الفلسطينية "صبا".. رضيعة اغتالت إسرائيل خطوتها الأولى
آلة الحرب الإسرائيلية قتلت الرضيعة "صبا" ابنة الـ16 شهرا، لتصعد روحها إلى السماء وهي تنزف بنيران دولة تدّعي "الديمقراطية".
الرضيعة الفلسطينية صبا أبو عرار، لم تمهلها آلة الموت الإسرائيلية حتى تسير بخطواتها الأولى نحو فرحة الأهل بقدوم شهر رمضان الفضيل في قطاع غزة، فقضت مضرجة بالدماء لتغادر في يوم غاضب حزين.
زهرة الـ16 شهرا، اُستشهدت في قصف إسرائيلي استهدف منزل العائلة، أمس الأول السبت، ومعها قضت زوجة عمها "فلسطين أبو عرار"، التي كانت تحمل في أحشائها جنينا لم يتجاوز الـ6 أشهر.
بصوت مخنوق موجوع بالكاد تحرره أوتاره، بكى محمود أبو عرار، طفلته وهو يحملها "جثمانا" بين ذراعيه: "بأي ذنب قُتلت صبا؟! وماذا فعلت لإسرائيل؟، أليس في هذا العالم رحمة؟!".
ليست أكثر من أسئلة تتفجر على لسان الأب المفجوع، وهو يودع طفلته المغدورة، وقريبته التي استشهدت في غارة استهدفت منزلهم الكائن في حي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، في اعتداء إسرائيلي أسفر عن سقوط 25 شهيدا حتى ساعات الليلة الماضية.
صورة "صبا" وهي نائمة مضرجة بالدماء، في ثلاجة الموتى بإحدى مستفشيات غزة، أثارت حالة من الحزن الممزوج بالغضب اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي على طفلة صعدت روحها إلى السماء وهي تنزف بنيران دولة تدّعي "الديمقراطية".
صابر أبو عرار، أحد أقارب صبا وفلسطين، يقول لـ "العين الإخبارية" إن ما يجري في قطاع غزة لم يعد غريباً، فجيلنا يعيش هذه الجرائم منذ سنين طويلة، ولكننا نكبر على صور الشهداء والدم المسفوك في الشوارع والدمار للمباني، ولا يوجد أفق لوضع حد لهذا الواقع".
مضيفا "استشهاد صبا كاستشهاد إيمان حجو الطفلة التي كانت نائمة في منزلها عام 2001، وأصابتها شظية وهي لم تكمل شهرها الرابع في هذه الحياة، وصدرت بعد تلك الجريمة الكثير من الإدانات والاحتجاجات، ولكن الفاعلين بقوا طلقاء، وارتكبوا بعدها الكثير من عمليات القتل بحق الطفولة".
مستطردا "هذا يوجب على أصحاب الضمائر الحية في كل العالم أن يفعلوا شيئاً حتى لا تتواصل الجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الأعزل وأطفاله ونسائه".
مصطفى إبراهيم من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان يفند لـ "العين الإخبارية" المزاعم الإسرائيلية التي تدعي أن جيش الاحتلال أخطر سكان البنايات قبل قصفها، قائلا إن "استهداف عمارة سكنية من أجل شقة موجودة فيها، فعل مخالف لجميع القوانين الدولية، ولا يصوغه عرف دولي ولا تبرره مواثيق، فكيف يتم تفجير عمارة بأكملها بحجة استهداف شخص أو تدمير شقة واحدة فيها؟".
ويتابع "إسرائيل هي من وضعت قطاع غزة تحت النيران، فمنذ السبت، استهدف جيش الاحتلال 7 بنايات فيها مراكز ثقافية وصحفية وخدماتية وطبية، وتسبب استهدافها بأضرار كبيرة، يدفع ثمنها المواطنون الأبرياء، بالإضافة إلى تشرد العائلات وخلق موجة نزوح داخلية بظروف غاية في التعقيد والصعوبة، كون هذه الاستهدافات تتم في صورة مفاجئة".
صعدت روح "صبا" إلى بارئها، ومثلها ارتقوا الكثير، لتبقى الدموع المنهمرة عليهم ليست سوى حرقة الوداع الأخير، فالكل في فلسطين يعلم أن أعمار فلذات أكبادهم قد يغتالها رصاص إسرائيل في أية لحظة، وأن تلك الزهور مهما أينعت فإن آلة المحتل قد تقطفها بكل همجية ووحشية.
aXA6IDE4LjE5MS4xMDcuMTgxIA== جزيرة ام اند امز