الفرق بين أنابيب الغاز في أمريكا وأوروبا.. شبكات "عنكبوتية" تحكم العالم
يظهر الاختلاف بين شبكات أنابيب الغاز بين أوروبا ومثيلتها في أمريكا، فالأولى ممتدة بدول عدة والثانية داخل نطاق دولة واحدة
في أوروبا وبينما شهدت مساحة لا تتجاوز الكيلو متر مربع من بحر البلطيق اضطرابا على شكل فقاعات، إلا أن تحت البحر يظهر تسرب الغاز.
الفقاعات الناشئة بسبب غاز الميثان، الذي يتسرب من خطوط الأنابيب تحت الماء بعد "عمل تخريبي"، تلقي الضوء على أزمة معقدة قد تعيشها أوروبا أكثر من مرة خلال الفترة المقبلة، تتمثل في شبكة معقدة من خطوط نقل الغاز.
أما في الولايات المتحدة، 90% من شبكة الأنابيب المعقدة هي داخل حدود دولة واحدة، وهي شبكات تمت من منابع الإنتاج وصولا إلى أصغر منزل في أكثر الولايات تهميشا.
بينما في أوروبا، فعلى مدار الثلاثين عاما الماضية، شهدت أوروبا الغربية، زيادة في استخدامها للغاز الطبيعي مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى.
ومع ذلك، في العديد من البلدان الأوروبية، يُحظر التكسير الهيدروليكي، مما يعني أن هناك حاجة لاستيراد الغاز الطبيعي لتلبية الطلب.
ولحسن الحظ بالنسبة لأوروبا الغربية، كانت هناك دولة قريبة لديها إمدادات غاز طبيعية وفيرة، لكن لسوء حظ أوروبا الغربية أن هذه الدولة هي روسيا، ثاني أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم.
شبكة الغاز في أوروبا
في أوروبا، تعبر شبكات أنابيب نقل الغاز من روسيا وصولا إلى أوروبا الغربية من خلال الدول؛ وهذا يعني أن خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز غربا من روسيا يجب أن تذهب غالبا من خلال بلدان متعددة، وإخضاعها في بعض الأحيان لضغوط جيوسياسية وقوانين مختلفة.
في عام 2011، تم إنشاء خط أنابيب نورد ستريم 1 من روسيا في الزاوية الشمالية الشرقية لبحر البلطيق وصولا إلى جنوب غرب ألمانيا، مما سمح باتصال مباشر بين هذين البلدين.
في وقت سابق من هذا العام، تم الانتهاء من نورد ستريم 2، إلى حد كبير بالتوازي مع النسخة الأولى منه، على الرغم من أنه نشأ من موقع مختلف؛ لكنه يضاعف كمية الغاز التي يمكن إيصالها لألمانيا.
بحسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، عارضت الولايات المتحدة خط الأنابيب الجديد لسببين رئيسيين على الأقل؛ الأول أنها عززت العلاقات الاقتصادية بين أوروبا وروسيا، وجعلت أوروبا تعتمد بشكل متزايد على روسيا في طاقتها.
والسبب الثاني اقتصادي، حيث إن الولايات المتحدة تعمل في مجال بيع الغاز أيضا، وكان هناك دافع لبناء محطات يمكن من خلالها شحن الغاز الطبيعي المسال (LNG).
لكن البنية التحتية لنقل الغاز عبر المحيط الأطلسي ما تزال قيد التطوير إلى حد كبير؛ فيما خطوط الأنابيب من روسيا إلى أوروبا موجودة بالفعل.
مع وقوع الحرب الروسية الأوكرانية، فجأة أصبح اعتماد أوروبا على الغاز الروسي مشكلة خطيرة؛ فرض المجتمع الدولي عقوبات شديدة على موسكو، لكن المعركة على استيراد النفط والغاز الروسي كانت أكثر صعوبة.
مشروع نورد ستريم 2
جمدت ألمانيا مشروع نورد ستريم 2، لكن نورد ستريم 1 كان ما يزال يتدفق؛ عززت روسيا سيطرتها على خط الأنابيب هذا للضغط على أوروبا الغربية منذ ذلك الحين.
وعدة مرات، قالت روسيا إنها اضطرت إلى تقييد أو إيقاف نقل الغاز عبر خط الأنابيب، ولا سيما إلقاء اللوم على العقوبات لعدم توفر قطع الغيار؛ ونهاية أغسطس/آب الماضي، أغلقت روسيا نورد ستريم 1 بالكامل.
وهذا ما يقود إلى الأيام القليلة الماضية؛ وفق صحيفة واشنطن بوست، حين رصدت السويد انفجارين تحت الماء في المنطقة التي بدأت فيها التسربات في خطوط أنابيب نورد ستريم.
المعنى هو أن الخطوط تعرضت للتخريب؛ ليسارع مسؤولون أوروبيون وأمريكيون للإعراب عن قلقهم من أن الخطوط لا يمكن إصلاحها، مما يجعلها غير صالحة للعمل بشكل دائم.
لكن شركة غاز بروم أكدت خلال وقت سابق من يوم أمس الإثنين، أنه تم إصلاح ثلاثة تسربات من أصل 4؛ لكن هذا التسرب أدى لظهور عدة مسائل.
أولاً: بالطبع، هناك مسألة المناخ.. إذ تم إطلاق كمية هائلة من الميثان عندما تمزقت خطوط الأنابيب، ربما 500 طن متري في الساعة؛ والمزيد من إطلاق الميثان يعني المزيد من الاحترار، ولكن بشكل تدريجي.
لكن هناك أيضا أسئلة جيوسياسية ملحة للإجابة عنها؛ من الذي دمر خطوط الأنابيب؟ ولماذا؟ وكيف يؤثر ذلك على إمدادات الغاز الطبيعي في أوروبا مع اقتراب فصل الشتاء؟
aXA6IDMuMTQ5LjIzLjEyNCA= جزيرة ام اند امز