6 سيناريوهات.. «العين الإخبارية» تستشرف مستقبل غزة بعد الحرب
إنهاء سيطرة "حماس" على قطاع غزة.. شعار ترفعه إسرائيل تؤكد به أنه هدف الحرب الحالية، لكن يبدو أنها لا تملك إجابة محددة على من سيدير القطاع بعد الحرب.
خبراء ومسؤولون أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن الخيارات تنحصر بين 6 سيناريوهات، لكنهم اعتبروا أن أيا منها قد لا تكون الإجابة النهائية للتساؤل.
- بايدن وبوصلة حرب غزة.. سياسيون أمريكيون يكشفون معضلة الهدنة والانتخابات
- رهان الوقت في غزة.. من يرفع راية النصر على ركام المدينة؟
وفي حين تقول الولايات المتحدة الأمريكية إن إسرائيل أبلغتها بأن لا نية لديها لإعادة احتلال القطاع، فإن إسرائيل تقول أيضا إنها لا تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
ويكاد يكون سؤال «من سيدير القطاع ما بعد الحرب؟»، التي لا تفصح إسرائيل متى ستنتهي أصلا، هو السؤال الأصعب منذ بدء الحرب قبل 42 يوما.
فحماس تدير قطاع غزة منذ السيطرة عليه في عام 2007، ومنذ ذلك الحين اختفى الوجود الأمني للسلطة الفلسطينية في القطاع الذي سيطرت عليه منذ إنشاء السلطة عام 1994.
ويشغل سؤال اليوم الذي يلي الحرب في قطاع غزة الجزء الأكبر من الاجتماعات السياسية التي يعقدها مسؤولون غربيون مع مسؤولين من السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية.
وتنظر إسرائيل إلى الأمر باعتبارها الطرف الذي يقرر بادعاء منع تكرار الهجوم الذي نفذته "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبانتظار تحديد الجهة التي ستسيطر على قطاع غزة، فقد حسمت إسرائيل قرارها بالإبقاء على المسؤولية الأمنية العليا على قطاع غزة لفترة طويلة قادمة، وفق ما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.. فما هي سيناريوهات غزة ما بعد الحرب؟
عودة السلطة الفلسطينية
السيناريو الأول عودة السلطة الفلسطينية، وهو سيناريو ترفضه إسرائيل وتبدو الولايات المتحدة الأمريكية غير متشجعة له.
بموجب هذا السيناريو تعود السلطة الفلسطينية لتولي المسؤولية على القطاع كما فعلت حتى سيطرت "حماس" عليه في عام 2007.
وقال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية لـ"العين الإخبارية" إن أي عودة يجب أن تكون في إطار مشروع سياسي يقوم على أساس الوحدة السياسية ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وكأساس لحل يقوم على أساس قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن رفضه عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد أن قال إنها تحرض على إسرائيل وإن رئيسها محمود عباس لم يدن هجوم 7 أكتوبر.
غير أن مصادر إسرائيلية تقول إن السبب الرئيسي لرفض عودة السلطة هو أن الدوائر الحاكمة في إسرائيل تعتقد أن عودتها تنزع من الحكومة الإسرائيلية مبرر رفض قيام دولة فلسطينية بداعي الانقسام ما بين غزة والضفة الغربية.
وبالمقابل فإن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن السلطة الفلسطينية ضعيفة، وبحسب كلمات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن فإنه "يجب أن يكون للسلطة الفلسطينية دور محوري" في ترتيبات غزة ما بعد الحرب، داعيا إلى "سلطة فلسطينية محسنة".
ولم يحسم الاتحاد الأوروبي موقفه من هذه القضية.
عودة «سيطرة» إسرائيل
تعارض الولايات المتحدة الأمريكية عودة الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، ولكن إسرائيل تتصرف على هذا النحو.
فإضافة إلى إعلان نتنياهو قرار الإبقاء على السيطرة الأمنية العليا على القطاع، وتلميحه لمعاملة قطاع غزة معاملة الجيش الإسرائيلي للضفة الغربية، حيث يقتحم ويعتقل ويهدم، فالأعلام الإسرائيلية ترفع في القطاع من قبل الجنود الإسرائيليين ومنتشرة بشكل واسع.
ولكن إسرائيل تقول إنه في حين لا تريد أن تكون مسؤولة عن الشؤون المدنية في القطاع، وإنها لا تريد الاستيطان فيه فإن المسؤولية عن الأمن في القطاع يعني عمليا إعادة الاحتلال.
غير أن مصادر إسرائيلية تقول إن المسؤولية الأمنية ستترافق مع إقامة منطقة أمنية عازلة على طول حدود غزة، خاصة المنطقة الشمالية التي ستكون دائما أمام المسؤولية الأمنية ولفترة طويلة.
حكم عسكري إسرائيلي انتقالي
لا يخفي مسؤولون في الجيش الإسرائيلي الرغبة في إقامة حكم عسكري في غزة، على أن يكون انتقاليا ولفترة زمنية محدودة ما بين انتهاء الحرب وبروز قيادة فلسطينية قادرة على تحمل المسؤولية عن القطاع.
وبموجب هذا السيناريو فإنه سيكون محدود المهام ولفترة زمنية محددة، وهو ما يعني أقل من الاحتلال الكامل.
قوات دولية
قالت مصادر دبلوماسية غربية لـ"العين الإخبارية" إن "الولايات المتحدة الأمريكية طرحت قبل أسابيع على مصر أن تقود قوة عربية ودولية في قطاع غزة ما بعد انتهاء الحرب، ولكن مصر رفضت".
ومع ذلك فقد أشارت المصادر إلى أن "الأمر مطروح الآن بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على أساس نشر قوات دولية في قطاع غزة لفترة انتقالية محدودة لحين ظهور قيادة فلسطينية قادرة على تولي المسؤولية على القطاع، وأن إسرائيل لم تعارض الفكرة".
وبموجبها فإن "الجيش الإسرائيلي سيسلم مسؤولية قطاع غزة إلى قوات دولية تعمل على ضمان الأمن في القطاع لحين ظهور قيادة فلسطينية قادرة على تحمل المسؤولية.
كما أن الاقتراح يقضي بإيجاد قيادة فلسطينية محلية في قطاع غزة تتعاون مع القوات الدولية، وتكون مهمتها إعادة إعمار وتأهيل قطاع غزة.
وتعتقد العديد من الأوساط الغربية أن هذا هو الحل الأنسب.
قيادة أممية
وبما أن الغالبية من سكان قطاع غزة هم من اللاجئين الفلسطينيين فقد برزت فكرة أن تتولى الأمم المتحدة المسؤولية عن قطاع غزة.
ولكن الأمم المتحدة رفضت الفكرة، وأبلغت بأنها ستبقى فقط مسؤولة عن المخيمات الفلسطينية في غزة، وأنها لن تتولى أي مسؤولية أمنية.
قيادة فلسطينية محلية
إحدى الأفكار المطروحة هي إيجاد قيادة فلسطينية مدعومة من سكان غزة وإقليميا تقود عمليات إعادة الإعمار وازدهار غزة اقتصاديا ما بعد الحرب.
وتعمل هذه القيادة بدعم من المجتمع الدولي كخطوة تهدف إلى إصلاح شامل للسلطة الفلسطينية.
ويتم الاتفاق على عقد انتخابات عامة فلسطينية ما بعد فترة زمنية محددة تؤدي إلى انتخاب قيادة فلسطينية تمثل الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
aXA6IDMuMTQ1LjE2MS4xOTQg جزيرة ام اند امز