باحثان يتحدثان لـ"العين الإخبارية" عن قيمة حل لغز "المجرة الشاذة"
كادت مجرة بعيدة خالية من المادة المظلمة أن تحطم نظرية العلماء حول تكوين المجرات، غير أن فريقا بحثيا دوليا استطاع تقديم أدلة جديدة حولها.
وتؤكد الأدلة أن هذه المجرة ليست حالة شاذة، ولكنها كانت ضحية للسرقة من مجرة أكبر مجاورة لها.
وفي تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، قال الدكتور إجناسيو تروجيلو، الباحث في "معهد الفضاء الفلكي" في جزر الكناري بإسبانيا، إن نجاحهم في حل لغز "المجرة الشاذة"، والمسماة"NGC1052-DF4" له انعكاس مباشر على الدراسات التي تتناول المجرات الفلكية مستقبلا.
وحيرت المجرة "NGC1052-DF4" العلماء لخلوها من المادة المظلمة، الأمر الذي دفعهم لوصفها بـ"الحالة الشاذة"، غير أن الفريق البحثي الدولي الذي يشارك فيه الدكتور تروجيلو، أثبت أن المجرة المذكورة ليست حالة شاذة، لكنها ضحية للسرقة من قبل المجرة الضخمة القريبة منها "NGC1035"، التي تسحب النجوم الصغيرة وكذلك مادتها المظلمة. وقام الفريق البحثي بنشر أدلة على اكتشافهم المهم في دراسة نشرت بالعدد الأخير من دورية "الفيزياء الفلكية" يوم 26 نوفمبر 2020.
والمادة المظلمة -مادة غير مرئية كما يوحي اسمها- وهي عنصر أساسي في مساعدة المجرات على التكوين والبقاء على قيد الحياة، لأنها تخلق الجاذبية القوية اللازمة للحفاظ على سلامة المجرات بنيوياً.
وأوضح الدكتور تروجيلو أن المجرة ضحية السرقة، كادت تكسر نظرية العلماء حول تكوين المجرات، ولكن ما توصلنا إليه يجعل أي باحث يهتم مستقبلا بالبحث عن التأثر بالجار القريب، في حال العثور على نماذج شبيهة لمجرات خالية من المادة المظلمة.
وحول أهمية ما توصلت إليه الدراسة في فهم المادة المظلمة ودورها في الكون، اعتبر الباحث في "معهد الفضاء الفلكي" أن "ملاحظاتنا تتوافق بشكل جيد مع النظريات التي تقول إن المادة المظلمة هي "الجوهر" وليست مجرد قوة إضافية".
وتتفق الدكتورة ميريا مونتيس، الباحثة في جامعة "نيو ساوث ويلز للعلوم" و"معهد علوم تلسكوب الفضاء" في حديثها الخاص مع "العين الإخبارية"، مع ما ذهب إليه الدكتور تروجيلو، وترى أن "نتائج الدراسة تؤكد ما فكرنا فيه حول كيفية تشكل المجرات وتطورها، وباتت لدينا بالفعل أسس قوية لفهم ماهية المادة المظلمة بشكل أعمق".