تداعيات أزمة الطاقة "العاصفة".. ركود شتوي في ألمانيا
وسط أزمة طاقة عاصفة وخطط تقشف وترشيد واسعة النطاق وموسم شتاء ربما يكون الأكثر قسوة في ألمانيا، تتصاعد احتمالات الدخول بركود شتوي.
اليوم، ووفقًا لتوقعات معهد IFO والبنك المركزي الألماني؛ تستعد ألمانيا لدخول حالة ركود هذا الشتاء، بسبب تأثير أزمة الطاقة الحالية الكبير على الأسر والشركات.
وقال معهد الأبحاث في بيان الإثنين 12 سبتمبر/أيلول 2022 "خفض إمدادات الغاز من روسيا خلال الصيف والزيادات الكبيرة في الأسعار الناجمة عن ذلك الحقت اضرارا بالاقتصاد".
وقام المعهد وهو من الأكثر نفوذًا لأكبر اقتصاد أوروبي، بخفض توقعاته للنمو 4 نقاط التي تعود إلى يونيو/يونيو، ويترقب انخفاضًا بنسبة 0.3% من إجمالي الناتج الداخلي في عام 2023.
وهو أول معهد ألماني يتوقع تراجعًا لإجمالي الناتج الداخلي العام المقبل لأول اقتصاد في منطقة اليورو. يتوقع المعهد ركودًا تقنيا في الربع الأول من عام 2023 مع انخفاض بنسبة 0.4% لإجمالي الناتج الداخلي، بعد تراجع بـ0.2% في الربع الرابع من عام 2022.
وقدم رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل الأحد توقعات مماثلة مرتقبا "احتمال" الدخول في حالة ركود نهاية هذا العام وبداية 2023. وقال للاذاعة العامة "هناك عدد من العناصر" التي تميل الى هذا السيناريو.
وفقًا للمعهد، لن تعود الأوضاع إلى "طبيعتها" قبل عام 2024 مع "نمو بنسبة 1.8%".
أما معدل التضخم فيتوقع أن يصل إلى 9.3% العام المقبل بعد تسجيل نسبة 8.1% في عام 2022 وفقًا للمعهد. ويتوقع البنك المركزي الألماني زيادة التضخم إلى "أكثر من 10%" خلال عام واحد في ديسمبر/كانون الأول وإلى "أكثر من 6%" في عام 2023.
فيما تواصل ألمانيا جهودها لتخفيف الضغوط التضخمية الناتجة عن أزمة الطاقة على الأسر والمصنعين عبر إطلاق حزمة مساعدات جديدة.
ففي الأسبوع الأول من سبتمبر الجاري أعلنت الحكومة الألمانية موافقتها على خطة بقيمة 65 مليار يورو لتخفيف الضغط على الأُسر وسط تراجع إمدادات الغاز الروسي وارتفاع فواتير الطاقة.
وتشمل الإجراءات دفع 300 يورو لمرة واحدة في الأول من ديسمبر كانون أول القادم، لملايين المتقاعدين من أجل مساعدتهم على تسديد فواتير الطاقة المرتفعة.
وستشمل الحكومة أيضا الطلاب بدفعات قدرها 200 يورو لمرة واحدة، كما ستغطي تكلفة التدفئة للأشخاص الذين يتلقون مساعدات إسكان.
يأتي هذا الإعلان في أعقاب حزمتين سابقتين من المساعدات يبلغ مجموعهما 30 مليار يورو، تضمنتا خفض الضريبة على البنزين ودعما كبيرا لتذاكر النقل.
وتخصص الحكومة 1,5 مليار يورو لدراسة بديل للتذكرة الشهرية البالغة 9 يورو على شبكات النقل المحلية وبين المناطق، علما بأن السعر سيكون أعلى على الأرجح.
وتتأهب ألمانيا لشتاء صعب في ظل نقص إمدادات الغازات بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وبدأت برلين في التحرك سريعا، واتخاذ خطوات من شأنها ترشيد الاستهلاك.
وتنوي ألمانيا التي تخشى نقصا في إمدادات الغاز خفض التدفئة في المباني العامة كلّها هذا الشتاء، على ألا تتخطّى الحرارة 19 درجة مئوية، وفق ما أعلنت وزارة الاقتصاد.
وأطلقت الحكومة حملة تستهدف الشركات والأفراد على حدّ سواء للترويج لبعض الممارسات، مثل الحدّ من استخدام مكيّفات الهواء وتفضيل المواصلات العامة.
وبادرت عدّة مدن إلى خفض حرارة المياه في أحواض السباحة أو الإنارة في المدن. وتعتزم بلدية آوغسبورغ في بافاريا إطفاء حتّى بعض إشارات المرور.
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg جزيرة ام اند امز