تأكيدات على «اتفاق قريب» لهدنة في غزة.. هل تصمد المفاوضات؟
رغم نفي البيت الأبيض قبل أيام إبرام اتفاق أولي على هدنة مع حماس، إلا أن أصداء اتفاق مشابه سمعت من أطراف أمريكية وإسرائيلية، ودخلت حركة حماس مؤخرًا على الخط.
فبينما يتواصل هجوم الجيش الإسرائيلي على غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل، تعتقد الولايات المتحدة أن إسرائيل وحركة حماس، تقتربان من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح بعض الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الإثنين إنه يعتقد أن الاتفاق قريب، فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي عن الاتفاق: «نحن أقرب الآن مما كنا عليه من قبل».
المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أضاف: «ما زلنا نواصل العمل من أجل إطلاق سراح المختطفين»، متابعًا: «نحن قريبون ونأمل في التوصل إلى اتفاق، لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به».
وأشار كيربي -أيضًا- إلى أن عدد المواطنين الأمريكيين الذين تمكنوا من الخروج من غزة عبر معبر رفح يبلغ الآن 800 شخص.
حماس ترد
وفي السياق نفسه، أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية فجر الثلاثاء، أنّ الحركة «تقترب من التوصّل لاتّفاق» على هدنة بينها وبين إسرائيل في الحرب الدائرة بين الطرفين منذ شهر ونصف الشهر.
وقال هنية في رسالة مقتضبة نشرها حساب حماس على تطبيق «تلغرام»، إنّ «الحركة سلّمت ردّها للإخوة في قطر والوسطاء، ونحن نقترب من التوصّل لاتفاق الهدنة».
بدوره، قال عزت الرشق القيادي في حركة حماس، إن المحادثات مستمرة حول هدنة لعدة أيام، مشيرًا إلى أنها تتضمن ترتيبات لدخول المساعدات لغزة واتفاق تبادل للأسرى والرهائن.
وأوضح القيادي في حركة حماس، في تصريحات صحفية، أن الاتفاق يشمل إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين مقابل نساء وأطفال فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
واحتجزت حركة حماس حوالي 240 شخصا خلال هجومها على إسرائيل يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها جنيف، في بيان إن ميريانا سبولجاريك رئيسة اللجنة التقت في قطر أمس الإثنين مع إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس لـ«تحقيق تقدم فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية» المتعلقة بالصراع. كما التقت بشكل منفصل مع السلطات القطرية.
ورغم أنها لم تشارك في المفاوضات الرامية إلى إطلاق سراح المحتجزين. لكنها أضافت أنها مستعدة «لتسهيل أي إطلاق سراح مستقبلي يتفق عليه الطرفان» باعتبارها وسيطا محايدا.
نقاط شائكة
وذكرت رويترز الأسبوع الماضي نقلا عن مسؤول مطلع على المحادثات أن وسطاء قطريين يسعون للتوصل إلى اتفاق بين حماس وإسرائيل لإطلاق سراح 50 محتجزا مقابل هدنة لمدة ثلاثة أيام من شأنها تسهيل وصول شحنات المساعدات الطارئة للمدنيين في غزة.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ في برنامج «هذا الأسبوع» على شبكة «إيه.بي.سي» يوم الأحد إنه يأمل في التوصل إلى اتفاق «في الأيام المقبلة»، بينما قال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن النقاط الشائكة المتبقية «بسيطة للغاية».
وذكرت صحيفة واشنطن بوست يوم السبت أنه جرى التوصل إلى اتفاق لكن البيت الأبيض وإسرائيل نفيا ذلك.
تفاصيل الاتفاق
من ناحيتهما، قال مصدران مطّلعان على المفاوضات الجارية حول الاتّفاق بين إسرائيل وحماس لوكالة «فرانس برس» إنّ «الصفقة تتضمنّ هدنة لخمسة أيام تشمل وقفاً شاملاً لإطلاق النار والأعمال القتالية، ووقفاً تامّاً لتحليق الطيران الإسرائيلي في سماء قطاع غزة، باستثناء مناطق الشمال حيث سيوقف تحليق الطيران لمدة ستّ ساعات يومياً فقط».
وأضاف المصدران أنّ «الصفقة تتضمّن إطلاق سراح ما بين 50 ومئة رهينة محتجزين في قطاع غزة لدى حماس والجهاد الإسلامي من المدنيين وحمَلة الجنسيات الأجنبية من غير الجنود، مقابل إفراج إسرائيل عن 300 أسير من الأطفال والنساء الفلسطينيين».
وأوضح المصدران أنّ «الإفراج عن هؤلاء سيتمّ على مراحل، بمعدّل عشرة أسرى من الإسرائيليين يومياً مقابل ثلاثين أسيراً فلسطينياً، على أن يتمّ الإفراج عمّن يتبقّى في اليوم الأخير».
ويتضمّن الاتفاق أيضاً، وفق المصدرين، «إدخال ما بين مئة و300 شاحنة من المساعدات الغذائية والطبّية بما في ذلك الوقود، إلى كافة مناطق القطاع، بما فيها الشمال».
ولفت المصدران إلى أنّ «حماس والجهاد الإسلامي أبلغتا الوسيط المصري بموافقتهما مبدئياً على بنود الصفقة»، مشيرين إلى أنّ «احتمالات التغيير في البنود تبقى قائمة».
وبحسب المصدرين فإنّ «إسرائيل أصرّت على ترابط العائلة، أي أنّه في حال الإفراج عن سيدة ينبغي الإفراج أيضاً عن زوجها حتى لو كان عسكرياً، وهو ما رفضته حماس، لكنّ مصر وقطر تعملان حالياً بتنسيق مع الإدارة الأمريكية لإنهاء هذه النقطة».
وما إن تُحلّ هذه النقطة العالقة «سيتمّ إعلان موعد الهدنة الإنسانية لخمسة أيام قابلة للتجديد»، وفق المصدرين.
مفاوضات حساسة
وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض لبرنامج «لقاء مع الصحافة» الذي تبثه شبكة «إن.بي.سي» يوم الأحد: «نحن حقا بحاجة إلى الالتزام بالشعار القائل إنه لا يتم الاتفاق على أي شيء حتى يتم الاتفاق على كل شيء (..) المفاوضات الحساسة مثل هذه يمكن أن تنهار في اللحظة الأخيرة».
وحث أقارب بعض الأشخاص الذين تحتجزهم حماس في غزة المشرعين الإسرائيليين اليمينيين أمس الإثنين على عدم المضي قدما في تطبيق عقوبة الإعدام المقترحة على النشطاء الفلسطينيين الأسرى، قائلين إن مجرد الحديث عن ذلك قد يعرض المحتجزين الإسرائيليين للخطر.
واجتاحت إسرائيل قطاع غزة لاستهداف حماس ردا على هجوم شنته الحركة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الذي بدأ منذ 75 عاما.
ومنذ ذلك الحين، قالت حكومة حماس التي تدير قطاع غزة إن ما لا يقل عن 13300 فلسطيني قتلوا، من بينهم 5600 طفل و3550 امرأة على الأقل، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.
وقالت حركة حماس على حسابها على تطبيق «تلغرام» أمس الإثنين، إنها أطلقت وابلا من الصواريخ باتجاه تل أبيب. كما تحدث شهود عن إطلاق صواريخ على وسط إسرائيل.
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز