اليوم الـ46.. غزة بانتظار الهدنة وعيون أوروبية ترصد "حلا دائما"
تكثفت سحب الهدنة فوق غزة في اليوم الـ46 للحرب، وسط تأكيدات من أطراف عدة بقرب هطول "الأمل" على المدنيين بالقطاع، رغم استمرار القتال.
إذ تعتقد الولايات المتحدة، أن إسرائيل وحركة حماس، تقتربان من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح بعض الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الإثنين إنه يعتقد أن الاتفاق قريب، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي عن الاتفاق: «نحن أقرب الآن مما كنا عليه من قبل».
كيربي، أضاف: «ما زلنا نواصل العمل من أجل إطلاق سراح المختطفين.. نحن قريبون ونأمل في التوصل إلى اتفاق، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به».
تفاصيل الهدنة
في المقابل، قال القيادي في حركة "حماس"، عزت الرشق، في تصريحات صحفية الثلاثاء، إن الحركة اقتربت "بشكل أكبر من الإعلان عن اتفاق هدنة خلال الساعات المقبلة" مع إسرائيل، معتبرا أن الاتفاق سيكون مقبولا للحركة.
جاء ذلك بعد ساعات من إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أنّ الحركة «تقترب من التوصّل لاتّفاق» على هدنة بينها وبين إسرائيل في الحرب الدائرة بين الطرفين منذ شهر ونصف الشهر.
وحول تفاصيل الاتفاق، قال مصدران مطّلعان على المفاوضات الجارية حول الاتّفاق بين إسرائيل وحماس لوكالة «فرانس برس» إنّ «الصفقة تتضمنّ هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط».
وأضاف المصدران، أنّ «الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 و100 رهينة محتجزين في قطاع غزة لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء الفلسطينيين».
اشتباكات مستمرة
ميدانيا، يشهد قطاع غزة اشتباكات في عدد من المحاور في المنطقة الشمالية، مع تكثيف إسرائيل عملياتها البرية قبل إعلان الهدنة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 5 في المعارك الجارية.
وترتفع بذلك حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 70 قتيلا منذ بدء التوغل البري الإسرائيلي بغزة في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في السياق ذاته، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نقلا عن الجيش إن هناك حاليا أكثر من 10 آلاف جندي إسرائيلي منتشرين في قطاع غزة.
وتتمركز تلك القوات بشكل رئيسي في أحياء الزيتون وجباليا بمدينة غزة، حسبما ذكرت الصحيفة.
وفيما يدور الحديث عن الوضع الميداني وهدنة مؤقتة، ذهبت أطراف دولية أبعد من ذلك، وطرحت المقترحات حول مرحلة ما بعد الحرب، وسبل إدارة غزة، وحل معضلة الأمن الإسرائيلية.
حديث الحل الدائم
إذ استبعد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "نظام حماية برعاية الأمم المتحدة في غزة"، وقال "هذا ليس حلّا".
ودعا غوتيريش إلى "مرحلة انتقالية تشارك فيها جهات فاعلة متعددة، أبرزها الولايات المتحدة والدول العربية".
وقال غوتيريش، في تصريحات صحفية، إنه "من المهم أن نكون قادرين على تحويل هذه المأساة إلى فرصة، ولكي يكون هذا ممكنا، من الضروري أن نتحرك بعد الحرب بشكل حاسم ولا رجعة فيه نحو حل الدولتين".
مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، التقط خيطا من حديث غوتيريش، وقال إنّ قيام دولة فلسطينية هو السبيل «الأفضل لضمان أمن إسرائيل»، مشيرًا إلى أن محادثاته في المنطقة أوصلته إلى «استنتاج سياسي جوهري».
ونقلت إحاطة مكتوبة حول الاجتماع مع وزراء خارجية دول التكتل عن بوريل قوله: «أعتقد أنّ أفضل ضمانة لأمن إسرائيل هي قيام دولة فلسطينية»، مؤكدًا ضرورة وجوب ألا تحتلّ إسرائيل قطاع غزة بعد انتهاء النزاع الحالي وكذلك أيضاً على وجوب تسليم إدارة القطاع إلى السلطة الفلسطينية.
وقال جوزيب بوريل: «على الرغم من التحديات الهائلة، علينا أن نطرح أفكارنا في ما يتعلّق بإرساء الاستقرار في غزة والدولة الفلسطينية المستقبلية».
وتقول إسرائيل إن نحو 1200 شخص قتلوا في الهجوم الذي شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. فيما قالت حكومة غزة إن ما لا يقل عن 13300 فلسطيني قتلوا في القصف الإسرائيلي منذ ذلك الحين. وتفيد الأمم المتحدة بأن ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة صاروا بلا مأوى.