منوعات
دحض «مؤامرة» المجرة بعد ربع قرن.. ماذا حدث بين المادة المظلمة والنجوم؟
أبطل فريق دولي من علماء الفلك نظرية عمرها 25 عاما تشير إلى أن النجوم والمادة المظلمة تتفاعلان بطرق غامضة.
وهذا الإنجاز، الذي نُشر في الإشعارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية، شارك فيه باحثون من أستراليا والمملكة المتحدة والنمسا وألمانيا، باستخدام التلسكوب الكبير في تشيلي.
ولعقود من الزمن، كان علماء الفلك في حيرة من أمرهم بسبب نمط غريب في المجرات، يشبه إلى حد كبير ملاحظة أن الأنواع المختلفة من الأشجار، بغض النظر عن حجمها أو نوعها، لها نفس نمط الفروع، بدا هذا مستحيلا لأن المجرات، مثل الأشجار، تأتي في جميع الأشكال والأحجام والأعمار.
اعتقد العلماء أن هناك مؤامرة مجرية عبارة عن شيء غير معروف أو غامض يتسبب في تفاعل المادة المظلمة والنجوم بطريقة غير مفهومة تخلق هذا التماثل، لكن لم يتمكن أحد من معرفة كيفية ذلك، فالأمر يبدو كما لو اعتقدنا أن جميع الأشجار تنمو بنفس النمط بسبب قوة خفية، لنكتشف لاحقًا أن الأدوات التي كنا نستخدمها لقياس الفروع كانت تعطينا نتائج مضللة.
وأظهر فريق دولي من علماء الفلك الآن أن أوجه التشابه في هياكل المجرات قد لا تكون بسبب تفاعلات غامضة ولكن بسبب الطريقة التي ننظر بها إليها.
وباستخدام أدوات أفضل وملاحظات أكثر تفصيلاً، اكتشفوا أن المجرات أكثر تنوعا بكثير مما كنا نعتقد، تماما كما هو الحال عندما نستخدم مسطرة أكثر دقة لقياس فروع الأشجار المختلفة.
وقدمت الدكتورة كارو ديركين، المؤلفة الرئيسية والباحثة في جامعة ماكواري أستراليا، وفريقها هذا التفسير البديل، بعد استخدام التلسكوب الكبير جدًا في تشلي، حيث قامت بدراسة 22 مجرة بالتفصيل، بالنظر إلى ما يزيد عن أربعة مليارات سنة، وقد سمح لهم ذلك بتطوير نماذج أكثر دقة، وكشف أن النماذج السابقة كانت مفرطة في التبسيط ومليئة بالافتراضات.
ويقول الدكتور ديركين: "المجرات معقدة، ونحن بحاجة إلى تصميم النماذج بمزيد من الحرية لتجنب التفسيرات الخاطئة، ونماذجنا الجديدة، التي تعمل على الكمبيوتر العملاق ( OzStar ) في جامعة سوينبورن، تقدم فهما أوضح للهياكل المجرية."
ولا يحل هذا البحث لغزا فلكيا طويل الأمد فحسب، بل يسلط الضوء أيضا على أهمية النمذجة الدقيقة في البحث العلمي.