الحضور والخطط.. ترامب يرأس للمرة الأولى نقاشا حول «اليوم التالي» بغزة

ترأس دونالد ترامب للمرة الأولى نقاشا حول "اليوم التالي" للحرب في قطاع غزة.
وقال مراقبون إن هذا الاجتماع هو المؤشر الأكبر على قرب نهاية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وأوضح مسؤول كبير بالبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ترأس اليوم الأربعاء الاجتماع، الذي حضره رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ومبعوث ترامب السابق للشرق الأوسط جاريد كوشنر.
وقال المسؤول لرويترز إن ترامب وكبار المسؤولين في البيت الأبيض وبلير وكوشنر ناقشوا جميع جوانب ملف غزة، بما في ذلك زيادة تسليم المساعدات الغذائية وأزمة الرهائن وخطط ما بعد الحرب.
ووصف المسؤول الجلسة بأنها "مجرد اجتماع سياسي"، من النوع الذي يعقده ترامب وفريقه بشكل متكرر.
وكان كوشنر، وهو زوج إيفانكا ابنة ترامب، مستشارا رئيسيا في البيت الأبيض في فترة ولاية ترامب الأولى في قضايا الشرق الأوسط.
كما نشط بلير، الذي كان رئيسا للوزراء خلال حرب العراق عام 2003، في قضايا الشرق الأوسط.
وكان ترامب قد وعد بإنهاء سريع للحرب في غزة خلال حملته الرئاسية العام الماضي، لكن التوصل إلى حل لا يزال بعيد المنال بعد سبعة أشهر من ولايته الثانية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض "لقد أوضح الرئيس ترامب رغبته في إنهاء الحرب، والسلام والازدهار للجميع في المنطقة. ليس لدى البيت الأبيض أي معلومات إضافية يُشاركها بشأن الاجتماع في الوقت الحالي".
ولا توجد خطة معينة لدى الحكومة الإسرائيلية بشأن "اليوم التالي" للحرب، حيث اكتفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالإشارة إلى أنه يريد "إدارة سلمية غير إسرائيلية وألا تكون حماس أو السلطة الفلسطينية على رأسها".
وكان المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أول من كشف عن هذا الاجتماع في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" حيث أشار إلى أن "اجتماعًا موسعًا" سيُعقد في البيت الأبيض برئاسة الرئيس لمناقشة "اليوم التالي" في قطاع غزة.
وقال إن الاجتماع يتضمن "خطة شاملة للغاية" سيتم عرضها، وأن "الناس سيرون مدى فاعليتها وحسن نواياها"، وأنها تعكس "الدوافع الإنسانية للرئيس".
وفي إشارة الى نهاية الحرب، أضاف ويتكوف أن الولايات المتحدة تعتقد "أننا سنُسوّي هذا الأمر بطريقة أو بأخرى، وبالتأكيد قبل نهاية هذا العام".
وكشفت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية أن كوشنر وبلير قدّما للرئيس الأمريكي أفكارًا لخطة لمرحلة ما بعد الحرب.
وقالت إن "خطة اليوم التالي" في غزة ستكون عنصرًا مركزيًا في أي مبادرة دبلوماسية لإنهاء الحرب التي حصدت أرواح أكثر من 62 ألف فلسطيني خلال عامين من القتال.
وأضافت: "لكن إعادة إعمار القطاع المدمّر بالكامل، ووضع آلية حكم وأمن يتقبّلها جميع الأطراف، ستكون مهام صعبة للغاية".
وتابعت: "من المتوقع أن تحدد الخطة كيفية إدارة غزة من دون حكم حماس. وقد يستخدم نتنياهو خطة كهذه لدفع صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة، حتى لو كان ذلك خطوة تدريجية فقط نحو إنهاء الحرب".
وكشفت النقاب عن أن "وِيتكوف ناقش على مدى أشهر مع كوشنر وبلير خطة لليوم التالي في غزة".
وقالت نقلا عن مصادر إسرائيلية وأمريكية: "التقى بلير في يوليو/تموز الماضي مع وِيتكوف في البيت الأبيض في نفس اليوم الذي التقى فيه نتنياهو بترامب".
وأضافت: "بعد أيام التقى بلير بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأطلعه على عمله على خطة اليوم التالي لغزة وعلى محادثاته في واشنطن".
ولفتت إلى أن "بلير قريب جدًا من نتنياهو ومن الوزير للشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دِيرمر، المسؤول عن التخطيط الإسرائيلي لليوم التالي للحرب".
ونقلت عن مصادر مطلعة أن "كوشنر زار إسرائيل في أغسطس/آب الجاري والتقى نتنياهو لبحث الوضع في غزة".
ونقلت عن مسؤولين أميركيين، إن اجتماع ترامب حول غزة الأربعاء تناول أيضًا خطة أميركية لتقديم مساعدات إنسانية للقطاع.
وقال مسؤول أمريكي: "هذا يشمل توسيع برنامج الغذاء من حيث الكميات، طرق التوزيع، وعدد الأشخاص الذين يمكن إطعامهم".
وبحسب المسؤول الأميركي، فإن موقف ترامب من حرب غزة هو: "حلّوا الموضوع".
وذكرت القناة الإسرائيلية أن "ترامب لا يعارض عملية عسكرية لاحتلال غزة، بل أعطى نتنياهو غطاءً للمضي بها. ويقول مقرّبوه إنه لا يعتقد أنه قادر على إيقاف نتنياهو حتى لو أراد".
وقال مسؤول أمريكي: "على مستوى ما، الرئيس يعتقد أن بيبي (بنيامين نتنياهو) سيفعل ما يريد. لذلك نحن فقط نريد من الإسرائيليين أن يسرعوا لكي نتمكّن من الدخول (إلى غزة) ومعالجة الناس".