مطار غزة.. كيف ظهر وأين اختفى؟
ذكرى سنوية تحل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، تطارد الفلسطينيين الذين عايشوا بدايات حلم مطار غزة، ومسار الأمل المحمل بالأشواك طوال عقود.
بدأت فكرة إنشاء مطار دولي لأول مرة في اتفاقية القاهرة في مايو/أيار عام 1994 (أوسلو 2)، قبل أن يصدر الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مرسوماً رئاسياً يقضي بتأسيس سلطة الطيران المدني الفلسطيني كهيئة مستقلة في سبتمبر/أيلول 1994.
ونص مشروع القرار على بناء مطارات وتأسيس وتشغيل الخطوط الجوية الفلسطينية، وقد بدأ العمل في البنية التحتية للمطار في يناير/كانون الثاني 1996.
موقع المطار
على هضبة في منطقة رفح، بعيدة 12 كيلومترا عن البحر، ونحو 35 كيلومترا إلى أقصى جنوب المدينة التي يعيش فيها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، أو ما يعرف بغزة الصغيرة، بنى الفلسطينيون مطاراً دولياً متواضعاً على مساحة مليونين و350 ألف متر مربع، عند النقطة العاشرة من الحدود المصرية-الفلسطينية.
ويقع المطار على ارتفاع 320 قدما (98 مترا) عن سطح البحر، ويبلغ طول مدرجه 3.076 متر.
وكانت تعود ملكية وإدارة المطار إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، وتدير المطار سلطة الطيران المدني الفلسطينية.
التكلفة والتمويل
تأسس مطار غزة الدولي، والذي أُطلق عليه مطار عرفات أولا، بتمويل من مصر واليابان والسعودية وإسبانيا وألمانيا وتم تصميمه على يد معماريين من المملكة المغربية ليكون على شاكلة مطار الدار البيضاء.
وجرى تمويل نفقات المهندسين على نفقة العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، وإجمالا كلف مطار غزة الدولي 86 مليون دولار.
موعد الافتتاح
رغم محاولات إسرائيل المتكررة لعرقلة المشروع بدأ التشغيل الرسمي لمطار غزة الدولي، يوم الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1998، في احتفال حضره الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات والرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون.
وفي ذلك الوقت، اعتبر افتتاح المطار في ذلك الوقت دليلاً على التقدم نحو تأسيس الدولة الفلسطينية، واحتل الخبر حيزا كبيرا على متن الصفحات الأولى لصحف عربية ودولية وسط احتفالات بإقلاع الرئيس الراحل ياسر عرفات للمرة الأولى من مطار غزة، ووصول أول 10 طائرات كانت أول طائرة منهم قادمة من مصر.
وكان مطار غزة حينها قادرا على نقل 700 ألف مسافر سنويًا وكان يعمل 24 ساعة يوميا، وهو المطار الوحيد في الأراضي التابعة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
كما كان يضم 19 مبنى، حيث تبلغ مساحة المبنى الرئيسي منه 4000 متر، وهو مصمم وفقا العمارة الإسلامية ومزخرف بالقرميد العربي.
وتمت توأمة المطار مع مطار محمد الخامس الدولي في الدار البيضاء بالمغرب، وأقرب المطارات إليه كان مطار العريش الدولي في مصر.
إسرائيل تدمر المطار
في ديسمبر/كانون الأول 2001 توقف مطار غزة عن العمل، بعد أن ألحق الجيش الإسرائيلي به دمارا فادحا، حيث دمر محطة الرادار والمدرج لكن ساحة المطار لم تتعرض لدمار بالغ حتى بعد أن قامت الجرافات الإسرائيلية بتمزيق المدرج إلى أجزاء في يناير/كانون الثاني 2002.
وفي أثناء حرب لبنان في صيف 2006، قصفته إسرائيل من جديد وخربت المبنى الأساسي في المطار، ولم يتبق من هذا الجسر شيء.
وبعد تدمير مطار غزة من قبل الجيش الإسرائيلي تقدمت وفود الدول العربية باحتجاج لدى منظمة الطيران المدني ICAO وقد أُحيل الموضوع إلى مجلس المنظمة، حيث قامت الوفود العربية في المجلس (السعودي، مصر، الجزائر، ولبنان) بطرح القضية وفق نصوص المعاهدات والقانون الدولي.
وبعد مداولات مطولة، استخدم الوفد الأمريكي كل الوسائل للحيلولة دون إدانة "إسرائيل" من قبل المجلس ولكن المجلس تحت إصرار الوفود العربية لجأ إلى التصويت، حيث كانت النتيجة إدانة "إسرائيل" التي دمرت مطار مدني وأجهزة ملاحية تستخدم للأغراض المدنية فقط.
aXA6IDMuMTQ3LjI3LjEyOSA=
جزيرة ام اند امز