عنقود يضم عدة آلاف من المجرات.
يصعب في الوقت الحاضر فهم تكوين المجرات بدون وجود عنصر موجود في كل مكان، ولكنه غامض، يسمى "المادة المظلمة".
وقام علماء الفلك بقياس كمية المادة المظلمة الموجودة حول المجرات، ووجدوا أنها تتراوح بين 10 و300 ضعف كمية المادة المرئية، ومع ذلك، قبل بضع سنوات، أدى اكتشاف مجرة تدعى "دراجون فلاي 44" إلى تغيير هذا الرأي، حيث وجدوا أنها تحتوي على مادة مظلمة أكثر بـ10 آلاف مرة من النجوم.
وبالرجوع إلى هذا الاكتشاف، بذل علماء الفلك جهوداً لمعرفة ما إذا كان هذا الجسم شاذاً حقاً، أو ما إذا كان هناك خطأ ما في تحليل الملاحظات، والآن لدى فريق بحثي دولي الجواب.
ووجد الفريق البحثي الذي يقوده باحثون من جامعة جرونينجن بهولندا، ويشارك به باحثون أسبان من مرصد "تيد" بجزيرة تينيريفي، وجامعة (لاغونا)، أن العدد الإجمالي للعناقيد الكروية حول المجرة.
وبالتالي محتوى المادة المظلمة أقل بكثير مما اقترحته النتائج السابقة، مما يدل على أن هذه المجرة ليست فريدة ولا شاذة، وفقاً للنتيجة المنشورة مؤخراً في الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية "MNRAS".
وتم اكتشاف المجرة "دراجون فلاي 44" في مسح عميق لمجموعة كوما، وهو عنقود يضم عدة آلاف من المجرات، ومنذ البداية، اعتبر الباحثون المجرة رائعة لأن كمية المادة المظلمة التي استنتجوها كانت تقريباً مماثلة لتلك الموجودة في مجرة درب التبانة، أي ما يعادل مليار كتلة شمسية.
ومع ذلك، بدلاً من احتواء هذه المجرة على مائة ألف مليون نجم، كما هو الحال مع مجرة درب التبانة، كان الاعتقاد أنها تحتوي فقط على مائة مليون نجم، أي أقل بألف مرة، وهذا يعني أن كمية المادة المظلمة كانت أكبر بعشرة آلاف مرة من كمية نجومها، وإذا كان هذا صحيحاً، لكان شيئاً فريداً.
ومن خلال تحليل شامل لنظام الكتلة الكروية حول "دراجون فلاي 44" اكتشف الباحثون أن العدد الإجمالي للعناقيد الكروية هو 20 فقط، وأن الكمية الإجمالية للمادة المظلمة تبلغ حوالي 300 ضعف المادة المضيئة، والتي يعني أنه ليس بعيداً عن القيمة الطبيعية لهذا النوع من المجرات.
وقال إجناسيو تروجيلو، الباحث المشارك بالدراسة في تقريره نشره الموقع الإلكتروني لمرصد (تيد) بإسبانيا في 13 أكتوبر/تشرين الأول: "حقيقة أننا وجدنا في عملنا 20 مجموعة كروية فقط، مقارنة بـ80 مجموعة مزعومة سابقاً، فإن ذلك يقلل بشكل كبير من كمية المادة المظلمة التي يعتقد أن المجرة تحتوي عليها".
وأضاف: "علاوة على ذلك، مع عدد الحشود الكروية التي وجدناها، فإن كمية المادة المظلمة في المجرة تتفق مع ما هو متوقع لهذا النوع من المجرات".
وتابع تروجيلو: "لم تعد نسبة المادة المرئية إلى المادة المظلمة 1 إلى 10 آلاف، ولكنها 1 إلى 300".
وأشار تيمور سيف الله إلى أن "دراجون فلاي 44"، كانت حالة شاذة طوال هذه السنوات لا يمكن تفسيرها من خلال نماذج تشكيل المجرات الحالية، والآن نعلم أن النتائج السابقة كانت خاطئة وأن هذه المجرة ليست استثنائية.