شتاء آمن على أبواب أوروبا.. والسر في أسعار الغاز والمخزونات
يبدو أن فزاعة "الشتاء الأسوأ والأكثر قسوة" على أوروبا قد هدأت، مع تراجع أسعار الغاز.. فهل أصبحت المخزونات والتدفقات كفيلة لضمان ذلك؟
انخفاض 7% مع هدوء الطلب الأوروبي
مع تسارع إجراءات وخطط الحكومات الأوروبية لتخفيف أزمة أسعار الطاقة، وضمان شتاءً آمنًا عبر بلوغ مستهداف ملء مستودعات الغاز، انخفضت العقود الآجلة للغاز بنسبة 7%، في ظل توقعات ترجح تراجع الطلب الأوروبي بنسبة قياسية تبلغ 10% خلال العام الحالي، و 4% أخرى العام المقبل بسبب ارتفاع الأسعار، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية.
الإجراءات التي تقوم بها الدول لتوفير الغاز ستكون حاسمة للمساعدة في زيادة المخزونات لنهاية الشتاء المقبل حتى مع تراجع الإمدادات الروسية، كما تتوقع وكالة الطاقة.
وقد هبط الغاز الهولندي تسليم شهر نوفمبر، بنسبة 5.2% إلى 179 يورو للميجاواط/ساعة.
فرصة لالتقاط الأنفاس
إن انخفاض استهلاك الغاز من شأنه أن يمنح الاتحاد الأوروبي فرصة لالتقاط الأنفاس في الوقت الذي يحاول فيه معالجة الأزمة؛ حيث اتفق وزراء الطاقة في الاتحاد على حزمة أولية من الإجراءات لتهدئة أزمة الغاز، وتعهد التكتل بتقديم المزيد الأسبوع المقبل حال تفاقم الوضع.
وقد وقّع الوزراء على اتفاق للحد من الطلب على الكهرباء وجلب أرباح من شركات الطاقة لإعادة توزيعها على المستهلكين الذين يعانون. لكن وسط المطالبة بمزيد من الإجراءات والانتقادات بأن اللجنة كانت بطيئة للغاية في التحرك، وعدت المفوضة الأوروبية للطاقة كادري سيمسون بتقديم المزيد.
تحقق أهداف ملء المخزونات.. لكن ماذا بعد الشتاء؟
يبقى سؤال كبير حول قدرة أوروبا على تجديد مخزوناتها العام المقبل، في ظل غياب الكميات المعتادة من الغاز الروسي. والاحتياطيات حالياً ممتلئة بحوالي 88%، بدعم من ارتفاع واردات الغاز الطبيعي المسال، لكنها ستتآكل خلال الأشهر الباردة القادمة.
وكالة الطاقة الدولية تعتقد إن تدابير توفير الغاز ستكون حاسمة لتقليل عمليات سحب المخزونات وتوسيعها حتى نهاية موسم التدفئة.
وعلى أرض الواقع، تسير دول الاتحاد الأوروبي على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف ملء مخزونات الغاز الطبيعي، لكن الخبراء والمحللين يرون أن هذه المخزونات لن تكون كافية لحل أزمة الطاقة هذا الشتاء، إذا استمرت الإمدادات الروسية عند مستوياتها المتدنية، أو قطعها بالكامل.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، قد أعلنت في 31 أغسطس/آب الماض، أن احتياطيات الغاز في الاتحاد الأوروبي، وصلت في المتوسط إلى نحو 80%، وهو المستهدف الذي كان من المخطط الوصول له في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
وجاء تحقيق هدف تخزين الغاز، قبل شهرين من الموعد المستهدف في ظل الاستعداد لشتاء صعب، على الرغم من انخفاض الإمدادات الروسية عبر خط غاز "نورد ستريم 1" الرئيسي خلال الفترة الأخيرة إلى 20% فقط من سعته.
نسبة احتياطيات الغاز الحالية تشير إلى أنه قد تم تخزين حوالي 888 تيراواط ساعة من الغاز حتى الآن، وهو ما يعني أنها تجاوزت مستوى الذروة في مخزوناتها قبل الشتاء الماضي التي بلغت 858 تيرواط ساعة، بحسب وكالة رويترز.
وحتى إذا وصلت الدول الأوروبية إلى تعبئة مخازن الغاز بالكامل، فإن هذه المخزونات، في أحسن الأحوال، لا تكفي لأكثر من 3 أشهر، بحسب "أورورا إنرجي ريسيرش".
وفي ألمانيا، التي لديها نحو ربع مخزون الاتحاد الأوروبي من الغاز، فإن مخزوناتها يمكن أن تلبي ما بين 80 و90 يوما فقط من متوسط الطلب.
ومن جانبه، قال كلاوس مولر، رئيس الوكالة المسؤولة عن تنظيم الطاقة في ألمانيا، في تصريحات لصحيفة "مونشنر ميركور" الأسبوع الماضي، إن احتياطيات الغاز الألمانية ممتلئة حاليا بنحو 83%، لكنه قال إنه حتى لو وصلت هذه النسبة إلى 95%، فإن المخزونات ستغطي أقل من 3 أشهر من التدفئة والطلب الصناعي والطاقة، إذا قطعت روسيا الإمدادات بالكامل.
aXA6IDE4LjE5MS44MS40NiA= جزيرة ام اند امز