مهمة عبور أزمة الطاقة.. هل خلاص ألمانيا في تأميم الغاز؟
بمساع إنقاذ ما يمكن إنقاذه في خضم أزمة الطاقة المتفاقمة، وتجنب شتاء هو الأسوأ منذ عقود، تستعد ألمانيا لتأميم شركة الغاز "يونيبر".
حزمة جديدة من أجل البقاء
وتعتزم الحكومة الألمانية ضخ حوالي 8 مليارات يورو (8 مليارات دولار) في شركة الغاز المتعثرة ماليًا يونيبر كجزء من خطة تاريخية لتأميم الشركة التي تهدد بانهيار قطاع الطاقة في ألمانيا.
وأكدت يونيبر اليوم الثلاثاء أنها تجري المناقشات النهائية مع الحكومة بشأن حزمة المساعدات التي تتضمن زيادة رأسمالها بحوالي 8 مليارات يورو تدفعها الحكومة بالكامل، لتصبح الحكومة أكبر مساهم في الشركة بعد شراء أسهم المساهم الرئيسي وهو شركة فورتام أويي الفنلندية.
وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن يونيبر وهي أكبر مشتر للغاز الطبيعي الروسي في ألمانيا تقع في قلب الأزمة التي سببتها الأزمة الروسية الأوكرانية في قطاع الطاقة بألمانيا وأوروبا بشكل عام، بعد قرار موسكو خفض إمدادات الغاز إلى أوروبا ردا على العقوبات الأوروبية عليها.
وقالت شركة يونيبر الألمانية يوم الأربعاء الماضي إن الأطراف المعنية تدرس في ظل تنامي حالات عدم اليقين "زيادة مباشرة في رأس المال والتي يمكن أن تؤدي إلى حصة أغلبية كبيرة للحكومة الألمانية في يونيبر".
في الوقت نفسه، قالت الشركة إنه لم يتم بعد اتخاذ قرارات بخلاف القرار الخاص بحزمة الاستقرار الصادر في تموز/يوليو الماضي.
كانت الحكومة الاتحادية والشركة المتعثرة يونيبر ومالكتها شركة فورتوم الفنلندية اتفقت في تموز/يوليو الماضي على حزمة استقرار بمليارات اليورو والتي نصت أيضا على مساهمة الحكومة في يونيبر التي لا تزال فورتوم تمتلك أكثر من 75% من أسهمها.
وأضافت يونيبر أن " أزمة الطاقة الأوروبية تفاقمت منذ توقيع اتفاق الاستقرار وذلك نظرا لعدم توريد كميات غاز روسي عبر خط نورد ستريم1 ونظرا لأن أسعار الغاز والكهرباء أصبحت مرتفعة للغاية ومتقلبة، ونتيجة لذلك ارتفعت الخسائر المالية ليونيبر منذ تموز/يوليو بشكل ملحوظ بسبب ارتفاع تكاليف شراء الغاز".
توفير الغاز.. أولوية ألمانيا القصوى
اليوم لا أولوية قصوى في ألمانيا اليوم سوى توفير إمدادات الغاز والوصول بمستوى ملء مستودعات التخزين إلى 85% قبل أكتوبر، لضمان شتاء آمن.
وتخشى ألمانيا الدخول في موسم شتاء هو الأصعب عليها وسط أزمة الطاقة المتصاعدة.
من جانبه، قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أن بلاده لديها فرصة لتجاوز أزمة الطاقة في الشتاء على نحو جيد على الرغم من توقف واردات الغاز الروسي، لكن يجب توفير شروط معينة لتحقيق هذا الهدف، موضحًا أنه يجب خفض استهلاك الطاقة على نحو كبير، وأن يحالف البلاد الحظ في الطقس هذا الشتاء.
وذكر هابيك أن مستوى ملء خزانات الغاز يقترب من 90%، مضيفًا أن سعر الغاز انخفض في الأسابيع الأخيرة على الرغم من وقف الواردات الروسية، مشيرًا إلى أنه سيُجرى خلال فصل الشتاء إتاحة الغاز من مرافق التخزين، وقال: "لكن هذا يعني أيضًا أن صهاريج التخزين ستكون فارغة مرة أخرى بنهاية فصل الشتاء، لأننا سنكون استهلكنا الغاز"، موضحا أنه سيتعين ملء الخزانات مجددا بسرعة، موضحا أن هذا هو السبب في أهمية خطة استقبال واردات الغاز الطبيعي المسال في لوبمين.
ولوبمين واحدة من عدة مواقع ساحلية تقرر توريد الغاز المسال إليها عبر السفن لنقلها بعد ذلك عبر الطرق البرية إلى أنحاء ألمانيا لتحل محل إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، والتي توقفت تماما بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.
فيما تستعد شركة "دويتشه ريجاس" الألمانية لبدء العمل في بناء محطة للغاز المسال في المدينة الواقعة شمال شرق ألمانيا.
وقالت الشركة إن البناء يهدف إلى تحديث الميناء الصناعي، الذي لم تستخدمه حتى الآن سوى السفن الصغيرة، إلى جانب إنشاء رصيف آمن، مضيفة أنه سيُجرى استلام أول شحنة من الغاز المسال عبر المرفأ الممول من القطاع الخاص بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وأدى خفض شحنات الغاز الروسي الأرخص ثمنا إلى ارتفاع أسعار الطاقة في ألمانيا وتسبب في ارتفاع معدل التضخم.
وتنوي ألمانيا التي تخشى نقصا في إمدادات الغاز خفض التدفئة في المباني العامة كلّها هذا الشتاء، على ألا تتخطّى الحرارة 19 درجة مئوية.
وأطلقت الحكومة حملة تستهدف الشركات والأفراد على حدّ سواء للترويج لبعض الممارسات، مثل الحدّ من استخدام مكيّفات الهواء وتفضيل المواصلات العامة.
aXA6IDMuMTQ1LjYxLjE5OSA=
جزيرة ام اند امز